(قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)
1991/01/01م
المقالات
1,884 زيارة
بتاريخ 06/12/90م نشرت جريدة «الديار» البيروتية محاضرة للدكتورة صفية سعادة تحت عنوان «العروبة: تحديد مفاهيم»، والذي يهمنا من هذه المحاضرة هو تذمر الدكتورة من ترك العرب للقومية والتزامهم بالإسلام كحل لمشكلاتهم ولمعالجة قضاياهم. ومما جاء في هذه المحاضرة ما نصُّه: «وها هو العالم العربي من أدناه إلى أقصاه لا يتحرَّك إلا بالمقولة الدينية، سواء أكان ذلك بالتصدي لإسرائيل أو للغرب، وبدلاً من منطق الحرب القومية، عُدنا إلى منطق الحرب الدينية والجهاد الديني…» وتقول المحاضرة أيضاً: «فحين سقطت المشاريع القومية التقدمية برزت الرِّدة باتجاه الاتحاد الشخصي وخاصة الجامعة الدينية، فعمَّت أرجاء العالم العربي، وتحولت قضية قومية جوهرية كالقضية الفلسطينية إلى قضية دينية». وهنا نود أن نقول للدكتورة بأن الاتجاه نحو الإسلام والتمسك به ليس هو واقع العرب وحدهم اليوم، بل هو اتجاه كل المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، والمسلمون لن يعودوا بإذن الله إلى القومية العفنة المنتنة، لا مختارين ولا حتى مُكرهين. المسلمون اليوم أيتها الدكتورة المبجّلة لن يستبدلوا مرةً أخرى الذي هو أدنى بالذي هو خير، ثم لا بد من كلمة نقولها لأمتنا: أرأيتم يا من أرادكم الله خير أمة أخرجت للناس أرأيتم الحقد الدفين في صدور أعدائكم عليكم وعلى إسلامكم؟ فعليكم الالتزام بالإسلام كاملاً وإقامة الدولة الإسلامية التي تضع الإسلام موضع التطبيق، فهو الحل لكل ما نعيش من مشاكل قائمة في كل أنحاء البلاد الإسلامية، ومن ثم لنحمل الإسلام رسالة هدىً نور ورحمة إلى كافة الأمم والشعوب، وعندنا يموت هؤلاء المتجرئون على الإسلام بغيظهم: (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) ونعود لنقول للدكتور سعادة، لن ينفعك رثاؤك للقومية ولا بُكاؤك وعويلك على أطلالها، وستكونين وأمثالك الغثاء الذي يجرفه التيار الإسلامي العارم بقيادة دولة الخلافة الإسلامية إن شاء الله. (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا)
أخوكم في الإسلام أبو مصطفى محمد طرابلس ـ الشام
1991-01-01