كتاب «الشهر» التلويث الفكري والإعلامي في العالم الإسلامي
1989/02/05م
المقالات
2,536 زيارة
المؤلف: عايد الشعراوي
الناشر: دار النهضة الإسلامية
بيروت
1409هـ ـ 1988م
كتاب فكري، هادف، بأسلوب جذاب يستعرض بعض الأمراض الإعلامية والفكرية التي يعاني منها العالم الإسلامي ويسلط الضوء عليها، ويتخلله مقتطفات من الآراء المضللة لبعض الكتاب ويرد عليها بالدليل الشرعي.
والكتاب من شقين: الأول إعلامي يتناول الوسائل والأساليب الإعلامية الخبيثة التي تمارس ويستعرض دور الصحافة في التمهيد للغزو الاستعماري لوادي النيل وبلاد الشام مستنداً إلى الأسماء والتواريخ. والشق الثاني فكري يستعرض فيه الكاتب بعض الأفكار الخبيثة التي يحاول بعض الكتاب الترويج لها لإيجاد رأي عام مؤيد أو متأثر بها، ويرد عليها من الكتاب والسّنة.
يقول الكاتب في المقدمة «يجب التسلح بمزيد من الوعي معلى كل ما يذاع وينشر من دسائس الفكر الخبيث، والغزو الإعلامي المركز الذي يمارسه (المتلاعبون بالعقول) في سباقهم المحموم على احتلال زوايا العقل عند أكبر عدد من الناس، في شكل ينم عن استهتار بعقول البشر واستخفاف بالإنسان وينم عن سخرية لا حد لها عن طريق الكذب الإعلامي المتواصل والدجل السياسي بدون حدود، وكل ما يرافق ذلك من تلون وتمويه أجادوه حق الإجادة في محاولة لاستغباء عامة الناس واستغلال طيبتهم وعفويتهم الصادقة. وإذا كان موجهو أبواق الإعلام يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون فمن واجب كل مسلم أن يعرف أنهم يكذبون، وأن لا يتوقع منهم أن يصدقوا طالما بقيت هذه الأبواق بيد هذه النوعيات، ومسخرة كلياً لخدمة أسياد هذه الأبواق وأصبحوا يستخدمون أسلوب الإعلان مدفوع الثمن وليس أسلوب الإعلان، إضافة إلى ما يرافق ذلك من دعاوة رخيصة مليئة بالمبالغات والتشويق وكأنه يخاطب الغريزة بدل مخاطبة العقل، وكأنه يسوق سلعة تجارية».
ومن عناوين الموضوعات التي يبحث فيها الكتاب هذه: أساليب الإعلام الخبيث، والسياسات التي يتبعها لإلهاء الرأي العام وترويضه، والإعلام يلبس قناع الزيف، سمات الإعلام في العالم الإسلامي، كيف ساعدت الصحافة في استعمار العالم الإسلامي، التلوث الفكري من صنع الغرب الصليبي، كُتّاب الفكر الهدام، موضوع الحضارات، الدعوة إلى القومية، نظام الخلافة عقلي أم شرعي، نعوت التطرف والأصولية والإرهاب، نظرة إسلامية إلى الإعلام.
وفي رده على دعاة القومية يستعرض النصوص من القرآن والسنة التي تحرم هذه الدعوة ويمضي قائلاً: «لا يوجد أي دليل شرعي على أن العرب شعب مختار، ولا دليل على أن العرب ذنبهم مغفور لكونهم عرباً، ولا أنه تحصل لهم الشفاعة بشكل مستقل عن باقي الأمة الإسلامية، ولا أنهم يدخلون الجنة قبل باقي المسلمين، نعم قد يكون العرب أثقل حملاً وأكفأ من غيرهم في حمل الرسالة لكونها، بلسانهم، لكن ذلك لا يعطيهم أفضلية أو تمايزاً على غيرهم… إن القرآن الكريم يؤكد عدم وجود فوارق بين الناس أو تفاضل أو تفاخر بالأنساب والقبائل، وأن التقوى هي المقياس وهي ميدان التنافس والتسابق بين المسلمين، وفي ميزان التقوى هذا لا وجود للون أو عرق أو حَسَبْ أو قبيلة ]إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[.
وفي الرد على نعوت التطرف والإرهاب يقول: «ظهرت هذه النعوت عقب بروز التيار الإسلامي بقوة في السبعينات والثمانينات، ومن الطبيعي أن الغرب ووكلاءه في عالمنا لم يتركوا جمهور الناس في لحظة من لحظات التاريخ المعاصر دون أن يختاروا هم ما يزود به الرأي العام، وما يحجب عنه، ومن يتصور أن الناس هو أصحاب القرار في ما تُحشى به العقول هو إنسان واهم، فالغرب لم يغب يوماً واحداً عن سقاية ورعاية الرأي العام بكل ما يخدم تكريس وجوده حضارةً وفكراً وثقافةً وسياسةً وتبعيةً مطلقة في الاقتصاد والمال والحرب واللاحرب».
1989-02-05