الحضارة الغربية ومثقفوها وصرحها تتساقط في مصر من هزة صغيرة
1994/01/26م
المقالات
1,439 زيارة
النائب المستقل في مجلس الشعب المصري جلال غريب قدم استجواباً في المجلس في 25/12/93 بحق وزير الثقافة فاروق حسني. وفي هذا الاستجواب هاجم النائب مجلة «إبداع» التي تصدرها وزارة الثقافة لنشرها صوراً «فاضحة» وعبارات «تذبح الحياء وتنهشه» وهاجم مهرجان المسرح التجريبي الذي تنظمه الوزارة بسبب أعمال أجنبية عُرشتْ في إطاره «تهدد القيم الدينية عند الشباب». كما هاجم الهيئة العامة للكتاب لإصدارها كتباً «تناقض تعاليم الإسلام من دون عرضها على الأزهر».
ونتيجة هذا الاستجواب في البرلمان أحس أتباع الثقافة الغربية أن هذا يتناولهم جميعهم، وأن المياه بدأت تجري من تحتهم وهي على وشك أن تجرفهم فتنادوْا ووقّع مئاتٌ منهم بياناً يستنكر الاستجواب والأسلوب الذي نوقش به الموضوع واعتبروا ذلك إرهاباً فكرياً.
ويبدو أن المضبوعين بالثقافة الغربية في مصر لم يكتفوا بإصدار بيانهم وبالمقالات التي دبّجوها في صحفهم ضد هذا النائب وضد هذا الاستجواب فقد اجتمع عدد منهم في «اتيلييه القاهرة للكتاب والفنانين» في 04/01/94 وقرروا تنظيم مسيرة تتوجه إلى مبنى مجلس الشعب للاحتجاج على استجواب النائب جلال غريب. وقرروا أن يتقدم المسيرة نجيب محفوظ وثروت أباظة بصفته رئيس اتحاد الكتاب المصريين ولطفي الخولي بصفته رئيس اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.
إننا نستغرب تصرف هؤلاء الكتاب وذعرهم. فالنائب يقوم بواجبه حسب الأصول وفي البرلمان، ولم يخرج عن حدود التهذيب حتى في مقياس هؤلاء (المثقفين العلمانيين). والظاهر أن كل واحد منهم يخشى مصير فرج فوده. ولكن ليعلموا وليعلموا أن محاولتهم كبت المحاسبة في البرلمان ستجعل هذه المحاسبة تنفجر في غير البرلمان c
1994-01-26