إعرف عدوك:
فكرة الحكم الإسلام تتوطد عراها بين المسلمين
نشرت «مؤسسة مناهَـضة الحرب» في 23/6/2006 بقلم باتريك بوشانان مقالة قصيرة بعنوان «فكرة آن أوانها» تتكلم عن أن عملية إحياء للإسلام تجري اليوم، وأن فكرة الحكم الإسلامي تتوطد عراها بين المسلمين بالرغم من مقاومة الغرب الشديدة… ويدعو أميركا إلى انتهاج سياسة جديدة في تعاملها مع المسلمين. ومما جاء في المقال:
=================================================================
في عام 1938م، أنشلوص وميونيخ، نظر كاثوليكي بريطاني نبيه إلى ما وراء القارة التي غطتها سحب الحرب، وشاهد سحابة أخرى تتكون.
كتب هيلاري بيلوك: «لقد بدا لي دوماً.. إمكانية أن يكون هنالك إحياء للإسلام، وأن أبناءنا وأحفادنا سيشهدون تجدد الصراع الهائل بين الثقافة المسيحية وما كان لأكثر من ألف عام منافسها الأكبر».
لقد كان بيلوك متنبئاً، فبينما تبدو المسيحية وكأنها في حالة موت في أوروبا، فإن الإسلام ينهض ليزلزل القرن الواحد والعشرين، كما فعل قبل عدة قرون سابقة.
فعلاً، عندما نشاهد القوات المسلحة الأميركية، وهي تحارب السنة الثائرة على السلطة والمجاهدين الشيعة والجهاديين في العراق، وطالبان الخارجة على القانون، وهم يبتهلون إلى الله، تعود إلى أذهاننا كلمات فيكتور هيغو: «إن قوة أي جيش لا تضاهي انبعاث فكرة آن أوانها».
إن الفكرة التي يعاديها كثير من المناوئين هي فكرة تفرض نفسها، فهم يعتقدون أن هنالك إلهاً واحداً هو (الله) وأن (محمداً) رسول الله، وأن الإسلام أو الخضوع للقرآن هو الطريق الوحيد إلى الجنة. وأن المجتمع الرباني يجب أن يحكم بواسطة الشريعة أي قانون الإسلام. وبعد اختبار طرق أخرى أدت إلى الفشل، فقد عادوا مجدداً إلى موطن الإسلام.
فما هي الفكرة التي علينا تقديمها؟ يعتقد الأميركان أن الحرية توافق كرامة الإنسان، وأن نظام السوق الحر الديمقراطي هو وحده القادر على تأمين الحياة الكريمة للجميع كما فعل في الغرب وكما يفعل الآن في آسيا.
منذ عهد أتاتورك وحتى الآن تبنى الملايين من المسلمين هذا البديل الغربي، ولكن عشرات الملايين من المسلمين يبدون وكأنهم باتوا يرفضون هذا البديل الآن، وبدأوا يعودون إلى جذورهم بإسلام أكثر نقاءً.
إن جَلَد الإيمان الإسلامي مدهشٌ حقاً.
لقد بقي الإسلام على قيد الحياة، رغم مضـي قرنـين على الهــزيمة والذل الذي أصــاب الإمبراطورية العثمانية والقضاء على الخلافة في عهد أتاتورك. كما تحمَّل الإسلام حكم الغرب لعدة أجيال.
لقد صمد الإسلام أمام حكم الملوك الموالين للغرب في مصر، العراق، ليبيا، أثيوبيا، وإيران. وبقي على قيد الحياة رغم الهزيمة المنكرة للجيش الناصري عام 1967م، وأثبت الإسلام على أنه أكثر تحملاً من قومية عرفات أو صدام. والآن يقاوم الإسلام آخر أكبر قوة عظمى في العالم.
لقد كان وراء سبب كتابة هذه المقالة، تقرير مثير نشر في 20 حزيران/ يونيو في الواشنطن تايمز بقلم جيمز براندون أدى إلى توجهنا نحو جبهة جديدة…
ثم يختم الكاتب مقالته بما يلي:
ما يتوجب على أميركا أن تدركه، هو شيء غير اعتيادي بالنسبة لنا: من المغرب إلى باكستان، لن تنظر لنا الأغلبية بعد الآن على أننا أشخاص طيبون.
إذا كان الحكم الإسلامي فكرة تتوطد عراها بين الجماهير المسلمة، فكيف باستطاعة أقوى الجيوش على الأرض أن توقفها؟ ألسنا بحاجة إلى سياسة جديدة؟
المصدر: http://www.antiwar.com/pat/?articleid=9192