بقلم: عبد الجليل ـ باريس
أليست الأمة الإسلامية أمة واحدة؟ ألم تكن راية الخلافة لكل المسلمين؟ ألم يكن للمسلمين دولة واحدة وخليفة واحد يحكم بينهم بكتاب الله وسنة رسوله؟ ألم يكن التقسيم الذي عليه العالم الإسلامي خاصة من جراء المستعمر وخططه ومشاريعه الرامية لتحقيق مصالحه والحيلولة دون عودة من يمنع هذه المصالح والمنافق، ويفرض وجوده ويوجد العالم الإسلامي ويسعى لتوحيد العالم بأسره ويجعل الأمة الإسلامية ذات موقف وتأثير دوليين. أليست دولة الخلافة المرشح الوحيد لجعل أمان الإسلام والمسلمين بأمانها.
إن العمل الذي قام به صدام بقطع النظر عن الجهة المحركة، ما هو إلا عودة إلى الأصل، فالأصل أن تكون مجموع هذه الدول دولة واحدة. فالإبقاء على تجزئة العالم الإسلامي إثم يلحق جميع المسلمين إلا العاملين لإزالته. فنحن من زاويتنا زاوية الإسلام نبارك عمل الوحدة لا يعني أن نبارك ما راء ذلك من نظام يطبق مخالف للإسلام، ولا يعني أننا نبارك مشروع إحدى الدول الكبرى أو مصلحة لها حصلت من جراء ما حدث.
أيها المسلمون العاملون لإرضاء الله:
أرأيتم رأي العين تصرف الدول الكبرى حين تهدد مصالحها كيف يتحركون التحرك السياسي الهادف. أرأيتم كيف أن الأمم المتحدة عبارة عن وزارة الخارجية لأميركا تصادق على القرارات لضمان مصالح لأميركا وجعلها هي السيدة والمسيرة للعالم. أميزتم اليوم أن مقياس التصرف تجاه المسلمين عيره الموجه لمن سواهم. فهذه إسرائيل لماذا لا يفرض عليهم حصار اقتصادي وحصار… لماذا لم تكن التعبئة للجيش الأميركي بل العربي في هذا المجال من أسباب أولى ووقعت تحركات الزعماء العرب لا لغيرهم لفتح الدود والسماح للجنود المسلمين من العبور وتنسيق التهديد العسكري والهجوم حتى يخرج اليهود من فلسطين بدون شرط.
إنها وصمة عار تكتب على جبين المسلمين إلا العاملين.
فكرتم لحطة واحدة في خضوع آل سعود بدون شرط ولا قيد لتكون القوات الأميركية في شبه الجزيرة العربية لتصد هجوم العراق إن وقع الجزء الآخر من البلد الإسلامي.
لقد جن جنون الغرب عندا هددت مصالحه وها هو ذا لكل عمل مستعد.
إن البلاد الإسلامي مخزن للرجال والمال.
إن الشرق الأوسط فيه ما يزيد عن نصف ما ينتج في العالم من الثروات البترولية.
إن الحكام الذين يحكمون البلاد الإسلامية كلهم لا يخرجون عن العميل الخائن والجبان المريض.
أيها المسلمون في كل مكان.
إن الله يناديكم أن تقيموا دينكم الذي ارتضى لكم لا يتأتى لكم ذلك إلا إذا عزمتم مدركين أن لا أمل في الحكام، فيجب إزاحتهم من الطريق وأن الدول الغربية كلها دول كفر تسعى لتحقيق مصالحها وتعتبر المسلمين كأحقر شيء تراه العيون. فلا يعبأون بموتهم لا بفقرهم ولا بتشريدهم فيجب إرضاع الأبناء لبن الكره لها كما ويجب كشف مخططاتها وإفشالها والوقوف في وجهها. وعندما نلغي الحدود المصطنعة ونعلن دولة الخلافة ونحرر فلسطين من رجس اليهود وتتبنى الدولة حمل الدعوة إلى العالم عن طريق الجهاد ونكون بذلك قد بلغنا الرسالة وأدينا الأمانة فتعود الأمة إلى مجدها وعزها وتباركها الأرض والسماء كما وعد الرحمن وتكون خير أمة أخرجت للناس تدعوا إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر¨