الأندلس والمفارقات
1991/11/06م
المقالات
1,621 زيارة
مؤتمر مدريد اليوم يذكرنا بأيام الأندلس بالأمس،
قادة العرب اليوم يذهبون إلى الأندلس، ولكن ليس كما ذهب بالأمس طارق بن زياد.
ذاك ذهب فاتحاً حاملاً رسالة هداية للعالمين،
وهؤلاء ذاهبون أذلاء بأمر الأميركان للاعتراف باليهودي الغاصب.
قبلهم ذهب «سادات» مصر إلى القدس، ولكن ليس كما ذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وحاول «عرفات» أن يذهب إلى القدس كما فعل «السادات»، وكان جواب شامير: إذا جئت فالسجن بانتظارك.
في عام 1988 أعلن «عرفات» قيام دولة فلسطين، ولكن الحقيقة كانت التنازل لليهود عن أرض فلسطين (المحتلة قبل 67) دون أي مقابل على الاطلاق.
والآن فقد تنازلوا سلفاً، ثم حملوا أغصان الزيتون، ورسموا علامات النصر، وذهبوا إلى مدريد، وهم لا يكادون يصدّقون أنهم يجلسون مع شامير إلى طاولة واحدة،
إنه الزن الرديء والقيادات الأردأ.
ولكن يا أبناء ]خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ[ لا تبتئسوا لما يفعل هؤلاء العملاء،
وليتقدم أبناء الأمة لتسلم زمام المبادرة، وليتذكروا قولة طارق بن زياد لجنده حين عبر بهم المحيط من طنجة إلى جبل طارق في اسبانيا: العدو أمامكم والبحر وراءكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر□
1991-11-06