أين وصلت الثورة في سوريا؟
2013/07/29م
المقالات, كلمات الأعداد
1,970 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
أين وصلت الثورة في سوريا؟
استكمالاً لما كنا قد كتبناه من قبل عن الثورة في سوريا، وربطاً بعنوان المقال، نبدأ بوضع الأسئلة الآتية من ثم الإجابة عنها: لماذا طالت الثورة في سوريا؟ ولماذا تدفع هذا الثمن الباهظ؟ ومن الممسك الحقيقي بأوراق اللعبة فيها؟ ومن هم أطراف الصراع فيه؟ وبأي اتجاه تسير؟ وفي أي ميناء سترسو؟
وقبل الإجابة عنها لا بد من ذكر حقائق ثابتة تعتبر تمهيداً للبحث:
إن الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين كلها عميلة مأجورة عند أسيادها، سواء من الأميركيين أم من الأوروبيين (بريطانيا وفرنسا بالأخص). ومعنى ذلك أن كل دولة من دول العالم الإسلامي تابعة في سياستها لتلك الدول الاستعمارية، وتصبح السياسة الخارجية لدول العالم الإسلامي جزءاً من سياسة الدولة التي تتبع لها هذه الدول. وتكون سفارات تلك الدول الاستعمارية هي صاحبة الكلمة الأولى فيها… والنظام السوري يدخل ضمن هذا التصنيف كغيره من الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، وقد دلَّت قرائن عمالتها أنها تتبع وبشكل قطعي إلى الولايات المتحدة الأميركية.
قد تختار الدول الكبرى ذات النفوذ أن تكون عمالة الدول التابعة لها مكشوفة وقد تختار أن تكون غير مكشوفة وذلك تبعاً لمصلحتها. وفي سوريا اقتضت مصلحة أميركا أن تكون عمالة النظام السوري مستترة، ظاهرها العداء لها، وتدعي أنها تقود محور المقاومة والممانعة ضد (إسرائيل) ومن يدعمها من الاستعماريين الأميركان والأوروبيين، وهدف أميركا من هذا التوزيع لأدوار عملائها أن تتزعم محوري الصراع في المنطقة (الموالي والمعارض) تحقيقاً لمصالحها في المنطقة.
لما كانت دول الغرب الرأسمالي ذات النفوذ كأميركا وبريطانيا وفرنسا… متنافسة فيما بينها على المصالح، لذلك كان حكام المسلمين جزءاً من الصراع الدولي يخوضونه لمصلحة الدول التابعة لها. وكثيراً ما دخلت سوريا في الصراع الدولي لمصلحة أميركا وضد مصلحة بعض دول أوروبا المنافسة لها ( بريطانيا وفرنسا) وذلك كما حدث في لبنان في حربه الداخلية الطائفية حيث استطاعت نقل ولاء الحكم فيه من بريطانيا وفرنسا إلى أميركا. وكما وقفت مع إيران الخميني الذي رعت أميركا ثورته ضد الشاه البريطاني الولاء، وكما وقفت مع الخميني في حربه ضد صدام، وكما أرسل المقبور حافظ أسد جيشه ليكون إلى جانب القوات الأميركية بعد احتلال صدام للكويت. وكمثل وقوف النظام السوري مع نظام كارزاي الأميركي الجنسية والولاء في أفغانستان بحجة وقوفها ضد الإرهاب…
إن الثورات التي اشتعلت جذوتها في بعض بلاد المسلمين كانت بداياتها عفوية وحدثت بفعل الضغط الذي ولد الانفجار بدليل أنها لم تميز بين دول تابعة لأميركا أو لدول أوروبا المتنافسة فيما بينها، ولأن الثورات أحدثت ارتباكاً لدى الدول ذات النفوذ في التعامل معها ما يشير إلى أنها بوغتت بها. ثم إنه بعد أن استقرت الأمور في البلدان التي ثارت شعوبها وجدنا أن ترتيب البيت من جديد يأخذ شكلاً فوضوياً ويشهد تنافساً وتفاقماً ويسير بشكل متعثر لكثرة ما يلاقيه من عراقيل نتيجة النتافس الدولي، وظهور العامل الإسلامي السياسي، أي أن هذه الثورات لم تكن عند انطلاقها وفق منهج دولي خارجي مخطط له.
