أخبار المسلمين في العالم
1988/09/05م
المقالات
2,326 زيارة
صدامات مسلحة في باكستان
ذكرت وكالات الأنباء أن صدامات مسلحة قد وقعت بين مؤيدين ومعارضين للرئيس الراحل ضياء الحق في منطقة «أوراكزي» في 30 آب الماضي.
وكانت الأنباء تحدثت أن «الشيعة» خرجوا بمسيرات ابتهاجاً بمقتل ضياء الحق، وأن نصف مليون من «السنة» شيعوه في جنازة كبيرة. وتحدثت تقارير أخرى عن وقوع مصادمات مماثلة بين جماعات مؤيدة وأخرى معارضة للرئيس الراحل في أنحاء مختلفة من البلاد. وحصلت اشتباكات الأمس عندما حاولت إحدى الجماعات القبلية الموالية لضياء الحق منع جماعة أخرى معارضة له من إطلاق النار ابتهاجاً بمصريه في 17 آب الماضي.
وكانت بعض الأوساط المطلعة قد حذرت من أن مقتل ضياء الحق وكبار ضباط الجيش ربما أدى إلى تفكك المؤسسة العسكرية. وحذرت هذه الأوساط من أن ذلك قد يؤدي إلى صراع بين القبائل، وربما انتهى إلى تقسيم البلاد.
ويؤسفنا أن يتجاوز المسلمون كل الأمور المصيرية المتعلقة بالدين والشرع ومصالح الأمة وتدخل الغرب في بلاد المسلمين علناً إلى الصراع القبلي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم». فالحذر الحذر، ولنلتفت إلى الأمور المصيرية.
مصر والسعودية والأمن الغذائي
أشارت إحصاءات وزارة الزراعة السعودية إلى أن البلاد صدرت خلال الشهرين الماضيين حوالي 400 ألف طناً قمحاً إلى نحو 13 بلداً، أهمهم الصين والبرتغال وإندونيسيا.
وكانت السعودية قد وضعت برنامجاً مهماً للتنمية الزراعية يتناول استثمار المياه الجوفية للري ودعم المستثمرين. وقد ارتفع إنتاج القمح من 4 آلاف طن عام 1978 إلى 2,3 مليون طن عام 1986، أي أنه يوازي تقريباً كامل إنتاج مصر السنوي من القمح.
ويذكر أن السعودية صدرت في السنتين الماضيتين قمحاً إلى كل من سوريا ومصر لأول مرة في التاريخ، بعد اشتهر هذان البلدان بتموين بلاد العالم القديم عبر القرون، بينما يعجزان اليوم عن الاكتفاء الذاتي.
l في مصر، تخوف المسؤولون من احتمال زيادة الأسعار العالمية للحبوب عقب انخفاض الإنتاج العالمي بعد الجفاف الذي أصاب أميركا الشمالية.
هذا، ولم يبلغ محصول القمح هذه السنة معدلات الزيادة المتوقعة، فقد بلغ الإنتاج 2,8 مليون طن بزيادة قدرها 4% فقط عن إنتاج السنة الماضية، بينما تستهلك مصر سنوياً 10،2 مليون طن. وسيتعين بالتالي على الدولة استيراد 72% من حاجتها هذا العام.
وتعتبر مصر أول مستورد للدقيق، وثاني مستورد للقمح من الولايات المتحدة. وتستورد 60% من المنتجات الزراعية المصنعة التي تستهلكها. أي أن 60% من قوت الشعب رهن برضى سياسة الغرب وحكامه. ورغم ذلك نقول دولنا مستقلة.
الخليج: المزيد من قوات الكفر إلى بلاد المسلمين
بعد أن جاءت أساطيل الدول الكبرى إلى الخليج العربي لحماية مصالحها، وبعد قواعد الأميركان في شبة الجزيرة العربية قلب بلاد المسلمين، جاء دور شط العرب هذه المرة. وجاءت قوات للأمم المتحدة بشكل مراقبين تمركزوا على طول ما يسمى بالحدود الدولية بين إيران والعراق على طول 1180 كلم، وخصوصاً على ضفتي شط العرب.
فقد أعلن الجنرال اليوغوسلافي سلافكو يوفيش في 20/08 الماضي أن مجموعة المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة قد أنهت انتشارها على طول الجبهة العراقية ـ الإيرانية، وذلك لمراقبة وقف إطلاق النار.
ونحن نأسف لحال أمتنا، تتنازع على أمور ما أنزل الله بها من سلطان، ثم تأتي بقوات الكفر إلى قلب بلاد الإسلام، تارة للحماية، وطوراً للفصل بين المتنازعين، وأطواراً أخرى لمراقبة وقف إطلاق النار.
ولم تبق دولة من الدول الكافرة في العالم إلا ولها في بلاد المسلمين قوات بصفة ما. وما تبق نطة استراتيجية في بلاد المسلمين إلا وفيها قوات غريبة تراقب تحركات الأمة منها.
