مجلس المفتين في لبنان
1990/02/07م
المقالات
2,101 زيارة
صباح يوم الخميس 18/1/90 اجتمع مجلس المفتين في لبنان برئاسة الشيخ قباني. ويتألف هذا المجلس من جميع المفتين في المحافظات.
المفتون هم من العلماء في أمور الدين الإسلامي من عقيدة وشريعة. ولقب (المفتي) خاص بمن يعطي الفتوى من الشريعة الإسلامية.
بنهاية الاجتماع أصدر (مجلس المفتين) بينانً نقتطف منه عبارات لنرى إلى أي حد هي مع الإسلام أو ضد الإسلام.
جاء في بيانهم: “إن اتفاق الطائف يظل الحل الوحيد لسلوك طريق الإنقاذ”.
إن اتفاق الطائف أيها السادة العلماء المُفتون ينص على بقاء لبنان مفصولاً عن بقية البلاد الإسلامي، وينص على بقاء النظام المطبق فيه نظام كفر، وينص على بقاء رئيس الدولة مارونياً. فكيف يكون مثل هذا الاتفاق هو الحل الوحيد! ما هو الدليل الشرعي الذي استندتم إليه في فتواكم هذه؟: (قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا)؟
حاولنا أن نلتمس لكم عذراً فلم نجد. لو قلتم مثلاً: “إن الظرف ظرف اضطراري، ونحن نقبل باتفاق الطائف مؤقتاً فقط ريثما نتمكن من تنفيذ الحل الجذري الإسلامي الصحيح بإعادة لبنان إلى بلاد الشام وإعادة الحكم فيها جميعاً بشرع الله”، لو قلتم مثل ذلك لكنا وجدنا لكم عذراً. ولكنكم تناسيتم أن شريعة الإسلام تحكم السياسة كما تحكم العبادات.
وجاء في بيانهم: “تسليم السلطات الشرعية صلاحيتها ومواقعها لتتمكن من قيادة البلاد نحو الاستقرار والسلامة”.
إن المفتي المسلم لا يوجد في نظره أي آمر شرعي إلا الشرع الإسلامي، وما عداه هو باطل وغير شرعي. فكيف تسوّغون لأنفسكم، أيها السادة المُفتون، أن تضفوا سلطة الشرعية على سلطات تقوم على دستور كفر وقوانين كفر وأعراف كفر!: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ)؟
وأي استقرار أو سلامة ترجون من كيان مسخ فصلته فرنسا عن جسم البلاد الإسلامية ليكون وطناً للموارنة ولتكونوا أنتم خدماً عندهم؟ لقد كانت السلطة في أيديهم وأفلتت منهم لأنهم فقدوا القدرة على الاحتفاظ بها. وكل محاولة لإعادتها إليهم لا تثمر إلا استمرار الفوضى والخراب.
أيها السادة: أنتم المفتون ولكنكم بحاجة إلى من يفتيكم، وأنتم العلماء ولكنكم بحاجة إلى من يعلمكم، وأنتم الوعاظ والمرشدون ولكنكم بحاجة إلى من يعظكم ويرشدكم، وأنتم المفروض فيكم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ولكنكم بحاجة إلى من يأمركم وينهاكم.
فلا تصعروا خدكم لنا وتتكبروا عن قبول نصيحتنا، فوا لله إنا عليكم حريصون، إن زلّتكم ليست كزلة الرجل العادي، إن زلّة العالم من الكبائر، إنه يتحمل وزره وأوزار من يضلهم بسوء فتواه وسوء عمله، ولا تتوهموا أن بياناتكم وفتاويكم هذه مقبولة عند المسلمين، إنها ممقوتة عند الله وعند الناس.
الحرام لا يصبح حلالاً بصدور بيان من مجلس المفتين، ولا يصبح الحلال حراماً فالإسلام ليس فيه باباوية.
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
1990-02-07