إن التوجه العارم نحو الإسلام الذي وجد مع هذه الثورات، كان يفتقد القيادة، فأفرز لها الغرب ما سمَّوه بـ«الإسلام المعتدل» و«الإسلاميين المعتدلين» وسمحت لهم الدول الكبرى ذات النفوذ بتسلق سلم الوصول إلى الحكم ليشكلوا العمل الإسلامي السياسي على طريقة الغرب العلمانية، فالذين وصلوا إلى الحكم من هؤلاء لا يختلفون في الحكم والولاء والبلاء عن غيرهم من الحكام العلمانيين الذين تم إقصاؤهم عن الحكم. وفي سوريا تعمل أميركا على استبدال عميل آخر بعميلها بشار، ولا مانع عندها من أن يكون شبه علماني أي إسلامي معتدل.
ولكن مع كل ما روَّجه الغرب لما يسمى بالإسلام المعتدل والمسلمين المعتدلين لينسى الناس حقيقة الإسلام ونظام الحكم فيه «الخلافة»، إلا أنه فشل في ذلك وبخاصة في سوريا، فقد برز العامل الإسلامي الحق بقوة في أرض الشام، وصدع أهله بالخلافة في تحركاتهم، وبرز حزب التحرير في أوساطهم يُضيء لهم الطريق وينير لهم الدرب. والجدير بالذكر أن العامل الإسلامي هذا لا تقف في وجهه أميركا فحسب، بل دول أوروبا وروسيا والصين وأنظمة الحكم في دول العالم الإسلامي العميلة للغرب وأولها السعودية وقطر وتركيا.
إن أميركا تعتبر سوريا دولة مهمة جداً لها في المنطقة، وهي كانت قبيل اندلاع الثورة فيها على أهبة تنفيذ مشروعها للشرق الأوسط الجديد الذي تهدف من ورائه ترتيب استعمارها للمنطقة من جديد، والتخلص من النفوذ الأوروبي فيه، وهي كانت ستعتمد لتنفيذ مشروعها هذا على تحالف يضم كلاً من سوريا وإيران وتوابعهما، والعمل تحت شعار خادع هو شعار «المقاومة والممانعة» ضد (إسرائيل)؛ ولذلك سرعان ما شرعت أميركا تدير لعبتها القذرة القائمة على المواجهة البالغة الشدة للقضاء على الثورة لإنقاذ عميلها وإنقاذ مشروعها، ولكنها لم تستطع حسم الأمور، واشتدت الثورة واشتد الضغط عليها لتغيير نظام حكم الأسد العميل لها، وأسقط في يدها إذ لم تستطع أن تؤمن البديل المناسب لها عن الأسد لتسليمه الحكم. فالنظام الأسدي (الوالد والولد) لم يسمح بظهور معارضة ولا معارضين ذوي وزن لهما؛ لذلك هي حاولت اعتماد الحل اليمني وذلك بالمطالبة أن يتسلم فاروق الشرع نائب بشار الحكم ليدير المرحلة الانتقالية ولكنها فشلت. وحاولت اعتماد الحل المصري وذلك عن طريق محاولة إنشاء مجلس عسكري أعلى ليشرف على المرحلة الانتقالية ولكنها فشلت أيضاً… وراحت الأمور تضغط على أميركا بقوة باتجاه التغيير فلم يكن أمامها إلا الاستمرار في مواجهة الثورة والاستمرار في اعتماد أسلوب المماطلة وكسب الوقت ريثما تؤمن البديل عن السفاح بشار ونظامه. وبالرغم من قيام الأسد بأبشع المجازر وإظهارها على وسائل الإعلام للنيل من إرادة الثورة، ولدفعها للاستسلام للحل الأميركي، إلا أن الثورة قويت بسبب هذا العامل الإسلامي الذي أخذ يستمد قوته وجذوته من تغلغل الإسلام في النفوس ودفعه إلى الجهاد ومواجهة الأعداء.
