كان وزير الخارجية دولة يهود شمعون بيريز قد أدلى بتصريح للقناة التلفزيونية الألمانية الفرنسية “آرت”، قبل أشهر عن مخطط اليهود فيما يتعلق بعملية السلام حيث ركز على ثلاثة جوانب: الاقتصادي الذي كان بدايته مؤتمر المغرب والثقافي – التربوي الذي قال فيه بأن60% من سكان العالم العربي تقل أعمارهم عن 14 سنة مما يجعل من الشرق الأوسط حديقة أطفال تربي فيها أجيال بكاملها، وأخيرا الاستراتيجي الذي يحقق نزع سلاح شامل.
وفي الوقت الذي نجد فيه المنتوجات اليهودية تتسرب إلى اغلب الدول العربية كبداية لاكتساح شامل للبضائع اليهودية للسوق العربية والهيمنة الاقتصادية الكاملة، نرى أن الخبث الثقافي بدأ يظهر جليا هنا وهناك متمثلا في إلغاء كل ما يتعلق باليهود وعداوتهم من المقررات الدراسية في المدارس العربية في مصر والدول الأخرى، وذروة ما وصلته هذه المؤامرة اليهودية بتواطوء حكام العرب والمسلمين هو ما قاله الوزير المغربي لحقوق الإنسان في مقابلة صحفية مع الجريدة الألمانية ” فرانكفورتر روند شاو ” ” بتاريخ 1/8/1995م”.
فالمخزي في هذه الدول الكرتونية أنها لا تنفك عن الاستهتار والاستخفاف بالأمة ، فهاهي حكومات الدول العربية تبتدع وزارة جديدة أسمتها ” وزارة حقوق الإنسان”، وهو أسم لمسمى فارغ لا يحمل في طياته سوى الخداع والدجل والتضليل، وأكبر دليل على ذلك أن وزير حقوق الإنسان في الجزائر الذي كان في أواخر أيام الشاذلي بن جديد ( واسمه علي هارون) كان من الخمسة الذين دبروا الانقلاب العسكري، وأصبح فيما بعد عضوا في المجلس الرئاسي يزج بآلاف المسلمين في السجون. وسواء في ذلك على هارون في الجزائر أو محمد زيان في المغرب أو إخوانهم في بقية البلاد الأخرى، فما هم إلا قردة ممسوخين وضعوا حليب الحقد على الإسلام، وتشبثوا بشجرة الزقوم اليهودية والغربية.
سألته الصحيفة : لقد مرت 100 يوم على استلامكم مقاليد الوزارة ، فماذا بين أيديكم؟
الجواب: أولا لقد قمت بإنجاز تقرير عن السجون وأوضاعها، وثانيا: ابتداء من شهر أيلول القادم سنقوم بإدخال حصة دراسة خاصة في المدارس تدرس فيها حقوق الإنسان كمحاولة مرحلية.
سؤال: كيف سيكون شكل دروس حقوق الإنسان في المدارس؟
الجواب: سنقوم أولا بمسح لكل الكتب التدريسية لنقف على ما يسيء إلى مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة والذي يتمثل في تصوير دور الرجل أنه هو السيد والذي يقوم بضرب أولاده وزوجته، كما أسسنا جمعية تتولى الإشراف على هذه الكتب المدرسية ومراجعتها،ومن أيلول فصاعدا سنقوم بإدخال مادة دراسية عن حقوق الإنسان.
وهدفنا من نشر فكرة التسامح. فطلابنا يعتقدون أن المسلم فقط هو الذي يدخل الجنة، لكننا نريد أن يتعلم تلاميذنا أن بإمكان الكاثوليكي واليهودي أيضا أن يدخلا الجنة ، وبعبارة أخرى يجب احترام قناعات الناس الآخرين وليس لأحد الحق في فرض معتقده على الآخرين ، لذلك فإن مادة حقوق الإنسان يجب احترام قناعات الناس الآخرين وليس لأحد الحق في فرض معتقده على الآخرين، لذلك فإن مادة حقوق الإنسان يجب أن تعلم التسامح الثقافي والديني.
إن كل هذا المكر والتضليل ما هو إلا دليل واضح على مدى الذعر الذي أصاب الغرب واليهود وأذنابهم حكام المسلمين العملاء.. (وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِه).
فهذا الوزير الذي يريد أن يجعل أبناء المسلمين في المغرب، بلد طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين، يعتقدون أن النصارى الذين قاتلهم أجدادهم في مواطن لا تعد ولا تحصى مثل الزلاقة في الأندلس وموقعتي النطاح الأولى والثانية وكذلك يهود سيدخلون الجنة.
ونقول لهذا الوزير ولسيده الحسن الثاني إن ثلاثين مليونا من المسلمين في المغرب سيستمرون في ترديدهم لتلك الآية العظيمة التي تحطم نفسية صاحب الجلالة وزبانيته:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ).