كلمة الافتتاح
2009/08/03م
المقالات
1,624 زيارة
كلمة الافتتاح
لقد افتتح هذا المؤتمر بتلاوة من كتاب الله، ثم كانت كلمة لأمير حزب التحرير العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله تعالى (مسجلة بالصوت)، جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول سبحانه: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر 28].
ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم) «العلماءُ وَرَثَةُ الأنبياءِ» أخرجه أ. داود والترمذي من طريق أ. الدرداء (رضي الله عنه).
أيها العلماء الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
لقد أحببت أن أبدأ بتلك الآية الكريمة وبذلك الحديث الشريف لبيان منزلة العالم، النافع بعلمه، المخلص في عمله، (رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر 9].
وبعدُ، أيها العلماء الأفاضل
تعلمون أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بعث بالإسلام العظيم، ليس ليتلى بالألسن فحسب، وإنما ليطبق على الناس في الأرض، فتكون له دولة تقيم حدوده، وتطبق أحكامه، وتجاهد به حق جهاده، وتقيم العدل وتنشر الخير في ربوع العالم. وهذا واضح بيِّن في سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دعا إلى الله على بصيرة في مكة المكرمة، وطلب نصرة القبائل وأهل القوة بضع عشرة مرة، حتى نصره الله سبحانه بأنصار المدينة المنورة، فكانت الهجرة، وإقامة الدولة، ثم كان الفتح ونشر الإسلام بالدعوة والجهاد.
ثم خلفه من بعده الخلفاء الراشدون، فاهتدوا بهديه (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاهدوا في الله حق جهاده حتى أتاهم اليقين، واستمرت دولة الإسلام، دولة الخلافة، في عهد الأمويين والعباسيين والعثمانيين، إلى أن تمكن الكافر المستعمر بزعامة بريطانيا آنذاك بالتعاون مع بعض الخونة من العرب والترك، تمكنوا من القضاء على الخلافة، في مثل هذا اليوم قبل 88 سنة في الثامن والعشرين من رجب 1342 هـ الموافق 3/3/1924م.
أيها العلماء الأفاضل:
كان المسلمون طَوَالَ عهد خلافتهم أقوياء بربهم أعزاء بدينهم، إذا قالوا قولة دَوَّت في جنبات الدنيا، وإذا فعلوا فعلاً أدخل الرعب في قلوب الكافرين:
يخاطب خليفتهم السحاب بأن يمطر حيث شاء فإن خراجه إلى المسلمين، فراية الخلافة حيث أمطر. ويتجرأ حاكم الروم على بلاد المسلمين فيرسل إلى هارون خليفة المسلمين مهدداً، فلا يراه الخليفة يستحق جواباً على ورقة منفصلة، بل يجيبه على ظهر كتابه “الجواب ما تراه دون ما تسمعه”، ويقود الجيش بنفسه فيقهر ذلك المهدد ويذيقه وبال أمره. وتصرخ امرأة ظلمها قائد رومي فتقول وامعتصماه، فيجيبها الخليفة بجيش يقوده فيهزم عدوها ويقتص ممن ظلمها، ويعيد لها كرامتها وأمنها. ويستفحل خطر ذلك الشقي في قطع طرق المسلمين، ويؤذي النساء والأطفال، فيمسك به قتيبة قائد المسلمين، وعندها يدفع ذلك الشقي فدية كبيرة لإطلاق سراحه، وكانت الفدية كبيرة حتى إن بعض مساعدي القائد المسلم يراها تسد حاجةً للمسلمين، ويطلب من القائد إطلاق سراحه مقابل تلك الفدية فيجيب القائد “لا والله لا تُرَوَّعُ به مسلمة بعد…”. ويؤسر ملك فرنسا فلم تجد فرنسا من تستغيث به لينقذ ملكها من الأسر سوى خليفة المسلمين سليمان القانوني رحمه الله.
هكذا كان المسلمون طوالَ عهد خلافتهم، سادة الدنيا، وقادة الخير، بل والأوائل في كل شيء:
كانوا الأوائل في الصناعة، فقد صنعوا المنجنيق، وهو سلاح ثقيل في وقته ودكوا أسوار الطائف في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودولتهم حينها دولة فتية في السنة الثامنة للهجرة، وصنعوا المدفع العملاق في عهد محمد الفاتح رحمه الله ودكوا به أسوار القسطنطينية…
وكانوا الأوائل في العلوم، وسَبْقُهُم في الفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلك يشهد به الأعداء قبل الأصدقاء، ويكفي شاهداً على قوة علمهم وصنعهم أنهم أهدوا ساعة من صنعهم إلى شارلمان إمبراطور الفرنجة، ملك ملوك أوروبا آنذاك، فلما دقت الساعة وفتحت أبوابها …، ظنتها حاشيته، وهم علية القوم، ظنوها من صنع الجن ومملوءة بهم!
وكانوا الأوائل في انتخاب الحاكم وبيعته، ففي الوقت الذي كان فيه حكام العالم ذلك الوقت يتصرفون كالآلهة مع رعيتهم، لا تسأل الرعية عن رأيها في حاكمها، وكيف تُسأل عن آلهتها؟! كان عبد الرحمن بن عوف يطرق بيوت المدينة يسأل الرجال والنساء من ينتخبون للخلافة: أعلياً ينتخبون أم عثمان رضي الله عنهما؟
وكانوا الأوائل في إعطاء كل ذي حق حقه، سواء أكان رجلاً أم امرأة، حتى إن المرأة التي كانت ملكاً للرجل تباع وتشترى، لا قيمة لها ولا وزن، أو كما هي اليوم سلعة للمتعة، ومادة إعلانية، فإن الإسلام قد أعزها، فجعلها حرة كريمة، لها ذمتها المالية المستقلة، ولها رأيها…، عالمة فقيهة ذات شأن.
وكان المسلمون هم الأوائل في الأمور الاقتصادية والعيش الكريم، ينعم الناس في الملكية العامة، وتُرعى شؤونهم بملكية الدولة، وتُصان وتحفظ ملكيتهم الخاصة، وتدفع الزكاة لمستحقيها، حتى إن الزكاة في بعض الأوقات كانت لا تجد فقيراً يستحقها، واليوم هناك من يعيش على تجمع النفايات حتى في الدول التي تعد نفسها متقدمة اقتصادياً…
هذا بعض ما كنا عليه من خير في عهود خلافتنا، فكيف أصبحنا بعد أن زالت خلافتنا؟
لقد تفرقنا شذر مذر، وأصبحت بلادنا الواحدة فوق خمسين مزقة، كل واحدة تسمى دولة أو دويلة.
نُهبت ثرواتنا، فنحن بلاد الطاقة “البترول والغاز” ومع ذلك فهو يسحب إلى الكفار المستعمرين، لينيروا به بلادهم، ويحركوا بطاقته مصانعهم، ونحن تُقطَع الكهرباء في بلادنا أكثر من مرة، ويعيش الناس على الشموع، ومصانعنا على قلتها وهشاشتها لا تغطى بالطاقة كما تلك في بلاد الغرب!