والجدير بالذكر كذلك أن هناك تواطؤاً أميركياً مع النظام السوري في إجرامه، ودليله أن أميركا كانت تسير خطوة خطوة مع تصرفات النظام الإجرامية. فقد كان يرتكب أبشع المجازر وهي تغطيه وتحميه من المساءلة الدولية، وكانت تحاول مع كل خطوة المماطلة بهدف إفساح المجال أمامها لإيجاد البديل. وتذرعت بأن القانون الدولي لا يسمح بمنع تسليح روسيا للنظام السوري بسبب وجود اتفاقات دولية، وهي منعت في الوقت نفسه من تسليح المعارضة بحجة الخوف من وقوعها بيد «المتطرفين» وابتدعت فكرة تسليح الثورة بأسلحة غير فتاكة! وشككت باستعمال النظام للسلاح الكيميائي من ثم أمرت المنظمات الدولية المعنية اتهام النظام والمعارضة باستعماله. وساهمت بإرسال مندوبين إقليميين ودوليين (الدابي-عنان- الإبراهيمي) عملاء لها، وتدخلت في تشكيل المجلس الوطني وتسمية مسؤوليه، والائتلاف الوطني وتسمية مسؤوليه، وبررت عدم نيتها التدخل بأنها لا تريد تكرار تجربتها في العراق وأفغانستان مع العلم أن أميركا هي المتدخل الأكبر في سوريا، وأنها تعتمد سياسة مخادعة. وهي كان كل همها هو إيجاد بديل عن الأسد، وكان الوقت يداهمها.
لهذه الأسباب طالت الثورة وطالت مآسيها كل المسلمين في سوريا، وشهدت في التعاطي معها إفلاساً دولياً في القيم، وسقوطاً حضارياً عالمياً، وكان إجرام الأسد فيها أثراً من آثار هذه الرأسمالية المتوحشة وهذا النظام الدولي الجائر. هذا فضلاً عن محاولات أوروبا عن طريق عملائها في دول الجوار أن تصارع أميركا على النفوذ في سوريا حتى وإن كانت تدرك أنها فقدت كثيراً من قدرتها الدولية التي كانت لها في القرن الماضي، غير أنها تحاول استغلال ما تبقى لها من إمكانيات في المنطقة وبخاصة عن طريق عملائها في دول الجوار، وذلك ليكون لها شيء، حتى ولو كان قليلاً في سوريا، وهكذا فتشابك أعمال العملاء حول سوريا في دعم هذا أو ذاك وبخاصة ما تفعله تركيا وقطر والسعودية، وإيران وحزبها في لبنان… كل هذه العوامل ساهمت فيما نشهده في الشام حتى اليوم.
أما لماذا تدفع الثورة في سوريا هذا الثمن الباهظ في الأرواح والممتلكات وهذا التدمير البنيوي لمقومات الدولة فذلك عائد حقيقة إلى الصراع الحضاري بين الإسلام والرأسمالية لا إلى الصراع الدولي بين دول الغرب على الحكم في سوريا. فالغرب الرأسمالي الكافر بعامة يعتبر الإسلام عدواً مخيفاً، وهو متوجس حقيقة من عودته كمشروع حضارة منافسة لحضارته، ويعلم حقيقة أن الإسلام مبني على عقيدة عقلية سياسية روحية ينبثق عنها نظام حياة متكامل ومتوازن ويحمل مشروع دولة تنشره بالقوة المادية التي تزيل حواجز الحكام المتسلطين، وبالدعوة التي تفتح قلوب وعقول الشعوب إليه ما يجعل إمكانية تحول المجتمعات الغربية إليه قوية. وهو إذا كانت تقلقه ظاهرة الأسلمة الفردية الواسعة التي تصيب أفراده في مجتمعاته، فكيف ستكون عليه هذه الظاهرة بعد إقامة دولة الإسلام. خاصة وأن هذه الدولة ستعمل على ضم ربع سكان الكرة الأرضية مع بلادهم اليها. والغرب هذا رأى أن الدعوة إلى إقامة دولة الخلافة تنطلق في الشام مع ثورتها بشكل بارز، على خلاف الدعوات التي كانت خلال ثورات الربيع العربي الأخرى، لذلك التقت رؤية جميع الأطراف الاستعمارية المتصارعة وعملائها على إجهاض هذه الظاهرة، والكيد والتآمر بلؤم عليها، وأخذت تحاربها بمقدار ما تستشعر من خطر فيها. وكان على رأس هذه الدول أميركا، وظهر أن خطتها الماكرة متعددة الأهداف. فهي أولاً تريد إيجاد حاكم (علماني أو إسلامي معتدل، أي شبه علماني) عميل يكون بديل الأسد. وهي تريد تدمير بنية الدولة كدولة في سوريا، وفرط لحمة شعبها بإثارة النزاعات المذهبية أو العرقية… فتتفكك من الداخل، وذلك منعاً لإقامة دولة الإسلام فيها، وفي الوقت نفسه خدمة لدولة يهود التي هي أكثر ما تخاف من ظاهرة عودة دولة الإسلام على حدودها، إذ إنه يعني الموت المحقَّق لها.
من هذا المنطلق يجب النظر إلى أن الغرب، ومعه حكام المسلمين العملاء له، يخوض معركة منع عودة دولة الخلافة، وقد فضح مؤخراً وزير الخارجية السوري وليد المعلم هذه الحقيقة عندما باح بالمحظور فقال: «فيما يتعلق بالأردن نحن نتطلع إلى علاقة حسن جوار وأخوة مع الأردن، وحريصون على مصالح الأردن. ونعلم أن من يتربصون بسوريا ومن يطالبون بإقامة دولة الخلافة الإسلامية لن يقفوا عند حدود سوريا، فما نقوم به هو دفاع حتى عن الأردن ولبنان وتركيا من إنجازات الجيش تجاه هذه المجموعات الإرهابية”. نعم، إن الغرب شديد العداء لعودة دولة الخلافة، وهو يغطي عداءه بادعاء الهجوم على الإرهاب والنصرة والقاعدة؛ إذن فإن على المسلمين أن يعوا هذه الحقيقة، وأن يدركوا أن المعركة في سوريا هي في أحد وجوهها معركة إقامة دولة الخلافة، والغرب يستميت من أجل أن يمنع ذلك، وما سكوته عن استعمال النظام السوري المجرم للسلاح الكيماوي إلا من قبيل هذا المنع، بل إن تواطؤ دول العالم على الثورة في سوريا هو من هذا القبيل.
وعلى هذا يمكن القول إنه توجد في سوريا جبهتا صراع: صراع دولي عى النفوذ والسيطرة بين أميركا ودول أوروبا، وصراع حضاري بين الإسلام والغرب. أما أطراف هذا الصراع فهي أميركا ومن لفَّ لفها من عملائها وحلفائها، وأوروبا ومن لفَّ لفها من الحكام العملاء، ثم المسلمون أصحاب مشروع إقامة دولة الخلافة الإسلامية، وهؤلاء ليس منهم من يسمون (الإسلاميين المعتدلين) فهؤلاء تابعون سياسياً لأحد طرفي الصراع الدولي.
أما الطرف الأول وهو أميركا، فإنها تملك معظم أوراق اللعبة، وتريد إبقاء نظام الحكم البديل في سوريا بيدها لوحدها. وهي بالرغم من كل الإمكانات التي تمتلكها لم تستطع أن تحسم مسار الثورة ولا مصيرها لمصلحتها، وهي قامت بعدة محاولات من أجل ذلك ولم تنجح. ومحاولاتها تدور حول تثبيت النقاط التالية:
– سعيها لإيجاد كارزاي لها في سوريا يكون بديلاً عن بشار وقد ظهر ذلك من خلال طرحها لاسم فاروق الشرع، ومن ثم لأحمد معاذ الخطيب، ومؤخراً لسليم إدريس…
– سعيها لإيجاد قيادة سياسية ممثلة بحكومة مكونة من أعضاء من الائتلاف الوطني بحيث تختارهم من الأكثر ولاء لها، وسفيرها فورد ناشط جداً في هذا المجال، بالإضافة إلى أعضاء من حكومة الأسد الذين قيل إن أياديهم لم تتلطخ بالدم..
– سعيها لإبقاء النظام الأمني قائماً على ما هو عليه مع تغيير شكلي لبعض الوجوه؛ لأنها لا تعلم ماذا يكون إذا فرط النظام الأمني الحالي، فإنها لا تضمن حماية الحكم العميل الجديد واستمراره.
– سعيها إلى ايجاد مجلس عسكري أعلى، على رأسه ضابط مستعد لتنفيذ أوامرها وعمله تكوين نواة الجيش النظامي الجديد، ويضم ضباطاً من الذين ما زالوا في الخدمة ومن المنشقين وبعض مسؤولي المجموعات المسلحة الذين يقبلون الانضمام إلى هذا المجلس. ولا يستبعد أن يضم ضباطاً من العلويين بحجة أن أياديهم كذلك لم تتلطخ بالدم السوري… وقد يعطى هذا المجلس بعض الانتصارات الوهمية ليلتف الناس حوله. وتكون مهمة هذا المجلس العسكري قذرة، إذ سيطلب إليه القضاء أو (تدمير) الجماعات الجهادية كما ذكروا، ونظراً لقوة المجموعات القتالية الإسلامية في الداخل، فقد يستعان بقوات دولية فاعلة تنشر في سوريا على غرار قوات (إيساف)الدولية في أفغانستان تكون مهمتها المساعدة في ضرب الإسلاميين، والحفاظ على النظام الجديد من أي قوى غير محسوبة…
– تكون أولى مهمات الحكومة السياسية الانتقالية إيجاد دستور جديد، ومن ثم اجراء انتخابات وتشكيل مجلس نواب على أساس هذا الدستور الجديد، ومن ثم تشكيل حكومة تعطى الثقة من مجلس النواب المنتخب.
– تكون أولى مهمات المجلس العسكري الأعلى ترتيب الوضع العسكري الداخلي لمصلحة النظام الجديد، وبالتالي ضرب الإسلاميين المخلصين بحجة أنهم متطرفون إرهابيون.
أما الطرف الثاني أي أوروبا: فإن حكم الأسد لم يُبقِ لأي من دول أوروبا من نفوذ في سوريا، وهذا الطرف يعمل جاهداً على التأثير في مسار الثورة ومصيرها. ويستخدم عملاء له من حكام المسلمين ليكون له موطئ قدم استعمارية في الثورة، وهو يحاول الدخول في كل مفاصل الحل الأميركي بحجة مساندته ولكنه يعرقله ويؤخره، ولذلك صارت أميركا تتجاوز أوروبا في اجتماعات «الحلول» وتجتمع مع روسيا! وتحاول أوروبا إحراج أميركا في موضوع استعمال النظام للسلاح الكيماوي، فقدمت لها فرنسا أدلة على ذلك، فاعتبرتها أميركا غير كافية، فلما تضافرت الأدلة احتجت بأن روسيا تشك فيها! وصنعت أوروبا مثل ذلك لإحراج أميركا في موضوع التسليح، لكن ضعف أوروبا الدولي أمام أميركا يجعلها تعود في النهاية عن مقترحاتها أو تتركها عائمة! وهكذا فإن أوروبا تقوم بأعمال في هذا الصراع، ولكنها لا ترقى إلى أن تتصدر الموقف الدولي في الحل، بل لا زالت أميركا هي التي تديره، ومع ذلك فإن محاولات أوروبا هذه وبخاصة عن طريق عملائها توجد تشويشاً على مشاريع أميركا تستغله ليكون لها دور في الحل…
أما الطرف الثالث، وهو الطرف الإسلامي؛ فإنه عامل مؤثر في الداخل، سواء أكان ذلك على صعيد الناس ورموزهم وفاعليتهم أم كان على صعيد الجماعات المسلحة أو الضباط المنشقين الذين راحوا يعملون من خلال واجهات إسلامية، ومثلهم الضباط الذين ما زالوا في الخدمة، الذين ما إن ينشق الواحد منهم حتى كان يعلن عن تشكيلٍ عسكري ويعطيه اسماً إسلامياً يحمل في ثناياه العودة إلى إسلام الحكم كما كان زمن الرسول الأكرم وصحابته الكرام. ولقد انتشر هذا التوجه حتى طغى وأصبح لا يكاد يسمع أحد بأي وجود لغير هذا التوجه في الداخل… وهذا التوجه جعل الغرب يتحفظ أكثر باتجاه مساعدة الثوار على حساب الأسد. خوفاً من استلام الإسلاميين للحكم.
