استطلاع للرأي
يكشف عن تأييد ساحق للخلافة
في العالم الإسلامي
نتائج مذهلة وردت في استطلاع للرأي تم نشره في نيسان / إبريل 2007م، وقد قام به مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، حيث أكد نتائج أبحاث سابقة عن الموضوع نفسه. وقد تم إجراء هذا الاستطلاع في أربع دول كبرى في العالم الإسلامي ( المغرب ومصر وإندونيسيا والباكستان) ليظهر بشكل كاسح النتائج الآتية:
-
تأييد تطبيق الشريعة الإسلامية في العالم الإسلامي.
-
الوحدة مع البلدان الأخرى تحت راية خليفة واحد أو خلافة.
-
رفض الاحتلال الأجنبي وسياسات الدول الغربية بشكل عام.
-
رفض إدخال القيم الغربية إلى دول العالم الإسلامي.
-
رفض استخدام العنف ضد المدنيين.
وكانت نسبة الإجماع على هذه الأفكار قد تجاوزت 75% في بعض القضايا.
ما الذي نفهمه من هذا الاستطلاع؟
-
إنه يظهر الرؤية الحقيقة للشرع الإسلامي
-
إنه يدحض كل الآراء الباطلة حول الإسلام السياسي والعنف.
-
إنه يظهر أن آراء أولئك الذين شنوا حربا دولية على الإرهاب هي آراء خطيرة على العالم أجمع، ومضللة لشعوبهم أيضا.
-
إنه يثبت ضرورة تغير سياسات الغرب في تعاملها مع العالم الإسلامي.
-
إنه يثبت أن الخلافة أصبح لها صدى واسع في العالم الإسلامي ، وإنه يجب على القادة في العالم الإسلامي إدراك أفكارها جيدا
-
إنه يظهر الرؤية الحقيقية للشرع الإسلامي.
لقد ذكر توني بلير في العديد من خطاباته أن العالم الإسلامي لا يحتاج لأن يختار بين الدكتاتورية أو ثيوقراطية نظام طالبان، بل راح يحث العالم الإسلامي على المشاركة بالقيم العالمية للديمقراطية والحرية الغربية.
صحيح أن الناس يمقتون الدكتاتورية والاحتلال والفساد، ولكن غير الصحيح أن المسلمين يشعرون أن الطريقة الوحيدة للخلاص من ذلك هي باختيار أنظمة وقادة من أمثال بوش وبلير وغيرهم.
إن المسلمين يرون أن تحكيم الشريعة يحفظ لهم السلطة في اختيار الحاكم المناسب، ويعطيهم الحق في محاسبة الحاكم، ويرون أن الشريعة والخلافة سوف تحررهم من الدكتاتورية والاحتلال والفساد، وأنها نظام نابع من عقيدتهم وقيمهم وينسجم مع تاريخهم.
-
أنه يدحض كل الآراء الباطلة حول الإسلام السياسي والعنف.
إن المتشددين في الغرب يرون أن هناك إرثا متصلا بين الإسلام السياسي والعنف ، وأن الإسلام هو المنشيء له، وهذا الاستطلاع للرأي يثبت كذب هذا الادعاء ، ذلك أن المسلمين في العالم الإسلامي يريدون الإسلام، ولكنهم لا يرون أن العنف السياسي هو الطريق لتحقيقه. والحقيقة ، إن أفكار عودة الإسلام والخلافة في العالم الإسلامي قد انتشرت بالطريقة السياسية ، وإن حزب التحرير يقود هذا الصراع اليوم لتطبيق الإسلام واستئناف الخلافة بأسلوب العمل السياسي.
-
يظهر أن آراء أولئك الذين شنوا حربا دولية على الإرهاب هي آراء خطيرة على العالم أجمع، ومضللة لشعوبهم أيضا.
إن بوش وبلير وديك تشيني وجون ريد وبوتين وغيرهم قد هاجموا مبدأ أي إنسان يعمل للخلافة وتطبيق الشريعة في العالم الإسلامي، يقول بوش عندما يتكلم عمن يشتركون مع ” القاعدة” في مبادئهم: ” إنهم يأملون بتأسيس مثالية عنف سياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي يسمونها خلافة، والتي تحكمهم جميعا بمبدأ الكراهية”، أما توني بلير بعد الهجوم على لندن في 7/7 فإنه يقول: ” على بريطانيا أن تواجه ” مبدأ الشيطان” ، ويعرفه بقوله أفكارهم البربرية والتي تتضمن إقامة دولة مستمدة من دولة طالبان وتحكيم الشريعة في العالم العربي، والتي يحكمها خليفة واحد لكل الأمم الإسلامية”.
