أميركا وحلف الناتو (شمال الأطلسي)
1991/12/06م
المقالات
1,444 زيارة
في محاضرة لرئيس الأركان (في ألمانيا) حيث تحدث عن الاستراتيجية الجديدة، ولفت الانتباه ما جاء في حديثه من أسئلة الضباط له. ومن تتبع ما صدر في بعض المجلات العلمية، وكذلك في الخطاب الذي يصدر أسبوعياً عن الناتو. والانطباع الذي تكوّن نتيجة القراءات الأولية وهذه المحاضرة أن أميركا لا تريد أن تواجه المنطقة، وربما كذلك جنوب شرق آسيا، بمفردها، بل تريد أن تحمل أوروبا معها حيث رحلت، ولكن تحت إمرتها وقيادتها. وذلك حتى تتلافى التكاليف الباهظة لدور الشرطي العالمي. وكذلك حتى لا تثير العالم والشعوب ضدها. فهي تريد أن تبقى وتفرض سيطرتها على الجميع بأقل التكاليف المادية والمعنوية. وما جاء في الاستراتيجية العسكرية من تكوين قوة للتدخل السريع بشكل فعال ومؤثر، ومن إعادة توزيع القوات وتركيزها على المناطق الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية للحلف، ومن محاولة إخراج الحلف من ثوبه العسكري إلى أن يكون منظمة سياسية يدل على أن الناتو سيكون أداة أميركا في المستقبل. ولعل الأمر يُربط بالأمم المتحدة بصورة أو بأخرى، وبمنظمة الدفاع الأوروبي ومؤتمر الأمن الأوروبي.
ومن الأمور الخطيرة كذلك تعديل نظرية استعمال الأسلحة النووية، فالنظرية الحديثة لا تمنع من استعمال الأسلحة النووية أبداً، في نطاق محدود حتى ضد الدول التي تملك أسلحة نووية – كما ورد في التعبير – عندما تستطيع هذه الدول أن تهدد كيان أو وجود دول الناتو. كما أن الاستراتيجية الجديدة تحمل في طياتها وضع يد أميركا على أوروبا الشرقية بشكل غير مباشر وعلى حساب الألمان والفرنسيين.
يقول الجنرال بول رئيس الأركان الأميركي في لقائه، الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني 91، مع مجموعة من رجال الأعمال وخاصة بعض الذين يتعاملون مع الناتو: “ان سياستنا الحالية والتي ستأخذ أبعادُها الحالية بالظهور قريباً تعتمد على التواجد المتقدم والمبكر لقواتنا العسكرية في مناطق النـزاع ومناطق المصالح الحيوية”.
ويقول السكرتير العام للناتو ما نغريد فورنر في خطابه في 21 أكتوبر في مدريد أمام اجتماع للناتو: “إن سياسة المواجهة لم تعد كافية لمعالجة المشاكل الجديدة، فمشكلة مثل زيادة التعداد السكاني أو الأصولية لا يمكن معالجتها إلا بمبادرتها في المصدر“.
1991-12-06