ومن أجل ضرب هذا التوجه راح الطرفان الأميركي والأوروبي يكيدان له كيداً، ويضغطان للقضاء عليه، ويعملان على منع مده بالمال والسلاح لإضعافه وإجباره على التخلي عن توجهه الإسلامي والتنازل عن طروحاته، أو لمنع توسعه بانضمام الآخرين إليه. وهذا الطرف الثالث يشهد حرباً لئيمة عليه ومحاصرة شديدة تذكر بالحملة الشديدة على دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم . وهذا الطرف يعلم أن سر قوته على الأرض هو من إيمانه بالله ومن قوة المشروع الإسلامي الذي يحمله ومن احتضان الأمة له، وهذا الطرف نظيف في ولائه، ويستمد القوة من الله وحده، ويعلم أن النصر منه وحده، ويعلم أن عليه أن يصبر، وأن لا نصر إلا مع الصبر، وأن له من سيرة رسوله الكريم أفضل خيار للتأسي. وأنه الآن فعلاً يصيبه ما أصاب أصحاب الدعوة الأولى (الرسول وصحبه) من الاستضعاف والملاحقة والإشاعة والقتل والتشريد والتعذيب. وهذا الطرف يقتله أن يمد يده الى الغرب، ويقويه ويحييه أن يتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في طلب النصرة، وهو يغذ الخطى في ذلك ويضرع لله سبحانه أن يستجيب له من الضباط المؤمنين، أمثال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وأسعد بن زرارة وسعد بن عبادة، بأن يفتح الله قلوبهم لنصرة دينه، فينالوا بالنصرة شرفاً عظيماً في الدنيا والآخرة، وهو شرف إسقاط النظام الحالي الغاشم، ومن ثم تسلم أناس مخلصين واعين الحكم بالإسلام، لتقوم بعدها دولة الخلافة الراشدة التي تحكم بما أنزل الله.
نعم، إن أميركا والغرب باتوا يقطعون أن معركتهم في سوريا هي ضد مشروع إقامة الخلافة، ويعلن زعماء الغرب العداء للحكم بالإسلام وللجهاد بشكل يحمل كل الخوف والقلق، ويلحقهم بذلك حكام المسلمين العملاء لهم والخونة لدينهم وأمتهم، إن لم نقل يسبقونهم، ومن العجيب أن لا يدرك ذلك بعض المسلمين العاملين فيظنوا أن ما يجري يندرج فقط تحت عنوان الصراع الدولي، ثم لا يربطه بالصراع الحضاري المحتدم.
ثم إن هناك نفراً ممن يدَّعون الصدارة في الدعوة ممن رضوا العمل في ركاب حكام المسلمين العملاء الذين وظفوهم للضغط على المخلصين من الثوار أن لا يتبنوا العمل لإقامة دولة الخلافة مقابل دعمهم بالمال. وأوضح مثل لذلك هم حكام السعودية الذين يعلمون أن إقامة دولة الخلافة ستكشف زيف ادعاء أن دولتهم إسلامية، وأن حكامهم ليسوا أولياء أمور المسلمين كما يدَّعون.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يستطيع الإسلاميون أن يوصلوا مشروعهم إلى غايته في ظل هذا الاستضعاف الشديد لهم، وهذا التآمر اللئيم عليهم، وهذه الهجمة الشرسة عليهم؟ وهل يستطيع أن يستمر بعد هذا التدمير البنيوي للدولة الممنهج، وبعد إحداث حالة من التشرذم للعباد والتقسيم للبلاد أصبحت جاهزة للتطبيق؟
قبل الإجابة عن هذين التساؤلين، لا بد من القول إن للإسلام مقاييسه الخاصة التي يجب علينا القياس عليها لتحقيق النصر، ويجب على المسلمين المخلصين الواعين الذين يحملون المشروع الإسلامي في سوريا أن يلتزموا القواعد الإيمانية والأحكام الشرعية المتعلقة بالنصر. ومن ذلكم:
– إن العمل لإقامة الدولة الإسلامية يتطلب شرعاً أن يكون لدى المسلمين أنفسهم رأي عام على الحكم بالإسلام. وهذا ما على المسلمين العاملين ان يلفتوا نظر عامة المسلمين إليه، وهذا ما بدأ عامة الناس في سوريا حقيقة يقبلونه بسهولة، وصاروا سرعان ما تتحول المسألة عندهم من دفع للظلم ودفاع عن الأنفس والأعراض والأموال والكرامات… إلى قبول امتداد العمل لإقامة دولة الخلافة. ويمكن القول هنا إن الشارع الإسلامي في سوريا متلهف لهذا الطرح، ويحتاج إلى إمكانات ضخمة في الدعوة للوصول إليه كله. ولكن يمكن القول باطمئنان إن هذا هو خيار الناس عامة، ويمكن الاعتماد على تحقق هذا العامل بالرغم من وجوب الاستمرار في القيام به.
