محمد بن سلمان: ثورة في العائلة والدين والاقتصاد والعلاقات مع (إسرائيل)
2017/07/24م
المقالات
3,401 زيارة
محمد بن سلمان: ثورة في العائلة والدين والاقتصاد والعلاقات مع (إسرائيل)
تناولت الدورية الفرنسية المعنية بشؤون الاستخبارات «إنتيلجنس أونلاين» في تقرير لها نفوذ ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان في جهاز الأمن السعودي. وأوردت الدورية أن ابن سلمان ظل فترة قبل تعيينه وليًا للعهد وهو يناور من وراء الكواليس، خاصة في قطاع الأمن، وأنه أسس في شهر نيسان/ إبريل الماضي مجلسًا للأمن الوطني، وألحقه بالديوان الملكي، وليس بوزارة الداخلية التي كانت حقيبة وزارية يديرها ولي العهد السابق محمد بن نايف. وقد أزاح محمد بن سلمان عمه مقرن بن عبدالعزيز من ولاية العهد أولًا ثم إزاح ابن عمه محمد بن نايف ثانيًا، ليصبح ولي العهد الوحيد لأبيه الملك سلمان.
وقد شكل محمد بن سلمان فريقه الخاص الذي يعتمد عليه في توطيد إدارته لشؤون البلاد داخل الأسرة الحاكمة وخارجها في الشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية. فعلى الصعيد الدبلوماسي، عيّن بن سلمان شقيقه الأصغر خالد بن سلمان كسفير للسعودية في الولايات المتحدة الأميركية. كذلك أفرغ وزارة الداخلية من ثقلها داخل الدولة، إذ أنشأ «جهاز الأمن الوطني» الذي يتبع الملك بشكل مباشر، ويقوم بعمل جهاز المباحث في وزارة الداخلية، وقام بتنصيب المقرب منه محمد الغفيلي كرئيس له. كذلك استحدث جهاز النيابة العامة كبديل لهيئة التحقيق والادعاء التابعة لوزارة الداخلية. كما عين المتحدث الرسمي باسم الحرب على اليمن، اللواء أحمد عسيري، كنائب لجهاز الاستخبارات العامة السعودي.
وعلى الصعيد الإعلامي، جنّد بن سلمان عشرات الإعلاميين للعمل لصالحه أثناء تخطيطه للوصول إلى منصب ولاية العهد، أبرزهم تركي الدخيل الذي تم تعيينه بعد وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز لكرسي الحكم، مديرًا لقناة العربية، ومستشارًا إعلاميًا للملك، وحلقة وصل بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي.
وفي الجانب الديني، اعتقل بن سلمان العشرات من رموز التيار الصحوي، على رأسهم عبدالعزيز الطريفي وإبراهيم السكران وسليمان الدويش. فيما انتهج خطة «للإصلاح الديني» معتمدًا على عدد من شيوخ الدين، أبرزهم خطيب المسجد النبوي صالح المغامسي، في سبيل تقديم خطاب ديني جديد، متسامح مع التيارات الليبرالية والعلمانية التي يراها تيار «الصحوة» التقليدي عدوًا للإسلام. وعلى الرغم من حصول بن سلمان على مباركة هيئة كبار العلماء، وعلى رأسهم رئيسها الشيخ صالح آل شيخ، والشيخ صالح الفوزان، فإن بن سلمان يعمل على تحجيمها، من خلال تغيير أعضائها والتخلص ممن يراهم متشددين فيها.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن بن سلمان ينتهج سياسة نيوليبرالية، تنص على خصخصة قطاعات الدولة وعلى رأسها القطاع النفطي، وفرض الضرائب على المقيمين وعلى المواطنين السعوديين بغية خلق سوق مفتوحة. ويعتمد بن سلمان في ذلك على وزير الطاقة خالد الفالح كرجل رئيسي في خطة خصخصة شركة أرامكو، خصوصًا أن فكرة خصخصة الشركة كانت من الفالح الذي أقنع بن سلمان بإدراجها في رؤية 2030م
في موازاة التحديات الداخلية، تنتظر بن سلمان العديد من التحديات في السياسة الخارجية بسبب تنحيته للعديد من رجال الخبرة داخل المؤسسة السعودية لمحسوبيتهم على أمراء آخرين من الأسرة المالكة. ففي الخليج افتعل بن سلمان حربًا دبلوماسية وإعلامية شعواء ضد قطر، كما ألمحت وسائل الإعلام المقربة منه لحرب أخرى قد تشنها على الكويت وعمان بسبب موقفهما «المحايد» من الأزمة.
وعلى صعيد «القضية الفلسطينية» فإن بن سلمان عقد مفاوضات عدة من خلال قنوات خلفية مع (إسرائيل). كما أنه طالب قطر بطرد قيادات حماس الموجودين لديها، ويضغط على الكويت لوقف تمويل الجمعيات الخيرية فيها لغزة. ومن المنتظر أن يتوسع بن سلمان، بعد استقرار الأمور في الداخل السعودي لصالحه، في عقد مزيد من الاتفاقيات التطبيعية مع (إسرائيل). ولم تخفِ الصحف (الإسرائيلية) مدى الارتياح لوصوله إلى الحكم، حيث وصف محرر الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس»، تسفي برئيل، وصول بن سلمان إلى منصب ولاية العهد بأنه «بشرى سارة لإسرائيل».
2017-07-24