يقولون بأن هناك جهازاً سياسياً يُدعى منظمة التحرير الفلسطينية، وقد كشفت الأيام الماضية أن هذا الجهاز البشري ما هو إلا أصفار على الشمال، وأن المنظمة تعني: (عرفات)، وأن الآخرين لا يتعدى وضعهم أكثر من ديكور إعلامي. والحقيقة التي يجب أن تقال هي أن القرار لرجل واحد.
وفي العراق يقولون: اجتمع صدام مع مجلس قيادة الثورة، أو القيادة القومية والقطرية، وفي الحقيقة ليس أولئك إلا دُمىً يحركها صدام للديكور الإعلامي أيضاً، وليس في العراق سوى الرجل الواحد.
وفي ليبيا يقول إعلام القذافي بأن هناك مؤتمرات شعبية ولجان ثورية، وهذا كذب يعرفه القاصي والداني، فليس في ليبيا سوى الرجل الواحد.
وفي الجزائر يقولون بأن هنالك رئيساً للجمهورية ومجموعة من الوزراء، والحقيقة هي أن هناك عدداًَ من الضباط لا يتجاوز أصابع اليد هم الذين يديرون الوضع في الجزائر.
وتصلح هذه الأمثلة للانطباق على جميع الأوضاع في العالم الإسلامي.
أما في الغرب فإن المسرحية الكاذبة تُمارس بالطريقة عينها، فمجلس الأمن ليس سوى ستار قذر لكل الجرائم الأميركية، والصومال شاهد حي على ذلك.
ولو كان هؤلاء المتسترون بالأسماء صادقين مع الشعوب، أو يقومون بالعمل السليم لما لجأوا إلى الثياب التنكرية، ولا يلجأ إليها إلا المجرمون واللصوص وقطاع الطرق.
وفي السعودية تُقرع الطبول لمجلس الشورى، وللتقسيمات الإدارية، ويتساءل المرء: هل تغير شيء واحد في السعودية؟ أم هل تنازل فهد وباقي الأمراء عن صلاحياتهم وقراراتهم القادمة من الغرب ليعودوا إلى مجلس الشورى؟ إنها من لوازم الديكور العالمي الجديد.
ما يسمى بالنظام العالمي الجديد الكل أصبح يعرف أنه كذبة أميركية تبغي من ورائها تغطية تفردها بإرادة العالم. وكذلك هي جميع الأكاذيب الواردة في الجعبة الأميركية. فالأسماء ما هي إلا أقنعة زائفة لواقع زائف