– إن العمل لإقامة الدولة الإسلامية يوجب أن تُطلب النصرة من أهل القوة والمنعة من أبناء المسلمين لإقامة هذا الأمر. وهذا الأمر كذلك يلقى من حيث المبدأ قبولا،ً ولكن من حيث الواقع، فإن لدى النظام السوري المجرم خطة عسكرية يحمي بها نفسه من كل من تسوِّل له نفسه من العسكريين العمل ضده. ولكن يمكن القول إن أمر الله سبحانه وتعالى يجب أن يكون غالباً لدى أهل القوة بإطاعة أمره بالعمل من خلال ما يمتلكونه من قوة لنصرة المسلمين الصادقين في العمل لإقامة الخلافة، وأهل القوة هنا هم كل مخلص من الضباط الذين ما زالوا في الخدمة أو المنشقين أو الجماعات المسلحة المخلصة التي ارتضت المشروع الإسلامي. ويمكن القول إن أمر النصر بات مرهوناً بهذه المسألة حصراً. وهذه المسألة على صعوبتها فيها إمكانية التحقق لأنها أولاً حكم شرعي، والحكم الشرعي هو من حيث الأصل قابل للتحقيق. وقبل ذلك لأن الحكم الشرعي مبني على الإيمان بأن الله سبحانه وحده هو الناصر، وأن النصر بيده وحده. ولا يعطيه إلا لمن هو أهل له من أهل دعوته ونصرته ممن يعملون حقيقة لإعلاء كلمته.
– إن النصر الذي ينشده المسلمون في سوريا هو أن يقيموا دين الله بإقامة الدولة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله، وهذا الأمر الجلل في الإسلام كان عليه مدار دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام من قبله. وهو يسير بحسب سنّة لا تتخلف. ونجد فيها مرحلة الاستضعاف التي فيها الصبر على أمر الله وعدم الحيد عن تعاليمه قيد شعرة. والاستنصار بالله وحده، وعدم الاستعانة بغيره، وعدم المساومة على أحكام الله، وعدم المحاباة في الدين، وعدم الرضى بأنصاف الحلول ولا أرباعها… وغيرها من الالتزامات التي يمتحن الله سبحانه بها المؤمنين، فإن صبروا على ما كُذِّبوا وأوذوا في الله ولله، جاءهم النصر من عنده سبحانه. وقد ورد في القرآن الكريم كثير من الأمثلة على ذلك في قصص الأنبياء ومع رسولنا الكريم عند إقامة دولة الإسلام. فها هو سيدنا موسى (عليه السلام) كمثل، يربيه الله سبحانه في حضن فرعون وهو قاتل له. وينجي من معه في أحرج الظروف بعد أن تراءى الجمعان وقال أصحاب موسى ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) فأجابهم رسولهم موسى (عليه السلام): ( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ). وهنا في أدق الأوقات حراجة وابتلاء يأتي نصر الله كما ظهر من قوله تعالى راضياً عن الفئة المؤمنة: ( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ). ومثله ما فعلوه بسيدنا إبراهيم (عليه السلام) حين أرادوا به كيداً فجعلهم الله الأسفلين وقال فيه سبحانه: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) وها هو سيدنا يوسف كيف مكر به إخوته وامرأة العزيز فنجاه الله منهم وأحسن إليه، وقال الله تعالى فيه: ( ﮙ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ). وها هو سيدنا عيسى (عليه السلام) كيف نجاه الله سبحانه من اليهود برفعه إلى السماء. ( وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) وها هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كيف بلغ التآمر عليه وعلى دعوته أن أرادت القبائل أن تجتمع على قتله ليتفرق دمه فيهم جميعاً فجاءه الأمر بالهجرة وحماه الله ونجَّاه، وأذن له بإقامة دولة الإسلام الأولى. وكذلك فقد نجَّـاه الله سبحانه ومن معه r في معركة بدر وأحد والأحزاب… وأمدَّه الله بالملائكة وبإلقاء الرعب وبالريح وبجنود لم يروها… وهذا ما سطره القرآن الكريم بكلمات حق خالدات. وبالخلاصة إن هذه الدعوة أمر نصرها موكول إلى الله الخالق المدبِّر وحده.
فهذا الجانب إيماني وهو غيبي، وفيه امتحان وابتلاء كبير، ولا يستطيع أن يتحمله إلا ذو حظ عظيم في الإيمان والالتزام. ولعل هذا ما يواجه حملة الدعوة لإقامة الدولة الإسلامية اليوم، وعليهم أن يصبروا ويرفعوا قومهم إلى مستوى القبول والرضى بأمر الله والصبر عليه. فالنصر إما أن يكون من الله وحده أو لا يكون… وعلى المسلمين أن يكونوا مع الله وحده حتى يكون معهم فيحفظهم وينصرهم ويحيي الدين بهم.
