رسالة من يوغسلافيا: الإسلام ضد الأرمن
1989/04/23م
المقالات
1,973 زيارة
حضرات السادة أسرة تحرير الوعي الكرام… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيِّد المرسلين أكتب لكم هذه الرسالة داعياً المولى جلَّ وعلا أن يحفظكم من كل سوء، وأن يثبتكم على الحق.
اخوتي الأعزاء… لما رأيت في مجلتكم ما كنت أبحث عنه في المجلات الأخرى ولم أجده سررت جداً وحمدت الله على ذلك خاصة عندما رأيت أنها تهتم بأمور المسلمين المصيرية وتعبر عنها بوعي تام.
بحكم وجودي هنا شعرت أنه من واجبي أن أرسل لكم بعض المواضيع التي تنشر في الصحف والمجلات اليوغسلافية وتمس المسلمين أو الإسلام، لذلك قررت أن أترجم لكم موضوعاً كتب في مجلة يوغسلافية اسمها «العالم» SVET تصدر من بلغراد والموضوع تعرض للإسلام بشكل مباشر، وهو يتحدث عن المسلمين في الاتحاد السوفيتي. ولم أترجم الموضوع بالكامل وإنما ترجمت أهم الفقرات.
الإسلام ضد الأرمن
«موجة الثورة الإسلامية في روسيا»
إذا كان حتى الآن يُتَحدث باستحياء عن أن الذي وراء العنصرية في الاتحاد السوفيتي هو الإسلام فإنه من اليوم لا يعتبر سراً. حيث أن صحيفة من موسكو أعلنت النبأ لكافة الصحف الأجنبية أن المتظاهرين في شوارع «باكاو» كانوا يحملون الأعلام الخضراء الموسمة بالهلال والنجمة وصورة الخميني. وهذا مما أعلنته بعض الصحف الأجنبية على أنه من أكبر الأخطار التي تهدد الاستقرار في الاتحاد السوفييتي.
ومن الجدير بالذكر أن تأثير الإسلام على المتظاهرين كان ظاهراً والذي يثبت ذلك الإعلانات الرسمية في بعض صحف في صفحاتها الأولى بشكل موسع حتى أنه أصبح ينشر في المجلات الرسمية السوفيتية، وكانوا يظهرون بعض الصور التي تظهر بعض المسلمين بلباس المجاهدين الذين يرغبون ويعملون لإيجاد دولة إسلامية.
وكذلك أن صحيفة روسية بتاريخ 4/12 في صفحاتها العشر أعلنت وأظهرت بعض الصور التي يظهر فيها أيادي بعض المتظاهرين المسلمين وهي تلوح وتعبر عن الجهاد حاملين الأعلام الخضراء فوق رؤوسهم، وبعض شهود عيان يتحدثون أن أفراداً من أولئك المتظاهرون وهم ينادون غير المسلمين خاصة من الروس للتصفيات الجسدية وفي الوقت الذي ينادون بالانفصال والانضمام إلى تركيا المسلمة. والمطلع على الوضع هناك ليس غريباً عليه رؤية تلك الشعارات.
ومن المعروف وجود موجة الثورة الإسلامية في أذربيجان السوفيتية وجمهورية كرفستان وتركمان وبقية الجمهوريات التي شعوبها من المسلمين.
ذكرت مصادر صحف غربية أن وحدات الجيش الروسي الأولى التي تدخلت في أفغانستان كان أفرادها من تلك الجمهوريات حيث رفضوا الحرب ضد إخوانهم في الدين، لذا بعد فترة زمنية تم سحب تلك الوحدات وتبديلها بوحدات روسية خاصة من الأرمن، والذين أثبتوا جدارتهم ضد المسلمين الأفغان من جراء الحروب السابقة بين الأرمن والمسلمين داخل الاتحاد السوفيتي، وهناك تقرير أجنبي من «كابول» أن الجنود المسلمين الروس عند انسحابهم ورجوعهم إلى بلادهم كانوا يلتهمون كل شيء يمت بصلة إلى الإسلام من سجادة الصلاة إلى نُسخ من المصاحف. حيث كانوا يعتبرونها أنها أجمل هدية رجعوا بها إلى بلادهم حيث أنها تمثل الإسلام.
وأن هناك حقيقة معروفة في فحواها أن التحركات الدينية تحت سيطرة قوية من الدولة الروسية، ومع ذلك فإن المؤمنين لا يوجد لهم ثقة في رجال الدين الذين يمثلونهم عند الدولة، لذلك أن هناك مصادر تفيد أن المسلمين في الاتحاد السوفيتي قد أنشأوا أماكم للعبادة حيث لا يعلمها أحد حتى ولا جهاز الاستخبارات الروسية (ك.ج.ب).
نهضة إسلامية
بالرجوع إلى الحوادث السابقة والتاريخ القريب أنه يتحدث عن ثورة (نهضة) إسلامية في الاتحاد السوفيتي ولتصريح لإحدى الشخصيات الروسية، أنه يعتبر أن أكبر خطر يهدد الأوضاع الداخلية هو خلط الإسلام مع السياسة، ويعتبر أن النهضة الإسلامية الداخلية لم تأتِ من العالم الإسلامي الذي يمتد من المغرب إلى إيران، وإنما هي وليدة بعض المسلمين الذين يعيشون في بلاد اشتراكية.
وبالرجوع إلى إحصائيات سنة 1981 في الاتحاد السوفيتي نجد أن من 263 مليون نسمة هناك 47 مليون مسلم، والذين هم من أصل تركي والملف للنظر أن هذا هو نفس عدد سكان تركيا الحالية.
وأن التوقعات تفيد أنه بعد 40 سنة سيصبح عدد المسلمين 200 مليون، علماً أن غير المسلمين تنخفض أعدادهم أو تبقى كما هي، ومن هنا كان منطقياً أن نأتي إلى نتيجة بعد أقل من 50 عاماً أن روسيا سوف تصبح أرضاً إسلامية. وبالتأكيد سوف تكن له نتائج كبرى، حيث أنه لن يبقى وجود للاشتراكية، وهذا ما يهدد وجود كيان الكتلة الشرقية.
وإذا اعتبرنا في أوروبا الغربية عدد المهاجرين من المسلمين وأصحاب اللجوء السياسي فسيصلون إلى رقم خيالي، وهذا ليس سبباً للخوف فحسب بل للذعر والفزع والفوضى.
كاتب هذه الكلمات ليس عمله التنبوء والتوقع فيما إذا كان الاتحاد السوفيتي سيصبح أرضاً مقدسة أم لا، وإنما التحليل الحقيقي يوحي بأنه يجب أخذ الحذر وعدم الهروب من الواقع بطريقة النعامة بوضع رأسها في التراب. ومن هنا أن حكم القيادة الروسية (جورباتشوف) يجب أن يهتم كثيراً في مسألة تزايد التطرف الديني وأن يجعله على رأس سلم مواضيعها.
إلى هنا انتهى الموضوع كما ورد في المجلة، أرجو المعذرة عن الأخطاء اللغوية والجمل الركيكة. والترجمة تقريباً حرفية. وملاحظ أن كاتب المقال قد اقتبسه من عدة جهات ويظهر أن المجلة مقتبسة من مجلة أو صحيفة أخرى.
وأخيراً وليس آخراً أرجو يكون الموضوع صالحاً للنشر واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
أخوكم عبد الحميد ـ يوغسلافيا.
1989-04-23