أوكسفام: 100 أغنى شخص في العالم كفيلون بالقضاء على الفقر4 مرات
2013/02/28م
المقالات
2,117 زيارة
أوكسفام: 100 أغنى شخص في العالم كفيلون بالقضاء على الفقر4 مرات
قالت منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية إن أموال أكثر الناس ثراء كفيلة بالقضاء على الفقر في العالم بما يعادل أربعة أضعاف .وأضافت المؤسسة أن مداخيل هؤلاء المئة بلغ 240 مليار دولار أميركياً في السنة الماضية. في المقابل، تعيش شريحة كبيرة من الناس حول العالم في فقر مدقع، حيث يبلغ معدل مداخيل الفرد دولاراً وربعاً في اليوم.
وفي دراسة أصدرتها المؤسسة الخيرية، قبيل انعقاد مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي، أسمتها: “كلفة غياب العدل”، وكيف أن الغنى المفرط يضرنا جميعاً، حملت أكثر الناس ثراء في العالم مسؤولية إعاقة الجهد لإيجاد حل لمشكلة الفقر في العالم .وناشدت المؤسسة زعماء العالم، لمناسبة اجتماعهم في منتدى دافوس، “أن يلتزموا بتخفيض معدلات الفقر الى المعدلات التي كانت سائدة في العام 1990م».
وقالت باربرا ستوكنغ، المدير التنفيذي لمؤسسة أوكسفام، “إن الوصول إلى اتفاق عالمي لتعديل مسار غياب العدل أصبح ضرورة ملحة».وأضافت، «يجب ألا نبقى متظاهرين بأن جمع الثروات من قبل البعض لابد أن يعم نفعه الآخرين. ففي أغلب الحالات العكس هو الحاصل» .إذ أن “تركيز المصادر بأيدي 1% من سكان العالم من شأنه أن يعيق النشاط الاقتصادي، ويجعل الحياة أكثر صعوبة للباقين من سكان العالم، خصوصاً أولئك الذين يعانون في مؤخرة الطابور.»ومضت ستوكنغ إلى القول، “في عالم تقل فيه المصادر الأساسية، لايسعنا أن نترك المصادر في أيدي القلة من الناس كالأرض والمياه ونترك الباقين يتصارعون لكسب شيء من الفتات!”
وترى أوكسفام “أن الـ1% من سكان العالم من ذوي الغنى الفاحش استطاعوا أن يزيدوا من ثرواتهم بنسبة 60% خلال الـ 20 سنة الماضية، وأن الأزمة المالية العالمية كانت سبباً في زيادة ثراء البعض، لا العكس. ونبَّهت المؤسسة إلى أن الغنى الفاحش غير فاعل اقتصادياً، ويؤدي إلى الفساد السياسي، ويمزق بنية المجتمع، ويضر بالبيئة.»
إلا أنّه رغم أهمية ما طرحته أوكسفام يبقى سؤال آخر قائماً: هل يمكن للرأسمالية الجشعة والبشعة أن توجد عدلاً وهي رائدة الظلم في العالم؟ هل يمكن أن تنصف الدول والشركات الرأسمالية البشر فيما هي حاملة لواء الاستغلال والاحتكار منذ اجتاحت أوروبا العالم، وخرجت بجيوشها الاستعمارية تطوف في القارات الخمس لاستعباد الشعوب ونهب الخيرات والثروات بحجة أو أخرى كالتبشير بالديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، تلك الشعارات الزائفة التي خدع بها الجهلاء وحمل لواءها العملاء.
إن الحقيقة هي أن الرأسمالية ستزداد بشاعة باستغلالها واستعمارها ومص خيرات الشعوب الفقيرة، وإنّ هذا العالم لن يعرف العدل والإنصاف إلا بإزالة النظم الرأسمالية عن الهيمنة على مصائر البشر. ولن يحصل هذا قط ما لم يحل نظام سياسي جديد ينشد الخير للبشرية، نظام يفرض علاقات دولية جديدة ويزيل حالة التوحش السائدة.
2013-02-28