أما تشارلز كلارك عندما كان وزير الداخلية في 2005م في بريطانيا قدم خطابا في جناح اليمين ” المحافظين الجدد” والمفكرين في مؤسسة هيرتج في الولايات المتحدة قائلا عن العالم الإسلامي: ” إن المحرك للناس هو الأفكار، وأنه بخلاف أفكار التحرر التي سادت قبيل الحرب العالمية الثانية، فإنها لم تكن أفكارا كالاستقلال عن الاستعمار، والتساوي بين جميع المواطنين بغض النظر عن العرف أو الدين، وكذلك حرية التغيير من غير قمع أو استبداد، مثل تلك الطموحات كان يمكن التفاوض معها في العديد من الحالات ، أما الدعوة إلى إعادة الخلافة وتطبيق الشريعة فإنه لا يمكن التفاوض مها بحال”ز
إنهم يحاولون إقناع الناس في بلادهم أن هذه الأفكار يحملها شرذمة صغيرة من المسلمين، وأن أغلب المسلمين يرفضون أفكار الشريعة والخلافة وأي مظهر للإسلام السياسي، وأنها أفكار خداعة للناس لتجعلهم يؤمنون أن حل مشاكل العالم الإسلامي تكون عن طريق تدمير بعض الجماعات، أو حظر جماعات أخرى، أو تغيير بعض الأنظمة.
والحقيقة إن الإسلام والشريعة والخلافة في مجملها أفكار سياسية، ولذلك فإن الحرب التي شنها أولئك السياسيون هي حرب ضد أفكار تحملها الغالبية العظمى في العالم الإسلامي، أفكار يرى الناس أنها سوف تحررهم من الأنظمة الاستبدادية والتبعية الاقتصادية والعبودية السياسية، إنهم يستخفون بشعوبهم بالقول الكاذب إن هذه حرب يمكن أن نربحها ، إنهم يقولونها لتكون حربا طويلة الأمد ، فإذا حاولوا أن يحاربوا أفكار ما يقارب المليار ونصف المليار مسلم فإنها ستكون حربا بلا نهاية.
-
يثبت ضرورة تغير سياسات الغرب في تعاملها مع العالم الإسلامي.
يقول روبن كوك بعد انتهاء الحرب الأخيرة على العراق ” إن التحدي بالنسبة للغرب أنه عليه أن يغير سياسته مع العالم الإسلامي” ويعني ذلك أنه أدرك أن طريقة الاستعمار لم تعد تجدي نفعا، والحقيقة المؤلمة أن بوش وبلير يستعيضون عن الاستعمار بأسلوب دعم الدكتاتوريات أو الاحتلال المباشر.
والمؤسف أيضا أن أشخاصا مثل ديفيد كاميرون ومجموعة صغيرة من مستشاريه يتفقون مع هذا الرأي.
إن راي غولدن براون يشبه آراء لجنة دراسة العراق الأميركية والتي يرى أن سياسة التدخل في العالم الإسلامي لمنع انتشار أفكار الإسلام السياسي هي سياسة ضرورية ، ويبقى الخيار العسكري الخيار الأخير.
إن من بوادر الخير أن الغالبية العظمى في بريطانيا وأوروبا وأميركا كانت ضد الحرب على العراق، ولا تدعم أولئك السياسيين الداعين إلى التدخل والاجتياح، إنهم كذلك يشكون بجدوى الجدل الدائر حول التدخل من أجل التحرير، ويرون أنها حجة واهية لتحقيق أغراض مادية . كما أنهم يشكون بفكرة تسويق الخوف من تهديد الإرهابيين حتى في القضايا المتعلقة بحفظ الأمن الداخلي، فإن السياسات الخارجية تزيد الأمور تعقيدا، إنهم يدركون عظم الغضب المتصاعد في العالم الإسلامي، وإن تدمير مجتمعات مدنية لن يجعل العالم أكثر أمنا.
-
يثبت أن الخلافة أصبح لها صدى واسع في العالم الإسلامي، وأنه يجب على القادة في العالم الإسلامي إدراك أفكارها جيدا.
علاوة على كل ذلك، فإن هذه الدراسة تعكس بروز أفكار عودة الخلافة كمطلب عام، وتثبت أن الغالبية العظمى من المسلمين تريد أن تعيش حسب أحكام الشريعة، وتثبت أيضا أن الغرب قد خسر معركة الأفكار، وأن المسلمين قد ربحوا معركة القلوب والعقول.
