لقاء مع مشرفة مؤتمر شابات حزب التحرير في تونس: « الخلافة نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي»
2012/04/01م
المقالات
1,382 زيارة
لقاء مع مشرفة مؤتمر شابات حزب التحرير في تونس: « الخلافة نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي»
أجرت «الوعي» الحوار التالي مع الأخت الكريمة المشرفة على المؤتمر الأستاذة أم أنس اليعقوبي كي نتوقف فيه على أهم أهداف ومجريات هذا المؤتمر:
ما هي مناسبة المؤتمر؟
انعقد المؤتمر تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة في إطار حملة عالمية تقوم بها شابات حزب التجرير بعنوان «الخلافة: نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي» تسلط الضوء على الواقع المرير الذي تحياه النساء في كل الاأقطار في ظل ماهو مطبَّق اليوم من أنظمة وضعية، لتلفت نظر العالم إلى نظام الخلافة، وكيف تناول حقوق وحياة المرأة فأنصفها.
لماذا تم اختيار تونس لعقده؟
لطالما أشيع أن المرأة التونسية نموذج لتحرر المرأة وتمتعها بحقوقها، فيما الواقع عكس ذلك، لذلك أردنا أن ينعقد المؤتمر هنا في تونس لنكشف زيف هذا الادعاء، حيث تعيش المرأة أوضاعاً صعبة تكشف عن حقيقة معاناة المرأة التونسية المأساوية، داعين إلى ضرورة إحداث تغيير حقيقي وجوهري بغية إنصاف المرأة واعطائها حقوقها .
ما هي أهداف المؤتمر وأهم فعالياته ؟
يهدف المؤتمر إلى إبراز الحلول العملية التي تقدمها الخلافة لكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها النساء في العالم الإسلامي وغيره، وكذلك يسعى إلى تفنيد الادعاءات والافتراءات حول اضطهاد الإسلام للمرأة. وقد تضمن المؤتمر كلمات عديدة لمتحدثات من مختلف أنحاء العالم من تونس وليبيا ومصر واليمن وتركيا والسودان ولبنان واندونيسيا وأوروبا. أيضاً تضمن بث فيديوهات وكلمة لأمير حزب التحرير حفظه الله، هذا بالاضافة إلى إقامة معرض لنشر وبيع الكتب .
ما هو رد فعل السلطات قبل وبعد وأثناء انعقاد المؤتمر مع ملاحظة أن الحزب محظور في تونس؟
كما عودتنا السلطة في تونس دوماً من محاربة لكل من سلاحه الفكر وكلمة الحق، قامت السفارة التونسية في كل من السودان واليمن بالمماطلة في اعطاء التأشيرات للوفود التي كان من المقرر قدومها للمشاركة في فعاليات المؤتمر من هذين البلدين. أيضاً منعت التأشيرات عن شابة من الأردن وأخريات من فلسطين، كما تمّ إيقاف الدكتورة نسرين نواز وشابات مرافقات لها مدة ساعتين في المطار بحجة أنها على لائحة الممنوعين من الدخول إلى تونس منذ العهد البائد. ولكن ولله وحده الحمد رغم هذه العراقيل انعقد المؤتمر وبلغ غايته بإذن الله، وإن شاء الله سيؤتي أكله كل حين.
ما هو رد فعل القوى المختلفة في المجتمع التونسي من انعقاد المؤتمر ؟
شكل المؤتمر ضربة قاضية للأفكار العلمانية التي يحمل لواء الدعوة إليها كل الأحزاب والمفكرين والشخصيات البارزة على الساحة، وكان هذا الحدث الذي لم يسبق له مثيل في تونس فاجعة لحاملي الأفكار المضادة، فاجتماع نساء من كل أنحاء العالم ليعبرن عن رغبتهن العارمة بالعيش في ظل حكم الخلافة دحض الأقاويل الغربية التي عفا عليها الزمن والتي تدعي أن المرأة المسلمة ترفض أحكام دينها وقيود شرع ربها وتريد التحرر وفصل الدين عن الحياة.
