صورة: لأكراد في زاخو يطالبون ببقاء القوات الأميركية في شمال العراق (أ.ف.ب)
صورة: لأكراد يسدون القاعدة الأميركية في دهوك للمطالبة بعدم انسحاب الأميركيين من المدينة (رويتر).
قديماً ساءل الشاعر رفيقه:
خَلِيلَيَّ، فيما عِشْتُما هلْ رأيتُما قتيلاً بَكى مِنْ حُبّ قاتِلِهِ قَبْلي
ونحن نجيب الشاعر الآن نيابة عن خليليه: إذا كنا لم نَرَ قَبْلك فقد رأيْنا بعدك. وإذا كنت أنت تتحدث عن القتل المجازي، فنحن قد رأينا القتل الحقيقي. رأينا أكراد العراق الذين قتلهم (بوش) يبكون من شدة حبه وينحرون الخراف على نيّة شفائه حين دخل المستشفى لعلاج ضربات قلبه!
في الحكايات يقولون إن الضبع يكمن للولد ثم يقفز في وجهه ويرشقه ببوله فيفقد الولد عقله ويتخيّل أن الضبع هو والده فيتبعه. وينطلق الضبع إلى الكهف والغلام وراءه. وهناك يفترسه.
إذا كانت هذه الحكاية من صنع الخيال فإن الحقيقة المرة التي نراها الآن بين (بوش) والأكراد هي أغرب من الخيال.
أحد زعماء الأكراد (جلال طالباني) قال: أميركا حرضتنا على النظام ثم تخلت عنا وحرضت النظام علينا. وقال: إن إعادة الأكراد من تركيا إلى العراق كانت تنفيذاً لرغبة تركيا وليس رحمة بالأكراد.
وزعيم كردي آخر (مسعود برزاني) قال: لم يستشرنا أحد عندما جاء الأجانب، ولن يستشيرنا أحد عندما سيغادرون (…) المشكلة الكردية لن تُحل في أي مكان إلا في بغداد.
فما دمتم تعرفون أن أميركا هي التي حرضتكم ووعدتكم ثم تخلّت عنكم وحرضت النظام عليكم ليقتلكم ويهجّركم ويدمر بيوتكم، فلماذا ما زلتم تتوسلون: لا تتركنا يا بوش؟!
إلى هذا الدرْك وصلت عقول أمتنا، فارحمنا يا رب ونور عقولنا¨