ثم إن المسلمين بعد كل هذا الاستضعاف لهم والتآمر عليهم والإحاطة بهم. يجب أن يعلموا أنهم يمتلكون قوة هائلة تمكنهم من إقامة هذا الأمر عليهم، وهذا أمر يدركه أعداؤهم فيهم؛ ولذلك يشددون التآمر عليهم، ويمنعونهم من تجميع قواهم؛ لأنهم على ما فيهم من ضعف مادي لا ينكر فإن لديهم القدرة على التحمل بشكل يفوق الخيال. وما هذه الثورات التي قامت على كثرة ما فيها من علَّات إلا أسطع دليل على ما يتمتع به المسلمون من قوى إيمانية مدهشة يحسب لها عدوُّهم كل حساب.
ثم إن هذا الزخم الإيماني لا يقتصر على أهل سوريا فحسب، بل إن أهل المنطقة كلها تراقب بكثب ما يحدث هناك، وتريد أن تمده وأن تنصره، ولو قيَّض الله سبحانه النصر للمسلمين في سوريا وفتحت الحدود، فإن قوة هائلة ستنضم إليهم من المسلمين في لبنان والأردن والعراق وتركيا، وسيصبح وضع الحكام في تلك البلاد وفي غيرها من بلاد المسلمين مهدداً؛ لأن المسلمين جميعاً سيعلمون أن هذا هو التغيير الحقيقي المنشود قد حدث في سوريا، ثم نحن نتساءل: لو لم يكن التغيير الإسلامي المنشود مخيفاً في سوريا، فلماذا يخوِّف الأسد منه أولياءه؟ ولماذا يتطيَّر حكام المنطقة المسلمين منه ويحاربونه؟ ولماذا تتحسَّب منه (إسرائيل) ألف حساب؟. ولماذا تمتنع أميركا وتتحسب أوروبا من تسليح المعارضة، أليس خوفاً من وقوعه بأيدي الإسلاميين الذين يريدون إقامة دولة الخلافة؟.
إن المسلمين في سوريا يستمدون قوتهم من إيمانهم، وهم يجتمعون مع غيرهم من إخوتهم في الدين في كل المنطقة على التوجُّه نفسه، لذلك يجب أن يدرك المسلمون أن الشيطان يريد أن يخوفهم ويقلب عليهم الصورة ويلبِّس الأمر، والله سبحانه يريدهم أن ينطبق عليهم قوله تعالى: ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175))
إن الأمل بالله سبحانه وتعالى كبير، والرجاء بنصره من الإيمان. وليتصور المسلمون أنه إذا أتى نصر الله للمسلمين في سوريا ابتداءً، ثم تنادى المسلمون له في كل مكان، من أفغانستان إلى الباكستان إلى أوزبكستان إلى إندونيسيا… فأي قوة ستقف في وجههم؟… أو ليتصور المسلمون أنه إذا أتى نصر الله تعالى للمسلمين في الباكستان أو في غيرها ابتداء، ثم تمدَّد قبول المسلمين له في كل مكان ليقوموا بثوراتهم المنتظرة على حكامهم حتى يصل إلى سوريا لتكون بعدها عقر دار الإسلام، فكيف سيواجهها الغرب واليهود والروس وأعداء الله جميعاً؟ إنهم من الآن مجتمعون على عدم السماح بحصولها وتحققها خوفاً منها، ففي الحقيقة هم الذين يجب أن يخافوا ليس المسلمون. ثم علامَ يخاف المسلمون طالما أن عنوان معركتهم قوله تعالى: ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ). كذلك علامَ يخاف المسلمون إذا وجدوا أنفسهم في فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه. يقاتلون في سبيل الله فيُقتلون أو يَغلبون؟
إن الأمم لا تحيا إلا بأصحاب الهمم. ونسأل الله سبحانه أن يفتح لنا في الشام أو في غيرها من بلاد المسلمين بابَ الخير الذي ينتظره المسلمون والعالم أجمع. ونحن علينا أن نحقق فينا الإيمان والعمل الصالح بطاعته وعبادته وحده، حتى يحقق لنا وعده بالاستخلاف والتمكين ونشر هذا الدين، وذلك كما في قوله سبحانه وتعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ).هذا، وعلى الله سبحانه وتعالى قصد السبيل
2013-07-29