أثر الإرادة السياسية على نهوض الدول، وطريقة الإسلام في اكتسابها (4)
2018/01/21م
المقالات
8,131 زيارة
أثر الإرادة السياسية على نهوض الدول، وطريقة الإسلام في اكتسابها (4)
هذا هو الحال الذي وصل إليه المسلمون اليوم، وهم أقرب من أي وقت مضى من احتضان الخلافة فكريًا وعمليًا، وما على العاملين إلا مواصلة العمل في أوساط المسلمين دون كلل ولا ملل، آخذين بعين الاعتبار أمورًا منها:
1 – المزيد من الثبات على الحق الذي أيدهم الله به، قال تعالى: ] فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۢۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٣٥[ [الأحقاف/35]
2 – الإكثار من مخاطبة الأمة جماهيريًا في كل محفل متاح، بالأسلوب القوي الحكيم المؤثر، وترغيبهم بخير العمل، الخلافة تاج الفروض، وتحفيزهم إلى هذا العمل العظيم، وما فيه من أجر وثواب لكل من تلبَّس به على وجهه دون حيد قيد شعرة عنه، وأن هذا العمل سيبلغ منتهاه بإذن الله لا محالة. عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: «شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ـ فَقَالَ: قَدْ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ بِنِصْفَيْنِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» [مسند الإمام أحمد].
3 – التماس الأعذار لردات الفعل النشاز التي تصدر من بعض المسلمين هنا وهناك، والصبر والحِلم عليها؛ لأن العملية الصهرية التي تفرز الغثَّ من السمين عملية شاقة تحتاج إلى مجاهدة للنفس، ومجالدة عليها. لقد ترك العيش تحت وطأة الملك الجبري، لقرن من الزمان، أثره بل آثاره الخطرة على سلوك المسلمين، فكوَّن منهم أرتالًا من الناعقين، وطوابيرَ من المصفقين، كان لهم الأثر البالغ في حرف بوصلة الجماهير ناحية التخبط في السير والتقليد الأعمى لصنائع الجهل الذين انحطوا بالأمة إلى حضيض التبعية للكافر المستعمر. قال تعالى: ] وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ ١٠٣[ [يوسف/103] .
الفئة الرابعة: أهل القوة والمنعة.
لا شك أن الفكرة مهما كانت صحيحة وظاهرة فكريًا كفكرة الخلافة، لا يتحقق وجودها على أرض الواقع عمليًا إلا بالقوة التي تتبناها ماديَّا، بقوة السلاح الذي قال الله فيه: ] فَلَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥ وَكَفَرۡنَا بِمَا كُنَّا بِهِۦ مُشۡرِكِينَ ٨٤ فَلَمۡ يَكُ يَنفَعُهُمۡ إِيمَٰنُهُمۡ لَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَاۖ سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ فِي عِبَادِهِۦۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٨٥[ [غافر/84 – 85] .
لقد كان رسول الله – صلوات ربي وسلامه عليه – مؤيدًا بالوحي في دعوته في مكة المكرمة، ومع ذلك، فما كان يقدر على سجدة يسجدها في البيت الحرام إلا بشق الأنفس، بل وكان سفهاء قريش يتمادَون في إيذائه وهو النبي المكرَّم! وما أمر الطائف وما فعله أهلها به عنا بغريب؛ لذلك فصحيح أن الفكرة تسمو في المجتمع إلى درجة الصعود إلى قمة هرم العمل السياسي، إلا أن هذا لا يجعل من الفكرة ظاهرة عمليًا إلا بالقوة التي تنصرها، وتُمكِّنُ لها في الأرض؛ فتصبح لها الكلمة الفصل التي تهابها الملوك والقياصرة، ويتحقق لها بالقوة الوجود والحضور في المحافل الدولية.