ما هو رد فعل عامة الناس من المؤتمر وفعالياته؟
الحقيقة أن الحضور الذي شهد فعاليات المؤتمر كانت النسبة الكبيرة فيه من عامة الناس ولله الحمد، وكان التفاعل إيجابياً جداً مع ما طرح من أفكار وحلول عملية للمشاكل المعاشة اليوم، فتعالت الأصوات بالتكبير والتهليل والدعاء، وأقبلت العديد من النسوة بهمّة وعزم طالباتٍ الانضمام للعمل مع حزب التحرير.
كيف تعاملت وسائل الإعلام مع المؤتمر؟
أكدت وسائل الاعلام المحلية التونسية كما جرت العادة بأنها وسائل عوراء صمّاء لا ترى إلا ما تريد أن تراه ولا تسلط الضوء الا على ما يروق لها، فهي أمام فعاليات شباب حزب التحرير وشاباته لا ترى ولا تسمع أيضاً؛ لذلك كانت تغطية المؤتمر متواضعة جداً، خاصة بالنسبة للوسائل المرئية والمسموعة، بل معدومة تقريباً. أما الصحف والمواقع الإلكترونية فقد اكتفت بذكر الخبر.
ما هي أهم القضايا المطروحة في المؤتمر؟
أهم القضايا المطروحة في المؤتمر العالمي للنساء كانت قضية انصاف المرأة في كل العالم؛ لأنها من القضايا المختطفة والتي تستعمل في المزايدات السياسية تحت عنوان تحرير المرأة، ثم لا تلبث أن تجدها في الواقع تكبيلاً للمرأة واستغلالاً لها ولكرامتها. أيضاً القضية المصيرية التي طرحت في المؤتمر هي قضية تبني رؤية سياسية مخالفة للسائد وقادرة على تحقيق المأمول، وهي كما بُيِّن في المحاضرات تتجسد في نظام الخلافة، والذي عندما طبّق عاشت المرأة في ظله متمتعة بحقوقها ومستظلة بالأمان والرفاه والعيش الرغيد.
من الشائع أن تونس كانت تعتبر بلد تحرر المرأة في المشرق الإسلامي .. فكيف هو حالها بعد الثورة مقارنة بما كان قبلها؟
الأغلبية الساحقة من النساء التونسيات مسلمات، وحب الإسلام كامن في قلوبهن وصدورهنّ رغم ما مورس عليهنّ من إبعاد عن أفكار وأحكام دينهنّ، ومحاولة لتغريبهنّ وجعل قدوتهن النساء الأوروبيات والأميركيات، وقد فاجأت المرأة التونسية الجميع بعد الثورة بإقبالها المتزايد على الالتزام بالخمار واللباس الشرعي، والمشاركة في المسيرات العارمة التي طالبت بإقامة الدولة الإسلامية، وما الحضور الحاشد في مؤتمرنا من عامة النساء إلا دليل على تعطشهنّ لكل ما فيه نفس من الإسلام .
هناك من يعتبر أن الدستور التونسي قد أمَّن للمرأة حقوقاً ومكتسبات ينبغي على المرأة التونسية التمسك بها، كالمساواة مع الرجل وعدم تعدد الزوجات إلخ … كيف تنظر المرأة التونسية بشكل عام إلى هذه المكتسبات ؟
عن أي حقوق ومكتسبات تتمتع بها المرأة التونسية اليوم؟ نتحدث أن المرأة التونسية اليوم تعاني من الفقر المدقع وارتفاع نسب الأمية والجهل والبطالة، ولائحة ما تعانيه فعلاً تطول، مما لا يترك لها مجالاً أو ووقتاً حقيقة للمناداة بالمساواة بالرجل أو بغيرها من الدعاوى. فهذه قضايا لا تشغل هماً ولا حيزاً هاماً في حياتها، فهي تعاني بشكل جدي يصل في كثير من الأحيان إلى درجه أنها تتضور جوعاً، وهي غير مشغولة أصلاً برفض تعدد الزوجات أو المساواة في الإرث أو غيره؛ إذ إنها مشغولة بإيجاد الحاجات الأساسية التي تغطي احتياجاتها من كساء وطعام ومأوى، أما من يحمل لواء هذه الدعوات تجد أغلبهن من النساء المتغربات اللواتي لا يعشن معاناة بقية التونسيات .