كالعِيْسِ في البَيْداءِ يقتُلُها الظَمَا والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ
واستبيحت بلادنا، وأصبحت نهباً لكل طامع، فانتُقِصَت أرضنا من أطرافها، بل من قلبها، فتلك فلسطين أرض الإسراء والمعراج، أرض أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، الأرض المباركة، يحتلها يهود ويعيثون فيها الفساد والإفساد، وتلك كشمير يحتلها الهندوس، ويقترفون فيها سفك الدماء الزكية، ويرتكبون الجرائم الوحشية، وتلك قبرص اقتطعت من الأرض الأم “تركيا” وللكفار اليونان اليد الطولى في معظمها، وتلك تيمور الشرقية اقتطعت من الأرض الأم “إندونيسيا”، وذلك القوقاز بشيشانه وأنجوشه…، يحتله الروس، ويسفكون فيه الدماء…، ثم تلك أميركا تحتل العراق وأفغانستان وتتجاوزها إلى العدوان على باكستان… وتلك وتلك…، والحكام في بلاد المسلمين يتفرجون ويلهون كأن ما يحدث هو في جزر الواق واق، وليس في بلاد المسلمين، وذلك لأنهم تركوا الإسلام وراء ظهورهم، ووصلوا إلى الحكم بتنصيب من المستعمرين، فهم أدواتهم فيما يصيب بلادنا من ذلٍ وهوان، وانتقاص وعدوان…
أما من حيث السيادة والقيادة، فالمسلمون لم ينزلوا فقط عن موقع سيادة الدنيا، بل هم أصبحوا في ذيل الأمم، لا في العير ولا في النفير، تُناقش قضاياهم في غير بلادهم، وبأيد غريبة عنهم، حتى وصل الذل والهوان إلى حدِّ أن يركن الحكام في بلاد المسلمين إلى أوباما ليضغط على اليهود لوقف الاستيطان! بدل أن يزيلوا كيان يهود بالقتال في الميدان.
هكذا كنا وهكذا أصبحنا، فهل إلى صلاحٍ من سبيل؟
أيها العلماء الأفاضل:
إن هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في بلاد المسلمين، فهي قضية المسلمين المصيرية، بها يَعِزُّون ويفوزون في الدارين بإذن الله، وبدونها يذلّون ويصبحون كالأيتام على مائدة اللئام. إن صلاح أمر الأمة هو بعودة هذه الخلافة الراشدة، وبيعة الخليفة الراشد، الذي يجمع شمل المسلمين، يقيم العدل وينشر الخير، فيعيش المسلم رجلاً كان أم امرأة، في بحبوحة من العيش، في أمن وأمان، في سكينة واطمئنان، عبداً لله، قوياً بربه، عزيزاً بدينه، لا يخشى في الله لومة لائم، وعندها ينال المسلمون خير الأرض وخير السماء، فتُخرج الأرض كنوزها، وتنزل السماء خيراتها (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف 96].
أيها العلماء الأفاضل:
ثم إن إقامة الخلافة ليست قضيةً مصيرية لأنها مبعثُ عز المسلمين، وسرُ منعتهم وقوتهم، فحسب، بل لأنها أولاً وآخراً فرضٌ وأي فرض، فهي طوق النجاة للمسلم من المِيتة الجاهلية، فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» أخرجه مسلم من طريق عبد الله بن عمر، فمن لم يبايع الخليفة عند وجوده، فقد مات ميتة جاهلية، ومن لم يعمل لإيجاد الخليفة ليبايعه، إن لم يكن موجوداً، فقد مات كذلك ميتة جاهلية، لأن الحديث الذي ذكره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء بلفظ عام في موضعين “من مات”، وفي لفظ “بيعة”، وذلك لأن “مَن” من صيغ العموم، فتشمل كل مسلم إلى يوم القيامة، ولأن “بيعة” نكرة في سياق النفي، فهي تعم بيعة الخليفة إن كان موجوداً، وبيعة الخليفة الذي يُعمل لإيجاده إن لم يكن موجوداً، ففي كل هذه الحالات إن مات المسلم وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية للدلالة على عظم الإثم في هذا الأمر.
وقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم ذلك، فهم قد اشتغلوا ببيعة خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يدفنوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أن دفن الميت فرض، ولكن الصحابة رأوا أن فرض تنصيب الخليفة أولى من فرض دفن الميت، فقد توفي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ضحى الاثنين، وبقي دون دفن ليلة الثلاثاء ونهار الثلاثاء حتى فرغ المسلمون من بيعة أبي بكر (رضي الله عنه) بيعة الانعقاد في السقيفة يوم وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبيعة الطاعة في المسجد يوم الثلاثاء، ثم دفن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وَسَط الليل، من ليلة الأربِعاء، أي أن دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تأخر حتى بويع أبو بكر انعقاداً وطاعة، وذلك لأهمية إيجاد الخليفة وبيعته.
