تركيا: خذوا الحجاب واتركوا العلمانية كاملة
2007/10/25م
المقالات
1,482 زيارة
تركيا: خذوا الحجاب واتركوا العلمانية كاملة
– انشغلت وسائل الإعلام الناطقة بالعربية، والإعلام العالمي بوصول عبد الله غول إلى رئاسة تركيا لكون حزبه( العدالة والتنمية) حسبوه ضمن الأحزاب الإسلامية، والذي شغل الإعلام أكثر هو حجاب زوجة الرئيس، هل يُسمح لهذا الحجاب بدخول قصر الرئاسة (الأتاتوركي)؟ وهل يظهر ذلك الحجاب في الاحتفالات الرسمية أم لا؟ وهل يجلس على كرسي (أتاتورك) اليهودي العلماني ومؤسس العلمانية؟
– كأن لسان حالهم يقول: خذوا حجاباً واحداً واتركوا العلمانية كاملة، بل عليكم ان تقسموا على احترام علمانية (أتاتورك) كاملة معافاة كما تركها الصنم الأكبر قبل أن يُقبر.خذوا القشور واتركوا الُّلب، اجلسوا على كرسي (أتاتورك) واتركوا جيشه الذي تآمر على الأمة الإسلامية بكاملها، واتركوا ماسون (أتاتورك)، ودونمة (أتاتورك)، وحزب (أتاتورك)، وكل إرثه السيئ.
– إياكم أن تغيروا دستور (أتاتورك)، وإياكم أن تجمعوا بين الدين والدولة، أو أن تُدخلوا مادة واحدة في الدستور من الإسلام، إياكم أن تتجهوا شرقاً نحو أمتكم، بل توجهوا نحو الغرب، نحو الاتحاد الأوروبي ، نحو الأسياد الألدّاء للأمة، إياكم أن تعيدوا الحرف العربي ولا اللغة العربية، إياكم والمناداة بتطبيق شرع الله، أو إقامة دولة إسلامية، واقمعوا كل من ينادي بذلك!!
– هذا الكلام لن يعجب بعض العاطفيين السطحيين، الذين يصدقون، الذين يقبلون بفتات الموائد وهم يظنون أنهم يخدمون الإسلام عبر” مقولة خذ وطالب ” أو من يظنون أن الدول تسرق سرقة دون أن يحسّ حماتها بذلك. إن عسكر (أتاتورك) ليسوا نياماً أيها القوم، وحينما يشعرون بأقل خطر على علمانيتهم فهم على جُهوزيّة تامة لكي يجهزوا على كل منجزاتكم السطحية.
– إن وصول الأشخاص لا يعني وصول المبادئ معهم، وشتان ما بين وصول الشخص إلى كرسي الرئاسة، وبين وصول الإسلام عقيدة ونظاماً ومنهج حياة، أما إذا كان هذا الواصل يدّعي أن وصوله يعني وصول الإسلام فتلك هي الطّامّة الكبرى، وخير دليل على هذا الكلام ما حصل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة، حينما عرض علبه سادة قريش أن يترك دعوته مقابل أن يسوّدوه عليهم (أي الوصول إلى الكرسي)، كان ردّه حاسماً حازماً،وقال قولته المشهورة التي يعرفها غالبية المسلمين “والله يا عمّاه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه”.
2007-10-25