ما هي أهم التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في العالم ؟
ان المرأة المسلمة اليوم تواجه أعظم تحدٍّ؛ لأن العالم يعيش مرحلة مفصلية وتاريخية سنشهد بإذن الله فيها سقوطاً ذريعاً للأنظمة الرأسمالية التي فشلت فشلاً ذريعاً في رعاية شؤون الناس عموماً والمرأة خصوصاً، وما خروج النساء في وول ستريت مناديات بإسقاط النظام عنا ببعيد. مما يستوجب على الجميع التسلح بالوعي والحزم والعزم؛ ليكون لهم دور في إيجاد البديل ووضعه موضع التطبيق في مكان أنظمة ندرك جميعاً أن مكانها مزابل التاريخ، فهي أذاقتنا جميعاً صنوفاً من أنواع العذاب، من جوع وتشريد وخصاصة وامتهان للمرأة وغيرها .والتسلح برؤية سياسية تخالف ما هو سائد وتحقق المنشود من الرعاية والكفاية والرفاه .والمسلمة أكثر من غيرها تدرك أن إسلامها قد ضمن لها كل ذلك؛ لذا فهي مطالبة بالعمل بجد لوضع نظامه موضع التطبيق.
ما هي مقترحات المؤتمر العملية لمجابهة التحديات ولمعالجة المشاكل الناتجة عنها؟
تضمن المؤتمر طرح الخلافة كرؤية سياسية قديمة-جديدة مختلفة عما هو موجود، وقادرة على إحداث التغيير الحقيقي بضمان مستقبل كريم وعادل ومزدهر للجميع نساءً ورجالاً، مسلمين وغير مسلمين. طرحاً مفصلاً مؤصلاًن يقنع العقل ويملأ القلب طمأنينة، طرحاً عملياً يعالج حقيقة المشاكل المعاشة اليوم .
ما هي أهم المشاريع أو الأنشطة التي تقمن بها كحاملات دعوة في تونس وفي العالم؟
شابات حزب التحرير في تونس وفي كل مكان ولله الحمد مشمرات عن سواعدهنّ متلبسات بكل ما من شأنه أن يوّلد الوعي والبصيرة والسعي الجاد لإحداث التغيير الحقيقي في العالم. فهنّ يعقدن الندوات، ويُقمن المسيرات، ويتصلن بالنساء لتبليغ الأفكار. أيضاً يصدرن المنشورات، ويصورن الفيديوهات، ويعتمدن كل الأساليب التي من شأنها اأن توصلنا لغايتنا.
ما هي رسالة المؤتمر للمسلمين بعامة وللمسلمات بخاصة؟
«إننا ندعو جميع المسلمين أن يقفوا وقفة رجل واحد، وأن يكونوا جديرين بقول الله عز وجل (كنتم خير امة أخرجت للناس ) فيحملوا أمانة الإسلام المعلقة في أعناقهم إلى العالم أجمع ،إلى العالم الذي يتخبط اليوم شقاءً وضنكاً ليعيش الرحمة والسعادة والنعيم بإذن الله؛ فيخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان والعقائد الفاسدة إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. وإننا ندعو جميع المسلمات أن لا يستبدلن الذي هو أدنى بالذي هو خير. فالخلافة منارة شامخة لحفظ وتأمين حقوق المرأة في العالم، وبها وحدها تصان كرامة المرأة ويكون لها دور فعال في المجتمع.» r
2012-04-01