لقد بلغت فكرة الخلافة شأوًا عظيمًا في صعودها سياسيًا وفكريًا، حتى باتت اليوم الفكرة الأظهر في أوساط العمل السياسي في بلاد المسلمين، والأقوى عالميًا بلا منازع. ومع ذلك فلا نستطيع أن نقول إن الفكرة قد تمكنت؛ لأن طريقة العمل السياسي لاسترداد إرادتنا المفقودة لمــَّا يكتمل نصابها بعد، ولن يكتمل نصابها إلا بالقوة العسكرية التي تقفز بها إلى سدة الحكم على أنقاض حكام الضرار، فتطمس على وجوههم وتسدل الستار عن حقبة الملك الجبري برمته.
والنصرة فكرة عملية واقعية أكدها الشرع وصدقها الواقع نفسه. أما الشرع، فإن النبي، عليه الصلاة والسلام، طلب النصرة وطرق أبواب أهل القوة والمنعة حثيثًا، واستمر على ذلك مع ما لاقاه من مشاق واكبت سعيه الدؤوب للوصول إلى أهل القوة والمنعة، حتى أذن الله تبارك وتعالى بنصرة رسوله الكريم، عليه الصلاة والسلام، ودعوته بالأنصار في بيعة العقبة الثانية، وهذه وحدها تكفي وتوفي المطلوب، فكيف وقد أكدت الحوادث أن كل عمل سياسي لا يتبنى النصرة طريقةً للوصول إلى الحكم، فإن مصير حركته اللولبية المحبطة للجهود والمبعثرة للطاقات إلى بوار. خذ مثلًا ما حدث مع الجماعة الإسلامية في مصر، والتي تبنت العمل العسكري طريقةً للوصول إلى الحكم، ومن ثم إعلان الخلافة الإسلامية، فهل نجحت الجماعة الإسلامية في إيصال الإسلام إلى سدة الحكم؟ كلا، إن شيئًا من ذلك لم يحصل، والذي حصل لا يعدو عن كونه فهمًا مغلوطًا لطريقة التغيير، فكان ما كان من تفكك للجماعة، وتنازل عن الطريقة، وذوبان للعمل كأن لم يكن قائمًا.
وكذلك فإن صناديق الاقتراع لم تشفع لجبهة الإنقاذ في الجزائر أمام صنائع الاستعمار الذين كانوا يمسكون بالجيش، مكمن القوة والمنعة، فكانت النتيجة من جنس الخلل في فهم طريقة التغيير مرةً أخرى، هذا الخلل الذي كلَّف المسلمين في الجزائر مئات الآلاف من الشهداء… ثم تكررت اللدغة من ذات الجحر في مصر الكنانة بعد ثورة يناير، عندما ظن الإخوان المسلمون أن الإمساك بالديمقراطية وأحابيلها سوف يُمكِّن لهم في الأرض، فكانت الفاجعة التي ما بعدها فاجعة، مجازر في رابعة العدوية، ودوس صناديق الاقتراع بمجنزرات الانقلاب العسكري، وثالثة الأثافي اعتقال الرئيس المنتخب (ديمقراطيًا)، وزجُّهُ في غياهب السجن، ثم ماذا؟ ثم تسريح الطاغية (مبارك) بإحسان، حقًا إن هذا لأمر عُجاب!
إن النصرة جزء لا يتجزأ من طريقة الرسول، عليه الصلاة والسلام، في إقامة الدولة الإسلامية، وهي ليست عُرفًا قبَليًا كان سائدًا عند العرب قبل الإسلام كما يروج المتنكرون لطريقة حزب التحرير في العمل لإقامة الخلافة، كما أنها ليست أسلوبًا اقتضته الظروف والمعطيات حينئذ، ولكنها حكم شرعي واجب الاتباع، وليس الاتباع مقصودًا لذاته، بل المراد الاتباع والحُسن في الاتباع، أي الحُسن في إنزال فكرة النصرة على الواقع بشكل ينجز المطلوب ويحقق الغاية المقصودة، وهي استلام الحكم وإقامة الخلافة.