وليس غريباً أن تبادر دول الكفر إلى طرح تدويل المناطق الاستراتيجية. فجبل الباروك ومرتفعات الجولان يشرفان على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، ومرتفعات شمالي العراق تشرف على الشرق حتى الهند. هنيئاً لنا بالسلام تحت رقابة الدول الكافرة، وهنيئاً لنا بحكامنا يأتون لنا بجيوش الشرق والغرب لتستأنف الاستعمار المباشر بعد أو ولى زمنه!.
l في كلمة له في طهران حول موضوع «العدوان والدفاع»، انتقد الرئيس الإيراني علي خامنئي المنظمات الدولية التي امتنعت عن اتخاذ إجراءات ضرورية لمنع الحرب بين إيران والعراق، والحؤول دون أن تستمر ثماني سنوات. وأكد خامنئي أن إيران اليوم مستعدة للمشاركة في أي عمل من أجل السلام.
l في مقابلة أجرتها مجلة «نيوز ويك» الأميركية منتصف حزيران الماضي مع محمد جواد لاريجاني نائب وزير الخارجية الإيراني، ذكر أن الولايات المتحدة الأميركية وإيران تبادلتا أكثر من 15 رسالة سرية في الربيع الماضي تتعلق بإعادة العلاقات و«مسائل أخرى» تتعلق بمواضيع حيوية خاصة بالعلاقات بين البلدين.
مصر: الداخلية ترفض قرار المحكمة بالإفراج عن 63 متهماً
امتنعت وزارة الداخلية المصرية في 30 آب الماضي عن تنفيذ قرار محكمة أمن الدولة المصرية، والقاضي بالإفراج عن 63 متهماً من أعضاء الجماعات الإسلامية.
وكان هؤلاء المعتقلون قد أوقفوا بتهمة علاقتهم بهرب 3 من قيادة تنظيم «الجهاد» الإسلامي من سجن «طرة». وقد اعتقل هؤلاء بعد مداهمة أحد المساجد في القاهرة منذ أسبوعين.
ويذكر أن وزارة الداخلية لا تلتزم مطلقاً بقرارات محكمة أمن الدولة. وكان بعض المعتقلين قد ذكروا أنهم أمضوا سنوات في الحبس الاحترازي، في حين كانت المحكمة أصدرت أوامرها بالإفراج عنهم خلال أسابيع من اعتقالهم.
هذا، ولا يزال العمل بقانون الطوارئ ساري المفعول منذ اغتيال السادات في 06/ 10/ 88.
(عن جريدة «الاتحاد» الظبيانية)
الهندوس يطالبون بتقليص عدد المسلمين!
في نبأ لمجلة «العالم» الصادرة في لندن، قالت منظمة «المؤتمر الهندوسي لعموم الهند» الهندوسية المتطرفة أن الحكومة الهندوسية تمارس سياسة العلمانية لمصلحة المسلمين، وأنه إذا لم يوضع حد للازدياد المستمر في عدد المسلمين في البلاد فسوف تنشأ في الهند «باكستان جديدة».
وأوردت المنظمة إحصاءات قالت أنها تدل على أن ازدياد عدد المسلمين بصورة كبيرة عائد إلى توغل المسلمين بصورة كبيرة عائد إلى توغل المسلمين من بنغلادش وباكستان، واعتناق الهندوس للدين الإسلامي، وقلة إسهام المسلمين في مشروع تحديد النسل. وطالبت باتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليص النسبة السكانية للمسلمين «الموالين لباكستان والمعارضين للهند». وطالبت بعدم السماح للمسلمين بالزواج بأكثر من واحدة.
وتفيد بعض الإحصاءات أن عدد المسلمين في الهند وحدها بات يقارب عدد الهندوس، فضلاً عن المسلمين في باكستان وبنغلادش.
ودعت المنظمة الهند لاستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل»، «لأنهما حليفان طبيعيان في مواجهة خطر الإبادة الذي تشكله القوى الإسلامية المعادية». واعترضت على إعلان بنغلادش الإسلام ديناً رسمياً للبلاد، واعتبرت أن في ذلك تهديداً كبيراً لهندوس بنغلادش الذين يبلغ عددهم 10 ملايين شخص.
فيضانات السودان والطرح الإسلامي
ركزت الأوساط الصحافية السودانية والدولية على كيفية معالجة الحكومة الائتلافية الجديدة لكارثة الفيضانات التي ضربت مناطق الخرطوم وجنوب شرق البلاد وشمالها، والتي شردت أكثر من مليون ونصف المليون شخص.
وفي حين دعت كثير من المنظمات الإسلامية إلى مدّ يد العون إلى ضحايا النكبة في السودان، اعتبرت الأوساط الصحافية العلمانية الكارثة امتحاناً للداعين إلى تطبيق قوانين جديدة للشريعة الإسلامية في البلاد من أعضاء الحكومة، وخصوصاً أعضاء «الجبهة القومية الإسلامية». وتساءلت هذه الأوساط العلمانية كيف سيستطيع الإسلام معالجة هذه النكبة، مشيرة إلى شعار «الإسلام هو الحل» الذي ساد في الأوساط السياسية أخيراً. ويبدوا أن هذه الفئات تعتزم استغلال هذه النكبة للقول بفشل الطرح الإسلامي، ولإظهار أن الإسلام عاجز عن مواجهة القضايا المهمة، وأنه بالتالي لا يصلح للتطبيق، في محاولة لحمل الناس على ترك المطالبة بتطبيق الإسلام.
والحقيقة أن الإسلام بعيد كل البعد عما يجري في السودان. والأمر لا يحتاج إلى كثير تمعن للفصل بين الإسلام، وبين من يدعو لبعض أجزائه. ليس معنى أن يفشل بعض الداعين إلى تطبيق قواني إسلامية معدودة ضمن المنظومة الحالية للدولة التي لا تمت للإسلام بصلة، ليس معنى ذلك أن الإسلام أو من يدعو له عاجز عن الحكم ومعالجة الأوضاع كما يحلو للعلمانيين أن يرددوا. ومن يدعو للإسلام أصلاً لا يدعو لعصا سحرية تحل مشاكل النظام الحالي، بل يدعو لطاعة الله فيما أمر، وفي طاعة الله تعالى تكمن المعالجة.
1988-09-05