الوضع الدولي: رؤية مستقبلية
2008/12/02م
المقالات
1,780 زيارة
الوضع الدولي: رؤية مستقبلية
قد يأخذ الموقف الدولي شكلاً أحادي القطب، وذلك بانفراد دولة واحدة بعناصر القوة والنفوذ نتيجة التمركز الشديد لديها للموارد والإمكانات، على شكل يجعلها دولة متفوقة بكل مقاييس عصرها ومتربعة على قمة الشكل الهرمي كقوة دولية واحدة تستطيع وبحكم إمكاناتها ومكانتها ممارسة تأثيرها أو فرض إرادتها على الآخرين. وهذه السمة أو الخاصية المتمثلة بالاحتكار والتفرد آتية أساساً من غياب أو عدم وجود قوة دولية أخرى يمكن أن تلعب دور القوة المتوازنة التي تحد من تطلعات تلك القطبية المنفردة.
في عصرنا الراهن تحاول الولايات المتحدة الأميركية أن تجسد نموذج القطب الأحادي، حيث تتفرد تقريباً، وبحكم مقومات قدراتها العسكرية والسياسية والتكنولوجية، بالتربع على الشكل الهرمي بعد تفسخ الاتحاد السوفياتي، ومع ذلك فان حالة التفرد والزعامة الأميركية هي حالة استثنائية انتقالية، إذ إن المستقبل يؤشر على قوى صاعدة؛ لأن هناك عدداً من القواعد في السياسة الدولية تشهد انهياراً تدريجياً لتفسح المجال لأخرى جديدة، وتحمل في طياتها تغييراً ربما يصعب على الكثير رصدها وتحليل نتائجها على المدى البعيد، وهذا ما يجعل الوضع الدولي أكثر تعقيداً ويقود إلى تصاعد القوى. فحلف الناتو في عالم اليوم وفي ضوء التحولات الدولية وبروز أهمية القوة الكامنة في الاقتصاد والتكنولوجيا، وبالرغم من زوال الخصم حلف وارسو، فإن حلف الناتو محكوم بالبقاء لتنسيق العلاقات بين دوله وتنظيم تسلحها وتفادي عودتها الى بناء جيوش كل دولة من جهتها، ولتعزيز المظلة الأمنية الأميركية لأوروبا ومن ردع أي تهديد تتعرض له دول الحلف من قبل روسيا أو غيرها، وفيه محافظة الأميركيين على مكسبهم الأساسي المتمثل بوجودهم في أوروبا ودورهم الفاعل في قرارتها على مختلف الصعد. فالولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق الأهداف من منع ظهور قوة تكون نداً لها، وتأكيد العولمة بكل أبعادها، والسيطرة على مناطق الطاقة، ودعم القوى الخادمة لمصالحها.
وتوحي التوجهات الروسية إلى اعتبار التنمية الاقتصادية المستمرة أساس كل المصالح القومية الروسية، ودعم مركز روسيا بوصفها قوة عظمى، والتمركز مع دول الكومنولث الروسي مستقبلاً، واعتبار توسع حلف الناتو خطراً على الأمن القومي الروسي، وردع العدوان على روسيا أو أحد حلفائها.
إن العالم اليوم متجه إلى أزمة كبرى منها تنامي التوجهات العسكرية بموازاة التوجهات الاقتصادية. والمرشح أن تكون مناطق البترول ابتداءً من الخليج إلى حوض قزوين وبحر الصين هي أكثر المناطق توتراًَ في المستقبل القريب. وهذا كله يؤذن بقرب انتهاء عصر القطبية الأحادية، ويمكن ملاحظة ذلك أيضاً من خلال المد اليساري المتصاعد في أميركا اللاتينية ودول الموز والعديد من دول القارة السائرة في الحراك النقيض لهيمنة الولايات المتحدة. كما يتجلى في النمو السالب وحقيبة الأزمات الاقتصادية والمجتمعية في الولايات المتحدة بالرغم من انتصارها في الحرب الباردة. تبدو الولايات المتحدة اليوم وكأنها تخسر الإنتاجية بالجملة من حيث تراجع حصة الولايات المتحدة من إجمالي الناتج العالمي من 50% عند انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى 23% في الوقت الراهن، أما الناتج الياباني عام 1951م كان يساوي 5% ووصل عام 1996م إلى 67%. وطبقاً للمفاهيم الاقتصادية، فإن تراجع معدل النمو الاقتصادي لدولة عظمى بمعدل 1% لمدة قرن سيؤدي إلى تحولها إلى دولة متوسطة القوة، فما القول بهذا التراجع الكبير للولايات المتحدة الأميركية؟ علاوة على تزايد أزمة الاقتصاد الأميركي من التسعينات إلى الوقت الحاضر عبر جملة من المؤشرات، فإن الولايات المتحدة تستهلك أكثر مما تنتج وتستورد أكثر مما تصدر، وقد سجلت أعلى حالات الإفلاس في كل تاريخها المعاصر، إذ شهدت أكثر من 700 ألف حالة إفلاس. وقد وصف يوم الأحد 14/9/2008م باليوم الأسود حيث انهار رابع أكبر البنوك الاستثمارية ليمان براذرز، وعصفت الأعاصير المالية بالنظام المالي لديها، وازدادت المخاوف من انهيار أكبر شركات التأمين عالمياً (إيه أي جي) ثم إن العجز التجاري المتوقع في الموازنة الأميركية سيصل عام 2015م إلى 11 تريليون دولار. وأصبحت سرعة الإنتاجية تقل ثلاث مرات عن مثيلاتها في اليابان، ومرتين عنها في أوروبا الغربية. وتراجعت نسبة العلميين والفنيين لديها، فهناك 55 فنياً وباحثاً لكل ألف من السكان الأميركيين، مقابل 129 في كل من السويد وهولندا، و257 في كندا، و317 في اليابان، إلى جانب أكثر من 10 مليون شخص عاطل عن العمل ( 8% من القوة العاملة )، كما تراجعت إلى الدولة رقم 13 من حيث الإنفاق على الصحة، والدولة رقم 17 من حيث الإنفاق على التعليم، وتستهلك 80% من إجمالي المخدرات في العالم. وفي هذا السياق يقول هوبسبوم قد تسقط الولايات المتحدة لأسباب داخلية، وإن النمو السالب المزمن في ميزانها التجاري أي أنها لا توفر لباقي العالم الأموال اللازمة لدفع التوسع الرأسمالي قدماً مما يضمن شروط إعادة إنتاج هيمنتها، وهو يختلف عن وضع بريطانيا في القرن التاسع عشر حيث كانت الأخيرة تصدر أموالاًَ للعالم كله في ظل وجود فائض هيكلي للميزان التجاري البريطاني، أما الولايات المتحدة فهي أكبر مستورد للأموال، ومن ثم أصبحت مجتمعاً طفيلياً يمتص النصيب الأعظم من الفائض المنتَج، وهناك الكثير في الحقيبة عن الشأن الأميركي داخلياً. أما في الخارج الأميركي فهناك الدول الصاعدة التي تبحث عن الدرج الأول في رسم الخريطة الدولية أو أن يكون لها مقعد في الدرج الثاني أو الثالث في سلم الأقطاب الدولي، ويمكن القول إن أميركا تنـزف دماً من كل مساماتها.
إن الولايات المتحدة التي ترنو نحو التفرد من خلال التفكك في أوصال الاتحاد السوفياتي، ومن خلال أحداث 11 من سبتمبر 2001م والتي تمثل محطة مهمة في تاريخ العلاقات الدولية حيث كانت لحظة كاشفة، بمعنى أن السياسة الخارجية الأميركية لم تكن في الواقع جديدة، فقد كانت أسس هذه السياسة قائمة بالفعل، وكل ما فعلته أحداث 11 سبتمبر أنها عرت واقع تلك السياسة، وقدمتها في صورتها الحقيقية خالية من اللمسات ومحاولات التجميل الزائفة كسياسة تنـزع بشدة نحو الهيمنة على مقدرات عالم ما بعد الحرب الباردة، ولقد غدت مخططات الإدارة الأميركية مكشوفة، وأصبح من الصعب عليها تمريرها دون تنازلات تقدمها في مواقع معينة من مواقع تأثيرها، وهذا يؤدي تدريجياً إلى تراجعها، ومن ثم إلى خسارتها لوقتها وتقوقعها في محيط معين لن تتمكن من الخروج منه. وذلك من قبل محاولتها تحويل روسيا إلى دولة نفطية تدور في فلكها، حيث نشبت المعركة بالسيطرة على شركة النفط الروسية العملاقة «يوكوس» التي كانت تتحول بسرعة إلى ثالث أو رابع أكبر شركة بترول في العالم، ويرأسها اليهودي من أصل روسي ميخائيل خودوروفسكي الذي كان وثيق الارتباط بالدوائر الغربية وعلى الأخص بديك تشيني وبيل غيتس. وفي قمة نفطية روسية أميركية عقدت في هيوستن (ولاية تكساس) في أواخر 2002م تم الاتفاق على بناء خط أنابيب يمتد من حقول النفط الروسي من غرب سيبيريا إلى ميرمانسك لشحنها بسهولة إلى الولايات المتحدة ولتحرير النفط الروسي من سيطرة الكرملين ونقله للسيطرة الأميركية، ولكن سرعان ما تم