يا رَبِّ رحمتك
2008/11/01م
المقالات
1,674 زيارة
يا رَبِّ رحمتك
لازلنا يا رب نشهد انتقال الرعيل الأول إلى جوارك، الواحد تلو الآخر. ومع أن هذا نعمة منك وفضل، حيث إنهم يَلْقَون الأحبة، محمداً وصحبه، ولكننا كنا نحب أن يشهدوا حصاد سنابل الخير الذي زرعوا، وينعموا بثمار الغراس الطيب الذي غرسوا، ومع ذلك فلا نقول إلا أن الخير في ما اخترته سبحانك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لا زلنا يا رب نسير في درب صعب، مغطىً بالأشواك، يحيط به الظالمون، ومع ذلك فإننا نَجِدُّ ونجتهد بإذنك يا رب لتمهيد الطريق، غير مبالين بالدماء التي تسيل من أيدينا نتيجة قلع الأشواك، وكذلك فإننا نقف بقوة في وجه الظالمين لإزاحة ظلمهم، وإنهاض الأمة وإسعادها، دون أن نخشى بطش الظالمين ولا أذاهم ولا حتى الاستشهاد في زنازينهم… إننا يا رب كالشموع التي تحترق لنضيء الظلام بنور الإسلام، ولنعم أجر العاملين.
لا زلنا يا رب نرى الأحبة ينتقلون إلى الرفيق الأعلى دون أن نتمكن من وداعهم الوداع الأخير، فقد توفي أبي رحمه الله وأنا في أحد سجون الظالمين، ثم لحقته أمي رحمها الله وأنا في سجن آخر من سجون الظالمين، ومن بعدُ توفي أخي الأكبر رحمه الله وأنا بعيد عنه غريب، ثم ها هو أخي وعمي وعزيزي ينتقل إلى جوارك وأنا كذلك بعيد عنه غريب، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي الختام فإنك أمرتنا يا رب بالدعاء ووعدتنا بالإجابة، وأنت سبحانك لا تخلف الميعاد، فاللهم لا تشمت بنا الأعداء، ولا تمكنهم من أن يسخروا منا قائلين: إن دعاة الخلافة يعملون عملاً لا طائل من ورائه، فقد طال عليهم العمر وخلافتهم لم تقم بعد!، اللهم فعجل لنا نصرك العظيم، وافتح علينا الفتح المبين، فنصدع بالخلافة في وجه الظالمين، ونحن نحمل اللواء بيد والراية باليد الأخرى، ونصرخ في وجوههم مرددين: قل موتوا بغيظكم، فإن تكونوا سخرتم منا دون وجه حق، فإننا نسخر منكم بحق، وأنتم في الأذلين، اللهم يا رب آمين.
وخاتمة الختام، فإننا ندعوك يا رب أن لا يُقبض بعد اليوم أحد من الرعيل الأوَّل
إلا في ظل الخلافة القائمة بإذنك في القريب المُعجَّل.
رحم الله فقيدنا وعزيزنا، أحد العلماء الأعلام، فقيدنا وفقيد المسلمين، أبا غازي، وحشره الله سبحانه مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
عبدك يا رب
الراجي عفوك ونصرك
2008-11-01