صفقة بين شامير وإدارة بوش
1992/05/28م
المقالات
1,787 زيارة
منذ انتخاب رابين زعيماً لحزب العمل فهم شامير أن أميركا ستدعم حزب العمل ضد الليكود في انتخابات 23 حزيران. ولذلك صمم شامير أن يقوم بأعمل تضغط على أميركا كي تتراجع عن الانحياز لحزب العمل. ومن جملة ما لمّح إليه قيامة بعمل عسكري كبير في لبنان وسوريا، وصرج أحد جنرالاته بأن مصر قد تدخل في هذه المعركة ضد إسرائيل. وحصلت ضغوطات من أميركا على شامير (أنظر كلمة الوعي في العدد 60).
بعد ذلك لاحظنا أن الأمور سارت بين شامير وإدارة بوش في طريق الانفراج، من ذلك:
-
أميركا أعلنت براءة إسرائيل من تسريب تكنولوجيا الباتريوت إلى الصين.
-
عاد ليفي وزير خارجية شامير عن استقالته، مع أنه كان قد استقال (حسب ما أعلن) لأن شامير ينهج سياسة تغضب أميركا التي لا تستغني إسرائيل عن رضاها، حسب قوله.
-
موافقة أميركا على تمويل تطوير صاروخ «أرو» الإسرائيلي المضاد للصواريخ، وتطوير طائرات ف 4 الموجود لدى إسرائيل. عملية التطور تقوم بها إسرائيل بتمويل أميركي.
-
سماح أميركا لإسرائيل ببيع طائرات كفير إلى تايوان والفلبين، ويحق لأميركا أن تمنع هذا البيع لأن محرك الطائرة من صنع أميركي.
-
سعي أميركا لدى سوريا من أجل إعطاء اليهود فيها جوازات سفر. وهذه يوظفها شامير كإنجاز له في حملته الانتخابية. وتبارك أميركا أيضاً إعادة العلاقات بين إسرائيل وغيرها من الدول.
-
لم يصدر في الآونة الأخيرة شجب من المسؤولين الأميركيين لتصريحات شامير عن استمراره في بناء المستوطنات في الضفة والقطاع والجولان. أو شجب لتصريحاته عن عدم التنازل عن أي شبر من الأرض.
هذه المؤشرات تدل على حصول صفقة بين شامير وإدارة بوش. وإذا صح فإننا نفهم أموراً منها:
-
أميركا ستكون على الحياد بين حزب العمل وتكتل الليكود في انتخابات 23/06.
-
شامير توقف عن تحركه باتجاه عمل عسكري واسع يطال لبنان وسوريا. ولكن أميركا تسمح له بالقيام بعمليات عسكرية محددة في لبنان.
-
جماعة الضغط اليهود في أميركا الذين يأخذون توجيهاتهم من إسرائيل لن يلقوا بثقلهم ضد بوش.
-
بوش سيعطي ضمانات القروض لإسرائيل بعشرة بلايين دولار بدون إيقافها مصادرة الأرض والاستيطان فيها. قد يعلن عن ضمان بليونين فقط هذه السنة ثم يعلن (إذا نجح) عن المبالغ الأخرى في السنوات القادمة.
فهل ما زال حكام العرب وقادة الفلسطينيين يراهنون على الخلاف بين إدارة بوش وحكومة شامير؟ وهل يراهنون على نجاح رابين ليعطيهم دولة فلسطينية؟ وهل ما زالوا يثقون أن بوش لا يخدعهم؟
اللهم اهْدِ قومنا فإنهم لا يعلمون □
1992-05-28