«فورين بوليسي»: ملوك وأمراء دول الخليج في ورطة
2013/01/01م
المقالات
2,025 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
«فورين بوليسي»: ملوك وأمراء دول الخليج في ورطة
تحدث الكاتب والباحث المعروف “كريستوفر ديفيدسون” (أستاذ التاريخ والعلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة “دورهام” البريطانية والخبير السياسي والتاريخي والاقتصادي بشؤون دول الخليج العربي) في مقال له نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية بعنوان: “نعم، ملوك الخليج في ورطة” عن اهتزاز عروش ملوك الخليج وأمرائها رغم أنها تبدو في الظاهر مستقرة.
وذكر كريستوفر: «إن الهياكل السياسية والاقتصادية التي تستند إليها هذه الدول الاستبدادية تتعرض لضغوط متزايدة، كما تفرض فئات واسعة من المواطنين تحديات لا يمكن تصورها حتى الآن على النخب الحاكمة».
ويرى الكاتب أن الممالك والإمارات الست (المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين، قطر، وسلطنة عمان) تصدَّت للعديد من حركات المعارضة المختلفة على مر السنين. ولم يكن القسم الأكبر منها (هذه الحركات) يستند لقاعدة شعبيةعريضة، ولا يمثلون إلا أعداداً محدودة من السكان الأصليين. مما جعلهم في مأمن من أي تهديد محلي، كما إنهم عادة ما كانوا قادرين على استرضاء أو تهميش أي معارضة قبل أن يتوسع تأثيرها الشعبي.
ولكن في الآونة الأخيرة، أثبتت حركات المعارضة أنها عصية على الاحتواء والتغييب. ونتيجة لتضافر الضغوط الداخلية المتصاعدة التي تواجهها دول الخليج (بما في ذلك انخفاض الموارد، ارتفاع معدلات البطالة) مع ظهور قوى “عصرية” جديدة (بما في ذلك وسائل الإعلام الاجتماعية والهواتف الذكية)، فإن هذا مكن أعداداً متزايدة من مواطني دول الخليج من التسلح بالجرأة الكافية للاحتجاج وانتقاد حكامهم علناً.
ومنذ 2011م، وبدافع وتشجيع من الثورات الشعبية في بلاد أخرى، أظهر المعارضون في الخليج قدرة سياسية سلمية على فرض أخطر التحديات على الأسر الحاكمة. وبات من الصعب على دول الخليج تشويه معارضيهم كما في السابق، حيث إن هؤلاء الضاغطين ليسوا إلا ناشطين سلميين أو مواطنين محبطين أدركوا الانهيار الحتمي للهياكل السياسية والاقتصادية التي تقوم عليها سلطة حكامهم.
ولاحتواء تهديدات حركات المعارضة، يبدو أن ممالك وإمارات الخليج على أتم استعداد للمضي قدماً في القمع والرقابة، حسبما يرى الكاتب؛ لذلك زرعوا الشرطة في كل مكان، وفرضوا أجهزة رقابة، وجلبوا جنوداً أجانب، كما في حالة أبوظبي من أماكن بعيدة مثل كولومبيا وجنوب أفريقيا، وأغلقت تقريباً جميع منظمات المجتمع المدني الحقيقية.
ويبقى الأهم فيما يورده الكاتب، هو سقوط كل الدعامات المفترضة لحكم ممالك وإمارات دول الخليج. فلم يعد هناك ما يكفي من موارد للحكومات للحفاظ على توزيع الثروة على المواطنين مقابل الإذعان السياسي؛ كما أن الجزء الأكبر من مواطني الخليج بات مهتماً بالسياسة على عكس عدم المبالاة التي كانت منتشرة سابقاً، ولم يعد يرى بأن القبلية هي النظام الأصلي للحكم؛ كذلك سقطت هيبة الحكام أنفسهم، ولم يعودوا بالصورة السابقة التي تقدمهم على أنهم مسالمون ورعون ومدركون جيداً للوضع.
2013-01-01