هذه الدراسة تظهر أن هناك حاجة ملحة لأن يدرك الناس هذه الأفكار ولا سيما أولئك الذين يعيشون في الغرب، والذين حملوا تلك الأكاذيب والمغالطات من سياسييهم.
لا يوجد الآن أصوات مضادة لتلك الحكومات التي تكذب على شعوبها بما يخص العالم الإسلامي، ولذلك فإن على الجاليات المسلمة حملا عظيما حتى تظهر أن الإسلام هو الحل والبديل في العالم الإسلامي.
هذا ويمكن تبيان الاستطلاع كالآتي : تأييد تطبيق الإسلام والشريعة والخلافة في البلاد الإسلامية
مراكش 76%، مصر74%، الباكستان 79%، اندونيسيا 53%
القضايا الأساسية في الاستطلاع
تسليط الضوء على الأسلمة وأثر الثقافة الغربية عليها.
غالبية المشاركين في الاستطلاع عبروا بشكل قوي عن توسع أثر الإسلام في بلادهم – بما يتفق مع أهداف القاعدة – كما عبروا بشكل صريح عن ضرورة إقصاء أثر الثقافة الغربية ، كما عبرت جموع غفيرة في العالم الإسلامي عن رغبتها بتطبيق الشريعة بشكل صارم، وإبعاد الأفكار والقيم الغربية عن مجتمعاتهم ، وكذلك إلى وحدة الدول الإسلامية في دولة إسلامية واحدة ، وبالمقابل فإن الغالبية في كل البلدان ترى أن زيادة التواصل بين دول العالم من خلال التجارة والاتصالات هو أمر إيجابي ، ويدعم فكرة الديمقراطية وحرية الأديان، كما أن جمهور الناس يرفضون فكرة الصراع بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية ، وأن هناك إمكانية لإيجاد عوامل مشتركة.
الاعتداء على المدنيين بشكل عام
الغالية في كل البلدان ترفض العنف ضد المدنيين لتحقيق أغراض سياسية، وترى أنها مناقضة للإسلام إن الاعتداء على المدنيين مؤثر بشكل سلبي جدا ، وأن الدوافع السياسية للاعتداء على المدنيين والبنى التحتية مرفوضة وغير مبررة.
الاعتداء على المدنيين من الأميركيين والأوروبيين
بالاتفاق مع المبدأ القاضي بعدم جواز الاعتداء على المدنيين ، وبالعكس من ذلك وهو تأييد الهجوم على القوات الأميركية المحتلة ، فإن الغالبية في العالم الإسلامي ترفض الاعتداء على المدنيين في الولايات المتحدة أو أوروبا ، ومثل ذلك أيضا رفض الاعتداء على العاملين في الشركات الأميركية في العالم الإسلامي وفي جميع الحالات كان الشعب المصري أكثر الرافضين بينما الشعب الباكستاني أقل الرافضين لذلك الاعتداء.
السياسات الخارجية والاحتلال:
الغالبية العظمى في كل البلدان الإسلامية تحمل صورة سلبية عن الحكومة الأميركية، وأن الولايات المتحدة تبدو وكأن لديها تأثيرا غير مسبوق في مجريات الأحداث في العالم، وكذلك ترى الغالبية أنها تتحكم بأغلب أو كل ما يحدث حول العالم.
فهم أهداف السياسات الخارجية للولايات المتحدة فيما يتعلق بالعالم الإسلامي:
إن الغالبية العظمى تؤمن أن الولايات المتحدة تعمل على تدمير الإسلام، وأنها تريد فصل النصارى عن المسلمين في المنطقة، وهناك نسبة مساوية أيضا ترى أن أهداف أميركا في المنطقة هي السيطرة على منابع البترول، بينما ترى غالبية أن أميركا تحاول منع الهجمات الأرهابية وليس ذلك هو السبب الرئيسي للحرب على الإرهاب.
إخراج القوات الأميركية من العالم الإسلامي:
تؤيد الغالبية العظمى القول بإخراج القواعد العسكرية الأميركية والقوات الأميركية من البلاد الإسلامية. وبالتساوي مع ذلك الرأي ، فإن الغالبية تؤيد الهجمات على القوات الأميركية في العالم الإسلامي ، وبشكل عال في مصر، وانقسام بين الباكستانيين ومخالفة الإندونيسيين لذلك.