جاءَ المخَاضُ وثارَ الغَيْظُ والغَضَبُ
|
|
فانسَوْا جَفَاءً وثوبُوا أيُّها العَرَبُ
|
واستَوطَنَتْ هِمَمُ التَّغْيِيرِ فِي دَمِنَا
|
|
والثَّورَةُ اندَلَعَتْ والنَّصرُ يَقتَرِبُ
|
شَمْسُ الخلافةِ قَد لاحَتْ بَشائِرُها
|
|
والشَّامُ قد شَرَعَتْ تصحُو وتضطربُ
|
يا أمَّةً كَسَرَتْ للخَوفِ حَاجِزَەُ
|
|
آنَ الأوَانُ لنيلِ العِزِّ فاحتَسِبُوا
|
يا أمَّةً بَزَغَتْ كالشَّمسِ نَهضتُها
|
|
جاءَ المخاضُ فَنِعمَ الإبنُ والنَّسَبُ
|
|
****
|
|
صُفُّوا النَّمارِقَ للمَولُودِ في ثِقَةٍ
|
|
واستَحضِرُوا أَلَقًا تَشتاقُهُ الشُّهُبُ
|
واستبشِرُوا بِغَدٍ طابتْ مَوَاسِمُهُ
|
|
فاللهُ أنبأنا والصِّدقُ والكُتُبُ
|
والظُّلمُ مُندَحِرٌ والحقُّ مُنبلِجٌ
|
|
والعِزُّ مُنطَلِقٌ تَرنُو لَهُ السُّحُبُ
|
إنَّ الطواغيتَ قد جاءَتْ بِمَقتَلِها
|
|
والكفرُ قائِدُها بَلْ سَيِّدٌ وأبُ
|
صاحَ الصَّباحُ وَعَينُ الثَّأرِ ساهِرَةٌ
|
|
والظُّلمُ ماتَ فلا رأسٌ ولا ذَنَبُ
|
|
****
|
|
يا مَنْ فَرِحْتَ بِقُربٍ مِنْ أكابِرِها
|
|
هلَّا نَظَرتَ إلى مَنْ كانَ يَقترِبُ؟
|
باعُوا البلادَ وبَاعُوا الدِّينَ وارتَقَبُوا
|
|
عِزَّ الزمانِ بما غَلُّوا وما جَلَبُوا
|
حَتَّى أَتَتْهُمْ صُروفُ الحقِّ غاشِيةً
|
|
فانهارَ ما عَمَرُوا مَحْقًا وما نَهَبُوا
|
يا مَنْ يَظُنُّ بِغَيرِ اللهِ عِزَّتَهُ
|
|
عِزُّ الزَّمانِ لأهلِ اللهِ ينسَحِبُ
|
لا تَركَنُوا أَبَدًا أبناءَ أُمَّتِنا
|
|
للكُفْرِ لو عَصَفَتْ في دارِنا النُّوَبُ
|
لا يخطِفَنَّ دَخيلٌ قَلبَ ثورتِنا
|
|
فالوَعْيُ ألزَمُ ما يحتاجُهُ السَّبَبُ
|
نَقُّوا المنابرَ والسَّاحاتِ مِن دَرَنٍ
|
|
جَلُّوا الصَّفاءَ فلا يبقى بها جَلَبُ
|
يأﺑﻰ العزيزُ خِلافَ النَّبعِ مَشرَبةً
|
|
خَوفَ الشَّوائبِ فالأقوامُ ما شَرِبوا
|
|
****
|
|
إنَّ المخاضَ وإنْ أبكَتْ مَواجِعُهُ
|
|
بعدَ الولادَةِ لا حُزنٌ وَلا كُرَبُ
|
والنَّصرُ في ثِقَةٍ باللهِ يَتبعُها
|
|
بالسَّاحِ تضحِيَةٌ بالصَّبرِ تَنْتَقِبُ
|
|
****
|
|
مَنْ كاَن يجزعُ مِنْ مَوتٍ ومِنْ قَدَرٍ
|
|
أو فَقْدِ مالٍ فكَيفَ العِزُّ يُكتَسَبُ؟
|
صُفُّوا النَّمارِقَ نُعطِي ثَمَّ بَيعَتَنا
|
|
هذي الخلافةُ فهيا المجدُ يُرتَقَبُ
|
عَلُّوا البَيارِقَ فالهاماتُ شامِخَةٌ
|
|
والصُّبحُ أسفَرَ لا وَهْمٌ ولا كَذِبُ
|
عِزُّ البنادِقِ تَوَّاقٌ لصَولَتِه
