مقتطفات من كتاب التيسير في أصول التفسير للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشته
2014/01/29م
المقالات
1,730 زيارة
مقتطفات من كتاب التيسير في أصول التفسير للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشته
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) )
جاء في كتاب التيسير في أصول التفسير لمؤلفه
عطاء بن خليل أبو الرشته
أمير حزب التحرير حفظه الله في تفسيره لهذه الآيات ما يلي:
يبين الله في هاتين الآيتين ما يلي:
-
أن الكلمة إذا أصبح لها مدلول اصطلاحي أي حقيقة عرفية خاصة، وصار لاستعمالها واقع فحينها يسلط الحكم الشرعي على المعنى الاصطلاحي وليس على المعنى اللغوي، فإن كلمة ( رَاعِنَا ) كلمة عربية بمعنى انتظرنا وأمهلنا وهي نفس معنى كلمة ( انْظُرْنَا ) ولكن اليهود يستعملون ( رَاعِنَا ) في معنى السبّ والشتم ويستغلون استعمال المسلمين لها في نداء الرسول صلى الله عليه وسلمفيستعملونها هم في نداء الرسول كذلك بقصد السبّ والشتم، فنزلت الآية بأن لا يستعمل المسلمون هذه الكلمة لأنها أصبحت اصطلاحاً – حقيقة عرفية خاصة – بمدلول جديد، وأصبح الحكم الشرعي لمثل هذه الكلمات يسلط على المعنى الاصطلاحي وليس على المعنى اللغوي.
-
ثم يقول سبحانه في الآية ( وَاسْمَعُوا ) أي اسمعوا جيداً من رسول الله صلى الله عليه وسلمواقتربوا منه صلى الله عليه وسلمحتى لا تضطروا إلى إعادة الاستفسار حول ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم، واسمعوا سماع طاعة وقبول لما يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويختم الله الآية ( وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) و( أل ) التعريف للعهد أي ( وَلِلْكَافِرِينَ ) الذين كانوا يقولون تلك الكلمة ( رَاعِنَا ) لسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اليهود، لهم عذاب أليم.
-
إن الله سبحانه يخبرنا أن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين لا يحبون أن ينزل الله الوحي على غيرهم ويرون أنهم أحقّ بأن يوحى إليهم، فسيحسدونكم ويعـادونكم لأن الله اختصّكم برحمته ووحيه، وهذا إشـارة إلى أنهم كانوا يرون أن يكون النبي المنتظر منهم – أي اليهود – فلما كان من غيرهم حسدوه وأنكروه وناصبوه العداء.
ويختم الله سبحانه الآية بأن الله يختص بالنبوة من يشاء، وأن إيتاء النبوة هو من الفضل العظيم.
( الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ ):
( مِنْ ) هنا للبيان، فأهل الكتاب والمشركين هم الكفار.
( مِنْ خَيْرٍ ): ( مِنْ ) زائدة للدلالة على استغراق الخير أي خير عظيم.
( مِنْ رَبِّكُمْ ): ( مِنْ ) هنا لابتداء الغاية، أي يبدأ الله سبحانه بإنزال الوحي فيكم.
فائدة عن المعنى الاصطلاحي:
فمثلاً لو سئلنا الحكم الشرعي في الاشتراكية، فلا نبحث معنى الاشتراكية اللغوي من اشترك أو شركاء أو شركة حسب معانيها اللغوية ونسلط الحكم عليها، بل نسلط الحكم الشرعي على المعنى الاصطلاحي لكلمة (اشتراكية) فنجد أن أهلها سموها بهذا الاسم للدلالة على مبدأ معين ينكر أن هناك خالقاً للمادة ويعتبرها أزلية ثم يطبق أحكاماً منبثقة من عقيدته هذه، فيقول بتطور المادة وإلغاء الملكيات وأنواع المساواة المبينة في ذلك النظام، وبهذا المعنى نقول إن الاشتراكية نظام كفر للنصوص الواردة حول مدلولها الاصطلاحي.q
2014-01-29