إيقافه بعد إلغاء واشنطن معاهدة (آي بي أم) وإنزالها القبعات الخضر في جورجيا، ووضع خودوروفسكي في السجن حيث تبددت أحلام تشيني بالسيطرة على النفط الروسي بعد أن ألغى بوتين مشروع ميرمانسك. وقد عملت الولايات المتحدة على قضم أفنية روسيا الاتحادية، وحاولت التحكم بالقرار الروسي، وأرادت إقامة بيادق سياسية تابعه لها، وإحكام المقبض على المحابس الاقتصادية، ولكن روسيا أطلقت إشارات قوية في وجه الناتو بأن موسكو ليست على استعداد للتخلي عن سيطرتها على منطقة القوقاز الغنية بالنفط، فالمقصود ليست جورجيا نفسها التي لا تحتوي على أي مخزون استراتيجي، بل أنابيب نفط وغاز بنتها شركات أوروبية أميركية لنقل النفط بعيداً عن مخالب الدب الروسي إلى أسواق الغرب. حيث وصفتها الولايات المتحدة بأنابيب السلام، إلا أن موسكو وصفتها بأنابيب الحرب، والمقصود في النهاية ليس وضع اليد على نفط قزوين فحسب، وإنما على المنطقه كلها تمهيداً لإحكام الحصار على روسيا ودفعها إلى الاختناق بأنفاسها، ومن التحديات الجيوسياسية على مسرح روسيا الغربي الحيوي وعلى الحديقة الخلفية للصين التمدد التوسعي لحلف الناتو شرقاً مما دفع الطرفين إلى الدعوة إلى عالم متعدد الأقطاب. فالمواجهة في القوقاز أبعد من أوسيتيا الجنوبية، وهي مواجهة ستحسم في النهاية مستقبل الدور الروسي على الساحة الآسيوية الأوروبية وكذلك مستقبل الدور الأمريكي. ومن الإشارات التي أطلقتها روسيا تبديد أحلام من اتهموا روسيا بأنها أصبحت في خبر كان عندما كانت اللاعب الثاني في كثير من الأحيان واللاعب الأول في أحيان أخرى قبل أن ينفرط عقد الاتحاد السوفياتي لتنفرد الولايات المتحدة بسائر ساحة الملعب الدولي، وتجاوز الناتو الخطوط الحمراء الروسية وآخرها استقلال كوسوفو رغم أنف روسيا، ومن هنا خططت روسيا لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد عبر تلقين حليف أميركا ساكاشفيلي درساً بسوط من حديد، وانتهاز الفرصة المناسبة لردع حلفاء أميركا في جورجيا وأوكرانيا لتقول لهم إن روسيا هي القوة الأكبر والوحيدة في المنطقة برضا الأميركيين أو بغير رضاهم، وانتهاز فرصة أن إدارة بوش تعيش أقصى حالات ضعفها وعجزها نتيجة تورطها في العراق وأفغانستان حيث أفقدها ذلك القدرة على المبادرة والتحرك، فمن شاهد بوش من على شاشات التلفاز يوم أحداث القوقاز لاحظ الوهن ظاهراً عليه ووجهه شاحب اللون وقد نقص وزنه أي وزن أميركا. لقد بدأت أوراق كثيرة للولايات المتحدة بالاحتراق الواحدة تلو الأخرى، فلا يمكن للقطبية الأحادية أن تعيش طويلاً؛ لأنه ليس بالإمكان تصور نظام كلي للهيمنة من قبل طرف واحد في العالم ولفترة طويلة، وتبقى مجموعة حقائق لا يمكن إسقاطها من المواجهة الأخيرة؛ لأن من يربح القوقاز يسيطر على الورقة الأوراسية بكاملها. في نهاية المطاف أرسلت إدارة بوش في حربها على ما يسمى الإرهاب فريق القبعات الخضراء الأميركية الشهيرة إلى جورجيا في مقاطعة بانكيس جورج بحجة تواجد عناصر القاعدة، مع أن الهدف من هذا الإرسال تدريب جيش جورجي قوي موالٍ لواشنطن يضمن سلامة خط الأنابيب الذي يمر من جنوبها، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام قرار توسيع الحلف في اتجاه أوكرانيا وجورجيا. وموسكو لن ترد على طريقة طفل صغير تعرض للضرب في المدرسة فاكتفى بالذهاب إلى قاعة الصف باكياً» وكتب غورباتشوف في صحيفة روسيكايا جازيتا (لم نترك بعد الماضي خلفنا، فقبضته المميتة يمكن الإحساس بها» وقال أحد أركان الحكم في روسيا: إن الولايات المتحدة تريد أن تفرض قوتها على الجميع، وأن تحول كل دول العالم بما فيها روسيا إلى تابع ومصدر للطاقة، وأن