لقد كان رسول الله، صلوات ربي وسلامه عليه، يطلب النصرة من القبائل التي يرى فيها مظنة القوة والنصرة الكافية لحمايته، وحماية دعوته، وحماية المسلمين، وإقامة الدولة، أي أنه كان يتخَيَّرُ من القبائل القوية منها، والقادرة على احتضان الإسلام وتطبيقه كاملًا غير منقوص، والقادرة على الوقوف أمام التحديات التي ستواجه الدولة، والعقبات التي ستقف أمامها.
وحُسن الاتباع للرسول، عليه الصلاة والسلام، في طلب النصرة، إنما يكون في حُسن إنزال الفكرة، فكرة النصرة، على الواقع؛ لأن النصرة بوابة التمكين للفكرة وإقامة الدولة الإسلامية، وهذه الدولة ليست دولة وطنية، ولا قطرية، ولا قومية، ولكنها دولة مبدئية عالمية، تتخذ من العالم كل العالم مجالًا لسيادة مبدئها الإسلام، وهذا أمر يدركه الكفار جيدًا، ولذلك هم يسعون بكل الوسائل إلى تأخير ميلاد دولة الخلافة ما استطاعوا، ولو استطاعوا وأد العمل لإقامتها في مهده لفعلوا منذ أمد بعيد، ولكن فكرة الخلافة قد تجاوزتهم والحمد لله، ومع ذلك، فإن التحديات التي ستواجه الخلافة حال قيامها ليست بالهينة التي لا يستهين بها إلا دراويش الصوامع، وكذلك ليست بالعصيَّة على التجاوز لدرجة التهويل من خطرها كما يفعل العلمانيون والمرجفون والذين في قلوبهم مرض؛ من هنا كان لا بد من تحديد الأمكنة والأزمنة الصالحة والمناسبة لإنزال فكرة النصرة عليها، أي تحديد دول المجال التي تصلح أن ترتكز فيها دولة الإسلام كنواة أولى لدولة الخلافة التي تُبادر في الاتساع سريعًا حال ولادتها، حتى تضم باقي بلاد المسلمين إلى جسمها، ومن ثم الانطلاق بالدعوة الإسلامية في طول الأرض وعرضها لفتحها، حتى لا يبقى إرادة إلا للمسلمين، ولا سيادة لغير دين الله تبارك وتعالى القائل: ]٣٨ وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ[ [الأنفال: 39] .
وتحديد دول المجال الصالحة لارتكاز دولة الإسلام فيها أمر عظيم وعظيم جدًا، ويستوجب بذل أقصى الوسع في دراسة البلد جغرافيًا وسياسيًا وديمغرافيًا واقتصاديًا ولوجستيًا، دراسةً إنشائيةً ارتقائيةً محكمة، وهذا أمر تَعَهَّدَهُ من هم له أَهلٌ في حزب التحرير، سائلين الله تبارك وتعالى، أن يحفظهم ويفتح على أيديهم فتوح النصر والتمكين.
ولكن لا مانع في ذات الوقت أن نضع المسلمين في صورة إجمالية تتعلق بالنصرة ومقتضياتها؛ لأن في ذلك ذكرى نافعة لهم بأحكام الطريقة، وبُشرى بقرب النصر المبين بإذن الله تعالى.
إن جيوش المسلمين هي الفئة الأقوى اليوم في بلادهم، والقادرة على إيصال الإسلام إلى سدة الحكم؛، فهي إذًا موضع التفكير ومجال التخطيط العملي الدقيق لتنفيذ أفكار النصرة على أرض الواقع، والترجمة العملية لكل ذلك إنما تكون بِتَبَنِّي فئة مخلصة وكافية من هذه الجيوش في بلد أو أكثر استوفى شروط الدولة التي ترتكز فيها دولة الإسلام، ومن ثم قيام هذه الفئة بإسقاط النظام الحاكم في ذلك البلد بكل أركانه، وطمس معالمه كما يُطمس أثر قطيع الأغنام عن رمال الصحراء، والإعلان عن قيام الخلافة الإسلامية رسميًا في البلاد؛ إلا أنه ثمة أمور لا بد من استيفائها قبل إقامتها:
1 – ظهور العزيمة الأكيدة والنية الصادقة مع الله لدى أهل النصرة في تَبَنِّيهم للفكرة قبل تنفيذها.
