علماء السلاطين في أوروبا
1990/07/23م
المقالات
1,737 زيارة
إنتشار الإسلام كمبدأ سياسي يحل محل المبدأ الشيوعي البائد والمبدأ الرأسمالي الفاسد، والذي بدأ يتداعى، أوجد خوفاً في نفوس الأوروبيين، وهذا الخوف تحول إلى مشكلة.
وهذه المشكلة التي أدركتها أوروبا هي في نمو متزايد ولا يتصور أن يجدوا لها حلاً إلا بالاعتماد على مساعدة عملائهم من حكام المسلمين من خلال المراكز التي يستحدثونها لكي تبقي الشباب المسلم ضمن دائرة ما نسميه هنا ـ الحيض والنفاس ـ وقد أوفدوا إلى كوبنهاغن شيوخاً من الأزهر ومن المغرب وأعطوا دروساً يومية في ـ المركز الثقافي الاسلامي ـ وهي مؤسسة تتبع السفارة المغربية ولكن حضور الشباب حَمَلَةُ الدعوةِ أفسد عليهم تآمرهم. فقد ألقيت محاضرة ضمت جمعاً غفيراً في المركز المذكور في أواخر رمضان وكان موضوع المحاضرة الرئيسي هو الجن وكيف خلقت ورويت إسرائيليات عن البن ـ كلاب الجن ـ والعفريت والجان وخلص المحاضر إلى أن السؤال المهم الآن هو ـ أين يسكن إبليس ـ وقال أن هناك خلافاً بين الفقهاء!! على قولين فإما أن يكون يسكن بالمحيطات وإما في الجزر «على كرسي ثعابين كأمر متفق عليه» ـ هذا ما تناوله الشيخ الذي قدم من الأزهر بمناسبة رمضان. أما الشيخ الآخر من المغرب فقد تناولت محاضرته الحديث عن أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور. وكان هذا الشيخ قد دعا لأمير المؤمنين الملك الحسن عقب صلاة الجمعة في نفس اليوم ـ كانت المحاضرة بعد العصر ـ وعند انتهاء المحاضرين سأل أحد الحاضرين الشيخ المغربي حول توفيقه بين الحديث وبين شهادته لملك المغرب بأنه أمير المؤمنين؟ فحاول الشيخ أن يلتف على السؤال، ولكن بعض الحضور ألحوا عليه بالإجابة، وضجت القاعة وكان عراك بالأيدي بين الشباب المسلمين وعملاء المخابرات المغربية ورجال السفارة، وانهيت المحاضرة ووجهت السفارة المغربية انذاراً إلى المغاربة بأن يصلّوا فقط في المساجد التي تحددها لهم تحت طائلة الحرمان من العودة إلى المغرب. ورفض الكثير منهم هذا الأمر.
1990-07-23