السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
أهنئكم وجميع المسلمين على مجلتكم الغراء والتي تسلك طريقاً جلياً واضحاً يبين الطريق التي سار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من تثقيف المسلمين وبيان الأفكار الزائفة التي طالما رسخت في أذهان البعض من كثرة الأبواق المتشدقة بها، وأيضاً بيان كيف تنهض أمتنا الإسلامية مرة أخرى وترجع لتكون الدولة الأولى في العالم فأدعو الله أن يوفقكم إلى ما فيه خير أمتنا الإسلامية.
ولي أيضاً كلمة أتمنى لو تنشر عن طريق مجلتكم لبيان بعض المفاهيم المغلوطة عند البعض، فبحكم وجودي بأوروبا رأيت الكثير من الشباب المسلم الذي ما أن تطأ قدميه بلادها إلا وبهرته الحياة فيها من نظام وتقدم عملي ومن أياء مادية قد تتعلق بحضارتهم وأيضاً نجد الكثير من بلاد الإسلام يخلط بين الحضارة والمدنية قد لمسنا هذا بأنفسنا في آواخر دولة الإسلام عندما وقف المسلمون حيارى أمام التقدم العلمي في أوروبا مما ساعد على ضعفها وشجع أعدائها عليها. ومن هنا أريد أن أوضح الفرق بين الحضارة والمدنية عسى ينفعنا هذا في الطريق التي نسلكها لإعادة دولة الخلافة.
فبادئ ذي بدء يجب التفريق أولاً بينهما فالحضارة هي مجموع المفاهيم عن الحياة. أما المدنية فهي الأشكال المادية للأشياء المحسوسة التي تستعمل في شؤون الحياة.
والحضارة تكون حسب وجهة النظر الخاصة من الحياة فمثلاً الحضارة الغربية فإنها تقوم على أساس فصل الدين عن الحياة. والنفعية هي مقياس الأعمال ولذلك كانت السعادة عندهم إعطاء الانسان أكبر قسط من المتعة الجسدية وتوفير أسبابها له وهي لا تقيم لغير النفعية أي وزن، والأشكال المادية إذا كانت ناجمة عن الجضارة الغربية فلا يجوز أخذها فمثلاً الصورة شكل مدني والحضارة الغربية تعتبر صورة امرأة عارية تبرز مفاتنها شكلاً مدنياً يتفق مع مفاهيمها في الحياة عن المرأة.
والحضارة الإسلامية تقوم على اساس العقيدة الإسلامية وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيرهما وشرهما من عند الله تعالى فهي قائمة على أساس روحي ومقياس الأعمال فيها الحلال والحرام وأعمال الإنسان مسيّرة بأوامر الله ونواهيه والغاية من ذلك هي رضوان الله تعالى وليس النفعثة ولذلك نرى أن نظرة المسلم للمرأة تخالف نظرة الغربي تماماً فالمرأة في الإسلام عرض يجب أن يصان.
ولذلك نجد أنه لا يجوز أن نأخذ أي من الأشكال المدنية المتعلقة بأي حضارة تخالف ـ أو غير ـ الحضارة الإسلامية فكافة ما ينتج من الأشكال المدنية عن الحضارة الغربية مثلاً كالتماثيل ونحوها وكذلك الملابس فإنها إذا كانت خاصة بالكفار باعتبارهم كفاراً لم يجز للمسلم أن يلبسها لأنها تحمل وجهة نظر معينة وإن لم تكن كذلك بل تعارفوا على ملابس معينة لا باعتبار كفرهم بل أخذوها لحاجة أو زينة فإنها تعد حينئذ من الأشكال المدنية العامة ويجوز استعمالها. أما الأشكال المدنية الناتجة عن العلم والصناعة كأدوات المختبرات والآلات الطبية والصناعية، والأثاث والطنافس وما شاكلها فإنها أشكال مدنية عالمية لا يراعى في أخذها أي شيء لأنها ليست ناجمة عن الحضارة ولا تتعلق بها. «من كتاب نظام الإسلام للمرحوم الشيخ تقي الدين النبهاني» ارجو أن أكون وضحت ولو شيئاً بسيطاً للأخوة المسلمين وفقنا الله جميعاً لخير أمتنا.
«أبوخالد» ـ النمسا ـ غراتز
إقتراح
الأخوة أسرة تحرير «الوعيي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقد سررنا كثيراً لانبثاق مجلة تتناول بإخلاص ووعي واقع العالم الإسلامي وأمراضه وقضاياه المصيرية وخاصة القضية الكبرى ألا وهي «الخلافة» أي سلطة الإسلام على المجتمع. فنرجوا الله أن يحفظكم ويسدّد خطاكم وينير دربكم في توعية الشباب المسلم على إسلامية الحق ومجتمعه المضطرب وتحذيره من الكفر المسيطر بشِقَّيه الرأسمالي والإشتراكي.
ونرجوا أن تفتحوا باباً خاصاً يتناول القضايا المصيرية من وجهة نظر الإسلام عسى أن يكون ذلك مناراً للشباب المسلم لتوحيد حركة المسلمين في يقظتهم لاستئناف الحياة الإسلامية وضرب الكفر ودكّ عروشه.
القارئ: عبد الرحمن نعيم
ردود سريعة
-
الأخ محمود عبد الكريم حسن ـ أبو ظبي.
تلقينا رسالتكم الكريمة وسنردّ على التساؤلات التي وردت فيها في الأعداد القادمة بإذن الله.
-
الأخ إيهاب حسن.
وصلنا مقالكم الكريم وسيتمّ نشره في الأعداد القادمة بإذن الله.
-
الأخ عادل رضوان ـ النمسا.
جزاكم الله خيراً على مقالكم «كيف هدمت الخلافة» ولكننا قد نشرنا موضوعاً مماثلاً في الأعداد الماضية، فنرجو المعذرة عن نشره، ونحن نرحّب بجميع مقالاتكم الكريمة على صفحات «الوعي».