2 – لا يلزم وقوف أهل النصرة على تفاصيل فكرة الخلافة والأحكام المتعلقة بها، ولكن يكفي استيفاؤهم للأفكار الأساسية المتعلقة بها، مثل أن السيادة للشرع والسلطان للأمة، وبيعة خليفة واحد فرض على المسلمين، وحق الخليفة في التبني، ووجوب طاعته على العسر واليسر، والمنشط والمكره، ووجوب وحدة المسلمين في دولة واحدة، إلى غير ذلك من الأفكار الأساسية التي لا بد من بيانها.
3 – على أهل النصرة أن يوطدوا أنفسهم على تحَمُّل كل ما يمكن ملاقاته في سبيل إنجاح عملية استلام الحكم، حتى ولو أدى ذلك إلى هلاك النفس وذهاب النفيس.
4 – السرية والتكتم على تفاصيل النصرة وجهازها، والحذر من ترَبُّص شياطين الإنس والجن الذين يبعثون سراياهم ليلًا ونهارًا من أجل إجهاض أي محاولة صادقة للانقلاب على الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين.
5 – ضرورة أن يكون قبول أهل القوة والمنعة نُصرة الحزب عن رضى واختيار منهم، وأن لا يكون في صدورهم حرج مما رضوا به، أو في نفوسهم شك في قدرتهم على إنجاز الأمر، أو مجرد تردد وإحجام عن تنفيذ المهمة بكل تبعاتها.
6 – حُسن التوكل على الله سبحانه وتعالى، واليقين بأنه ناصر المستضعفين ولو بعد حين، وأنه مُنجزٌ وعده لا محالة، وأن الخلافة بشرى رسول الله، عليه الصلاة والسلام، قائمة بلا ريب، حتى لو اجتمع على المسلمين من بأقطارها.
7 – استحضار الأجر العظيم الذي أعده الله سبحانه لأهل النصرة، وأنه ذات الأجر الذي حظي به الأنصار الأوائل الذين نصروا رسول الله، عليه الصلاة والسلام، أول الأمر في بيعة العقبة الثانية. قال تعالى: ]وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٧٤[ [الأنفال: 74] وقال سبحانه: ] وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٩[ [الحشر: 9].
وبعد :
لقد أفجعت نصرة الأنصار، رضوان الله عليهم، في بيعة العقبة الثانية الشيطان الرجيم وأصابته في مقتله. جاء عند الإمام أحمد في مسنده: “… فَلَمَّا بَايَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَرَخَ الشَّيْطَانُ مِنْ رَأْسِ الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ: يَا أَهْلَ الْجُبَاجِبِ (المنازل) هَلْ لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ وَالصُّبَاةُ مَعَهُ، قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ؟ قَالَ، يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ: مَا يَقُولُهُ عَدُوُّ اللَّهِ؟ ـ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا أَزَبُّ الْعَقَبَةِ، هَذَا ابْنُ أَزْيَبَ، اسْمَعْ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَمَا وَاللَّهِ لَأَفْرُغَنَّ لَكَ» وستصيب شياطين الإنس والجن من دول الكفر مرة أخرى في مقتلهم حال تمامها قريبًا بإذن الله، وستعلم أميركا رأس الكفر، وستعلم أوروبا وروسيا وكيان يهود، وسيعلم معهم حكام الضرار، أن في الأمة رجالًا نذروا أنفسهم لله، وصبروا أنفسهم مع حزب التحرير داعي الخلافة والعامل لإقامتها، وستشرق الأرض بشمس الخلافة من جديد، ويهوي المـُلك الجبري كما هَوَت أصنام الكفر والضلال من البيت العتيق ] وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا ٥١[.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
2018-01-21