أيها العلماء الأفاضل:
إن الإسلام دون دولة لا يمكن ان يُطبق كاملاً، لأن أحكامه لا يمكن تطبيقها دون خليفة، فلا تقام الحدود ولا تفتح الفتوح، ولا تحفظ بيضة الإسلام إلا بالإمام، أي الخليفة، وقد صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» متفق عليه. ولقد كانت أهمية الدولة للإسلام ماثلة أمام الصحابة رضوان الله عليهم، فإنهم لما جمعهم أمير المؤمنين عمر (رضي الله عنه) لاتخاذ تاريخ يؤرخون به، تناقشوا فيما بينهم ليجدوا مناسبة عظيمة يبدؤون منها التاريخ، فكان مولد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكانت بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكانت حادثة الهجرة، فقال علي (رضي الله عنه) لنؤرخ من تاريخ الهجرة، ففيه كانت دولة المسلمين، وعزتهم…، فأقر الصحابة ذلك، مع أن مولد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حدث عظيم، وبعثه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حدث عظيم، لكن الصحابة اختاروا الهجرة وقيام دولة الإسلام ليبدؤوا التاريخ الهجري منها.
أيها العلماء الأفاضل:
لقد أدرك حزب التحرير أن الخلافة هي القضية المصيرية للمسلمين، وأن إقامتها فرض وأي فرض، ولذلك فهو قد عمل لإقامة الخلافة، ولازال، منذ نصف قرن، تعرض خلاله للأذى والاعتقال والسجن والتعذيب الذي أفضى في بعض البلاد الإسلامية إلى استشهاد أعداد من شبابه، ومع ذلك فقد بقي ثابتاً على الحق لا يخشى في الله لومة لائم، مؤمناً بالله ورسوله، صادقاً مخلصاً بإذنه سبحانه، حتى نجح بإذن الله في أن يجعل الخلافة رأيا عاماً عند المسلمين، ومطلباً حياً لهم على الرغم من كل أضاليل الكفار وعملائهم ومكرهم (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) [إبراهيم 46].
ثم إن الخلافة أصبحت تتراءى أمام أعين الحزب، وإنا لنرجو الله سبحانه أن يكرمنا بأن نكون من جندها والقائمين بأمرها، فنفوز فوزاً عظيماً.
أيها العلماء الأفاضل:
إننا نحب الخير لنا ولكم، فقد أخرج البخاري عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قَالَ: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُ لِنَفْسِهِ»، فنحن نحب أن تشاركونا هذا الفضل العظيم، بالعمل لإقامة الخلافة، ومن أولى من العلماء في أداء هذا الفرض العظيم؟ فإن العالم التقي النقي هو أحقُ بهذا الأمر وأهلُه، وموقعه أن يكون في الصفوف الأولى في كل مواقع الخير، ولذلك فإننا لا نريد أن نقول لكم آزرونا وانصرونا وأعينونا فحسب، بل إننا نقول لكم فوق ذلك، وقبله وبعده، اعملوا معنا وشاركونا هذا الخير، فإننا مطمئنون بنصر الله وعونه، وقرب بزوغ فجر الخلافة من جديد، وإن عز الإسلام والمسلمين بإذن الله، ليس عنا ببعيد، وإن هذا لكائن بإذن الله مصداقاً لوعده سبحانه لعباده الصالحين، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور 55]، وتحقيقاً لبشرى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعودة الخلافة بعد الملك الجبري الذي نحن فيه، أخرج أحمد من طريق حذيفة بن اليمان قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ».
وفي الختام فإني أسأل الله سبحانه لمؤتمركم هذا أن يكون مقدمة لبزوغ فجر الخلافة، فتشرق الأرض بعزة المسلمين وقوتهم، وعودة أمتهم، خير أمة أخرجت للناس، وعودة دولتهم الدولة الأولى في العالم بالخير والبركات، حكماً وعدلاً، وصناعة وعلماً، واستقراراً وأمنا:
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم 4-5].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2009-08-03