بريد الوعي: أبناء المسلمين في بلجيكا، الإمام العادل، فرعنة مصر
1988/09/22م
المقالات
2,206 زيارة
الإمام العادل
كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه:
«إعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل حائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف. والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله الرفيق بها، يرتاد لها أطيب المراعي، ويذودها عن مراتع الهلكة، ويحميها من السباع، ويحميها من أذى البرد والحر. والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على ولده يسعى لهم صغاراً ويعلمهم كباراً، يكتسب لهم في حياته، ويدخر لهم بعد مماته. والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة السيدة الرفيقة بولدها، حملته كرهاً ووضعته كرهاً وربته طفلاً، تسهر بسهره، وتسكن بسكونه، ترضعه تارة وتفطمه أخرى، وتفرح بعافيته وتغتم بشكايته، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوارح تصلح بصلاحه، وتفسد بفساده. والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم وينقاد إلى الله ويقودهم، فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيان، فأفقر أهله وبدد ماله، وأعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش، فكيف إذا أتاها من يليها؟ وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده فيكف إذا قتلهم من يتقص لهم؟ واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما وبعده، وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه، فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر».
باسم الصمادي مانيلا ـ الفلبين
هل تعلم؟
إن اتجاه «الفرعنه» في مصر صحبته جملة مخططة لتبشير النصراني الاستعماري في مصر والوطن العربي.
وبدراسة المجتمع الإسلامي وعقائده وشرائعه، ظهر لهم أن تحويل المسلمين إلى نصارى ـ وبمستوى كبير مستحيل، ولذلك فالتبشير عندهم غزو خفي الوطء بعيد المرمى طويل الأجل.
لقد كتب المستشرق شانتليه في تقرير له عن التبشير في العالم الإسلامية عام 1921 إن إرساليات التبشير الدينية تأتي بالنفع الكبير في البلاد الإسلامية من حيث أنها تثبت الأفكار الأوروبية ويقول في فقرة أخرى لا شك أن إرساليات التبشير تعجز عن أن تزحزح العقيدة الإسلامية من نفوس معتقديها ولا يتم لها ذلك إلا ببث الأفكار التي تتسرب من اللغات الأوروبية، فبنشرها للغات الإنكليزية والألمانية والهولندية والفرنسية يحتك الإسلام بصحف أوروبا وتتمهد السبل لتقدم إسلامي مادي وتقضي إرساليات التبشير لبانتها من هدم الفكرة الدينية الإسلامية التي لم تحفظ كيانها بعزلتها وانفرادها!!
أبناء المسلمين في بلجيكا
إخواني الكرام، اشهدوا لي وعليّ يوم الميعاد، أمام رب العباد، إني أحبكم حبّاً صادقاً. وأحب كل مسلم يعمل بإخلاص للإسلام.
فخطابي هذا متواضع في مفرداته وعباراته، حسب مستواي. وهذا ربما من ذنبي، اعتمدنا اللغة الأجنبية وأهملنا اللغة الجوهرية، فعندنا لا بالأولى ولا بالثانية. حبذا لو أنقذنا أطفالنا مما نحن فيه. صدقوني أننا نعيش في أوروبا عيشة اضطراب من ناحية أطفالنا، ولا يشعر بهذا إلا من كانت له قاعدة فكرية، ويسير بمقياس الإسلام. فالمجتمع يحاربنا من جهة، والمدرسة من ثانية، والسلطة من أخرى. حتى لو حصل للأب أن وبخ ابنه على شيء ما، حذرته السلطة بعقوبات صارمة. من أجل ذلك فكر العديد منا بالعودة إلى مسقط الرأس، (بلاد الإسلام)، ولو كان النظام غير إسلامي، فالمشاعر إسلامية وأنتم أدرى بهذا، إلا أن تأمين العيش صعب، ونحن والحمد لله نؤمن بأن الله وحده هو الرزاق.
إخواني الكرام، أهل الفكر والوعي، أحيطكم علماً أن سجون بروكسل وضواحيها قد ملئت بأبنائنا المسلمين، ومن الأسباب المؤدية إلى هذا التوجه المدرسي، فجلهم منخرطون في الشعبة التقنية لكونهم غير قادرين على غيرها ولا شغل بعدها. ولا حق لهم في العمل بسبب البطالة. فلعدم وجود ما يشغلهم يتعاطون المخدرات والخمور إضافة إلى السرقة، لا فرق في ذلك بين البنين والبنات، ولا منقذ ولا مخلِّص إلا الله.
إخواني من يكفل أبناءنا وهم في سن المراهقة، فنحن لا طاقة لنا بهم. أفيدونا انصحونا، أعينونا أثابكم الله ووفقكم لما يحب ويرضى.
وأخيراً أستودعكم الذي لا تضيع ودائعه، ودمتم في طاعة السميع البصير.
بن جاني قويدر
بروكسيل – بلجيكا
-
المحرر: شكراً على عواطفك ونحن نبادلك شعورك. أنظر في باب سؤال وجواب.
1988-09-22