|
|
عادَ الجهادُ وهذا المجدُ يصطَحِبُ
|
واللهُ مَهَّدَها أَرْضًا ومُنْطَلَقًا
|
|
والأمَّةُ انتفَضَتْ وَالأفْقُ يَلتَهِبُ
|
يا قُدسُ قومي على الأمجادِ شاهِدةً
|
|
ضَجَّ الرِّجالُ وثار النَّقعُ واللَّجَبُ
|
نصرُ العزيزِ أتاكِ اليومَ سطَّرَەُ
|
|
عزمُ الرِّجالِ وقومٌ بالعُلا رَغِبُوا
|
مَنْ ليسَ يَعرِفُ قَبلَ الفَجْرِ مَوقِعَهُ
|
|
والخوْفُ أقعَدَەُ والوَهمُ والنَّصَبُ
|
فاعلَمْ بِمَوتَتِه حتى وإنْ رَقَصَتْ
|
|
باللَّهوِ هامَتُهُ واغتالَهُ الطَّرَبُ
|
فالرُّوحُ قد دُفِنَتْ والجسمُ مُنطَلِقٌ
|
|
يَسعَى إلى عَرَضٍ والنَّفسُ تَكتَئِبُ
|
|
****
|
|
هَدْمُ الخلافةِ أدمَى عَينَ مُهجَتِنا
|
|
والقلبُ في ضَنَكٍ والدَّمعُ يَنسَكِبُ
|
ظِلُّ الطُّغاةِ على أعناقِنا جَبَلٌ
|
|
لا بُدَّ مِن هِمَمٍ قد سَنَّها الطَّلبُ
|
إنَّ الخلافةَ خيرٌ للورى بدَلًا
|
|
لا المالُ يَعدِلُها ولا الدُّرُّ لا الذَّهبُ
|
هياَّ أُخَيَّ نُشَمِّرْ عَنْ سَواعِدِنا
|
|
واختَرْ مَقَامَكَ أنتَ اليومَ مُنتَدَبُ
|
أعْلِنْ خَيارَكَ قبلَ الفَتحِ في ثِقَةٍ
|
|
لَوْ أنَّ مَطلعَهُ قد بانَ لا عَجَبُ
|
بَيِّن مَسَارَكَ واسترشِدْ بِكَوكَبَةٍ
|
|
دانَ الزَّمَانُ لِمَا خَطُّوا وما ذَهَبُوا
|
|
****
|
|
أحرارَ أمَّتِنا قد جِئتكُمْ طَمَعًا
|
|
بِالعِزِّ فاستَمِعُوا طَوعًا لِما يجبُ
|
كَمْ مَرَّ يَبكِي بُكاءً حارِقًا رَجَبٌ
|
|
ها قد رَجَعْنَا فَعُدْ بِالعِزِّ يا رَجَبُ
|
العزُّ يُولَدُ مِنْ بَذلٍ وَمِنْ سَهَرٍ
|
|
عِزُّ الخلافَةِ لا لهْوٌ ولا لعِبُ
|
لا شيءَ يُوقِفُنا عَن نَصرِ ثورَتِنا
|
|
حَتَّى تَقَرَّ على أجفانها الهدُبُ
|
|
****
|
|
جاءَ الخَليفَةُ والآسادُ رابِضَةٌ
|
|
قامَتْ لِبَيعَتِهِ الأنصارُ والنُّجُبُ
|
إنَّا صَحَونا فقُم يا شِبْلُ مُنتَفِضًا
|
|
حَلَّ الرَّبيعُ وسَادَ المجدُ والغَلَبُ
|
رُوحي الفِدَا لِعَطَا بالعَزْمِ مُندفِعٌ
|
|
كالسَّهمِ مُنطَلِقٌ عنوانهُ الغَضَبُ
|
كالدِّيك صاحَ بِصِدقِ الفَجِرْ فانتَبَهَتْ
|
|
عَيْنُ الرِّجالِ فَراحَتْ حَولَهُ تَثِبُ
|
اللهُ أكبرُ دَوَّتْ في مَرابِعِنا
|
|
اللهُ أكبرُ هَبَّ الفِكْرُ والأدَبُ
|
عَمَّ السَّلامُ وسادَ الأمنُ عالَمَنا
|
|
لـمَّا حَكَمْنا فَنِعمَ الدِّينُ والحَسَبُ
|
فَجْر الخلافَةِ أذِّن آن موعِدُنا
|
|
اللهُ أَكبرُ عَّز العُجْمُ والعَرَبُ
|