كفكفِ الدمعَ، دموعُ الحرِّ عَلْقَمْ
.
|
|
واسمحِ الخدِّ… أترضى إنْ تأَلَّمْ
.
|
أَلق من معجمِكَ الرثِّ الأسى
.
|
|
أو فأوقدْ فيه ناراً تتضرَّمْ
.
|
طهِّرِ القلبَ من اليأسِ ضحىً
.
|
|
أو فقلْ للشمس تُصليه فيُعْدَمْ
.
|
اخنقِ الخوفَ بكفَّيْ ناقمٍ
.
|
|
أو فأعلنْ: لستُ من للهِ أسلَمْ
.
|
كفكفِ الدمعَ… جراحي حممٌ
.
|
|
ودمي ملتهبٌ: سالَ وأسقمْ
.
|
ليس في جسمي المسجّى موضعٌ
.
|
|
لم تنلْهُ طعنةُ الرمحِ المسمَّمْ
.
|
كبدي، رأسي فؤادي، أضلعي،
.
|
|
كلُّ ما فيَّ قروحٌ تتورَّمْ
.
|
لا تزدْ آلام عبدٍ رسفتْ
.
|
|
في قيودٍ قدماه، فَتَجَهَّمْ
.
|
لا… دعِ الدمعَ، وإنْ أحببتني
.
|
|
فاكسُرِ الطوقَ وحرّرني… تقدَّمْ
.
|
وإذا أعيتكَ عنّي حيلةٌ
.
|
|
فاسأَلِ الله فكاكي… وتبسَّمْ
.
|
أنا مَنْ سيقَ إلى السجن، وفي
.
|
|
كفّه المصحفُ… والليلُ تكتَّمْ
.
|
تُهَمي واضحةٌ… حاشدةٌ
.
|
|
وسِجِلّي أسودُ اللون مُرَقَّمْ
.
|
وعلى دفته قد كتبوا:
.
|
|
«الأصوليُّ فلانٌ»… ثمّ «يُعدَمْ»
.
|
¯ ¯ ¯
|
مات «هارونُ»(1) فَمَن أحفادُه؟
.
|
|
ليَروْا «نقفورَ» فينا يتحكَّمْ
.
|
أين من يصرح: «كلبَ الرومِ، قفْ!
.
|
|
ليس من أوقدَ نارَ الكفرِ يسلَمْ»
.
|
«يا وليدَ الكفرِ من كافرةٍ،
.
|
|
ها هو الجيشُ سيأتيك فتُرْغَمْ»
.
|
ومضى «معتصمٌ»(2)، لكنها
.5
|
|
صرخةُ المرأةِ عادَتْ، وهيَ أعظم
.
|
أين من يهتفُ: «لبيك اثبُتي،
.
|
|
ففلولُ الشرك، هذا اليومَ، تُهزَمْ»
.
|
«زحفُ أجنادي سيُفنى جمعَهُمْ
.
|
|
في حصونٍ حَسِبوا أنْ ليسَ تُحْطَمْ»
.
|
¯ ¯ ¯
|
وانقضى حكمُكَ فارقُد في الثرى
.
|
|
آهِ، يا عبدَ الحميدِ(3)… الليلُ أَظْلَمْ
.
|
أين من يصرح من أعماقه
.
|
|
في بني صهيون: «لا، فالحربُ أقوم»
.
|
ثمنُ القدسِ لهيبٌ حارقٌ
.
|
|
يجعل الأجسادَ منكم دون مَعْلَمْ
.
|
¯ ¯ ¯
|
دولة الإسلام ولّت… دفنت
.
|
|
معولُ الدفن عُرُوبيٌّ مُخضرَمْ
.
|
انطوى سلطانُ شرع المصطفى
.
|
|
وزوى القرآن في قبوٍ مُهَدَّمْ
.
|
هَجَروا القرآن… داسوا فوقَه،
.
|
|
مزَّقوه، واستباحُوا كلَّ مَحْرَمْ
.
|
بُعْثِرَ التنـزيل… آيٌ يُزدرى…
.
|
|
آيةٌ تُنقَشُ… والباقي يُنَغَّمْ
.
|
¯ ¯ ¯
|
جُرْحُ أصفاديَ لا يُزعجني
.
|
|
فأنا الحرُّ، أُعادي، أَتكلَّمْ
.
|
أنتم الجرحُ… بصمتٍ مُطبِقٍ
.
|
|
صارَ في تشريعكم «أولى» و«أسلم»
.
|
أين فيكم عزّةٌ هادرةٌ
.
|
|
تقصفُ الطاغوتَ بالطود المُقَطَّمْ
.
|
أين أنتم؟ ليس فيكم أثرٌ،
.
|
|
أهو نومٌ، أهو موتٌ؟ لستُ أعلمْ
.
|
أنتُمُ جيلُ المخازي فاسكَرُوا
.
|
|
بأغاني الغَرْبِ والرَقْصِ المُرَخَّمْ
.
|
اهنَأُوا: أنتمْ عبيدٌ خلّصٌ
.
|
|
واسجدوا للغرب: فقد جادَ وأكرمْ
.
|
أنتم اللطخةُ في ناصعةٍ
.
|
|
بكم التاريخُ والأيامُ تُوصَمْ
.
|
كم رجمتمْ شخصَ إبليسَ معاً
.
|
|
وهو فيكمْ، فلماذا ليس يُرجَمْ
.
|
¯ ¯ ¯
|
خَلْقَ أسوارِ دُناكم أمّةٌ
.
|
|
أقسمت بلله، والأبوابُ تُحْكَمْ
.
|
من قرار السجن تمضى قبضةٌ
.
|
|
تَسْحَقُ الأوثانَ الزرعِ المُهَشَّمْ
.
|
من رُفاتِ الحُرِّ واستشهادِه
.
|
|
قبسٌ يفتكُ بالليل، فَيُضْرَمْ
.
|
لم تزلْ طائفةٌ ظاهرةٌ
.
|
|
تنهج التحريرَ من قيدٍ بمعصمْ
.
|
وشبابُ الحقِّ ما زالوا هنا
.
|
|
يزرعونَ النورَ، حيثُ الدربُ مُبْهَمْ
.
|
لا تقلْ: «أنتم قليلٌ»، تزدري،
.
|
|
بصراخِ الأُخت «فاروق»(4) تلعثمْ
.
|
كبدي حرَّى، ونفسي شُوِّقَتْ
.
|
|
لأميرٍ يسرُجُ الخيلَ المُطَهَّمْ
.
|
لكتابِ الله دستور الوَرى
.
|
|
تُحْكَمَ الأصقاعُ من كعبةِ «زمزمْ»
.
|
¯ ¯ ¯
|
كفكفِ الدمع… دمي أجدى لكم
.
|
|
ودعِ الدمعَ لأبكارِ وأُيَّمْ
.
|
كفكفِ الدمعَ فهذي جولةٌ
.
|
|
بين إسلامٍ وكفرٍ، فاصحُ واعْلَمْ
.
|
حَطِّمِ الكفرَ وحَطَّمْ جُنْدَهُ،
.
|
|
حطِّمِ الطاغوتَ وادفُنْ ما تَحَطَّمْ
.
|
لا تدعْ فوق الثرى يا صاحبي
.
|
|
غيرَ شمسِ الحَقِّ… تعلُوْ… تتبسَّمْ
.
|
يا أخي، تلك يدي، فامضِ معي،
.
|
|
كفكفِ الدمعَ، دموعُ الحُرِّ عَلْقَمْ
.
|