واشنطن أوجدت طوقاً معادياً لروسيا من الدول المتحالفة مع الغرب يمتد من البلطيق إلى بحر قزوين تقريباً، حيث وصفت صحيفة برافدا، أكثر الصحف اليومية مبيعاً في روسيا، اجتماع تشيني بأوكرانيا وجورجيا ومولدوفيا في العاصمة الليتوانية فيلينوس والتي تم فيها تلوين الدول التي اجتمعت بحصار أرجواني يفصل روسيا عن باقي أوروبا مثلما حدث في يالطا عام 1945م عندما أعيد رسم خارطة أوروبا، ولهذا أخذت روسيا بتعزيز الدور السياسي والاقتصادي والعسكري لمنظمة شنغهاي والتي تغطي 80% من أراضي قارتي أوراسيا، وتمتلك مخزون هائل من النفط والغاز ومن المواد الخام المتراكمة ومن المساحات الزراعية الواسعة، وفيها أكبر محطة نووية في آسيا حيث وصف البعض منظمة شنغهاي بأنها ناتو آسيا، وأن روسيا تريد الإفادة من إنهاك الناتو في أفغانستان والعراق من أجل تغيير قواعد اللعبة في القوقاز وآسيا الوسطى، وخاصة بعد فيضان الحقيبة المالية الروسية والحقيبة الذرية، يظهر أن روسيا جادة بالإمساك بالأوراق بالجملة وركمها في سلة واحدة، وأن تحمي أفنيتها والفضاء السوفياتي السابق، وهذا يعتمد على التنامي الصاعد لروسيا وعلى تراجع الولايات المتحدة في أعمدة بقائها. فإدارة بوش التي تريد وضع اللمسات الأخيرة على خطة السيطرة على نفط العالم كله، من خلال الفرصة التي سنحت لها سابقاً من التمدد شرقاً، من قضم أوروبا الشرقية ودول البلطيق، ومن تثبيت قوائمها في القوقاز وآسيا الوسطى عندما كانت روسيا عاجزة عن إخماد حريق الشيشان، فقد أخذ التمدد الأميركي يتآكل تدريجياً وخاصة في الفضاء السوفياتي السابق مع جدية روسيا أن تبقى الأفنية روسية، فالعودة إلى القطبية الثنائية سابق لأوانه، ولكن الدول الصاعدة تريد أن يكون لها بصمات دولية، ويساعدها في ذلك التآكل التدريجي الذي ينتاب الولايات المتحدة على صعد كثيرة في الشأن الداخلي كما ذكرنا. وحسب تود صاحب كتاب «ما بعد الإمبراطورية: دراسة تفكك الولايات المتحدة» والذي أشار إلى انهيارها، وتنبأ بتفكك الاتحاد السوفياتي قبل عشر سنوات من انهياره، وهو يعتبر أن الولايات المتحدة غير قادرة على أن تعيش على إنتاجها وحده إذا شاءت الاحتفاظ بنفس مستوى المعيشة الآخذ بالتدهور، وأنه مع ازدياد التنافس في أوراسيا ستنخفض وتتوقف التدفقات المادية والمالية التي تغذي أميركا اليوم مما سيجعل منها دولة مثل غيرها من الأمم. هذا ولا يعني من عرض ما تقدم التهوين من قدرات الولايات المتحدة وقوتها، إلا أنه يعني بوضوح أن المشروع الأميركي على المدى المستقبلي يقف على أرضية اقتصادية واجتماعية رخوة، وهي تتجه يوماً بعد يوم لتصبح أكثر هشاشة، يبدو أن العالم على درجة من التعقيد بما لا يسمح بسيطرة دولة واحدة، ولا ننسين أن الولايات المتحدة، وباستثناء التفوق العسكري، مرتهنة لموارد نقص، ومع أن اقتصادها ضخم إلا أنه يتضاءل، وأن معظم قوتها السياسية عام 2002م و2003م خلال الهجمة على أفغانستان والعراق قد ضحت بها، وأن الإمساك بتلابيب القوى الصاعدة قد تآكلت وعليه فإنها لن يمكنها الاستمرار في امتلاك القدرة على جعل العالم يستقر تحت جناحها مهما امتلكت من أسباب القوة.
إن دولة الاسلام قادمةٌ بإذن الله تعالى لإعادة دورها في السياسة الدولية لإنقاذ البشرية من أنياب الغرب الحاقد، وقلع مخالب الدب الروسي، ومن سحق التنين الصيني الجاثم على قسم لابأس به من بلاد المسلمين، ومن ثقب أعين الفيل الهندي الذي تجرأ على مسلمي السند والهند (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء].
قال تعالى: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [يوسف 21].
الأستاذ كامل ثوابتة
2008-12-02