ألوان من صناعة الإرهاب الأميركي
2009/09/21م
المقالات
1,604 زيارة
ألوان من صناعة الإرهاب الأميركي
أبو فؤاد – قطر
اتفقت الاستخبارات الأميركية والبريطانية عام 1979م أن الإرهاب هو “استعمال العنف ضد مصالح مدنية لتحقيق أهداف سياسية”، وسنت تشريعات وقوانين لتحديد الأعمال التي يمكن وصفها بالإرهاب، وبيان نوعية الحركات والجماعات والأحزاب التي تمارس الإرهاب، وتعيين الدول التي تدعم الإرهاب، وذلك -على حد زعمهم- من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب وللحد منه. وأصدرت الخارجية الأميركية قائمة دورية للمنظمات الإرهابية والدول التي تدعمها.
وبذلك تستطيع أميركا ملاحقة وضرب كل من تصفه بالإرهاب سواء أكان فرداً أم منظمةً أم حزباً أم دولة. فكان أحد الأسلحة الاستراتيجية التي تستخدمها لإحكام قبضتها على دول العالم.
وهدف أميركا بذلك هو ضرب الإسلام الذي رأت فيه منافساً للرأسمالية ومهدداً لها بالزوال. فأرادت أن تستبق الأحداث وتكوّن رأياً عاماً عالمياً ومحلياً أميركياً لتشويه صورة الإسلام، وضرب الخلافة قبل تكوينها.
ولتحقيق هذا الهدف كان على أميركا أن توجد مثل تلك الأعمال الإرهابية، وتدرب لها عملاء، وتنشئ قسماً لتلك العمليات تابعاً لـ(سي أي إيه)، وتجند ميليشيات من المرتزقة في كل أنحاء العالم. وغني عن القول أن مثل هذه الأعمال والأجهزة بحاجة إلى عملاء كثر، وتخطيط دقيق، وأموال ضخمة للقيام بها.
ولما كانت تلك العمليات تنتهي بعد تنفيذها باستمرار، مثل اختطاف طائرة تي دبليو إيه في بيروت، أو إسقاط طائرة بان أميركان فوق لوكربي، أو تفجير مسجد أو سوق في بغداد، أوتفجير قطار أنفاق في لندن، أو بث فيروس في قطار أنفاق طوكيو… إلخ، كان لا بد من التفكير في آلية تضمن استمراراً ذاتياً لمثل تلك الأعمال، ولا يكون ذلك إلا من خلال أفكار تصنع الإرهاب وتستمر بإنتاجه.
وهذه أمثلة لتلك الأفكار:
– تجنيد مليشيات مرتزقة تابعة لـ(سي أي إيه) مثل بلاك ووتر لتنفيذ أي أعمال قتل وتفجير وتخريب في أي مكان في العالم وإلصاقه بالإسلام.
– إبراز أسماء عربية لجهات وأشخاص توجه لهم التهم، بغض النظر عن صحة الاتهام، للصق تلك الأعمال بالإسلام عن طريق وصمهم بها.
– قيام الـ(سي أي إيه) نفسها بتلك الأعمال، وخصوصاً ما يتطلب سرية تامة ولأهداف خاصة.
– أن تكون مثل هذه الأعمال منتشرة بحيث تطال كل بقاع الأرض.
– استهداف الأماكن التي تولد ثأراً تلقائياً لوجود الأسباب التي تساعد على ذلك مثل اختلاف الأعراق والطوائف والديانات والقوميات إلى غير ذلك، وهذا ما نراه يحدث في العراق بشكل واضح.
– ضرب إسفين بين الأمة والجيش وما يصاحب ذلك من فعل ورد فعل.
– تشجيع وتمويل برامج ثقافية، ومراكز أبحاث فكرية وسياسية، وأفلام سينمائية، وإنشاء وتمويل فضائيات بلغات مختلفة، تركز على نشر أفكار وأعمال تخدم تعريف أميركا للإرهاب.
– اشتراط أميركا والحكومات الغربية للدعم المادي للمنظمات غير الحكومية عبر العالم، بضرورة تركيز هذه المنظمات على إبراز فكرة الإرهاب، وأن هذه المنظمات تعمل لإصلاح ما أفسده الإرهاب، وذلك بعد أن تقوم أميركا بتسويق مفهوم الإرهاب لهم.
– إشاعة حالات الذعر ورفع مستوى الإنذار من حين لآخر بوجود خطر إرهابي، خصوصاً في بلاد الغرب لجلب انتباه الناس وتخويفهم وتذكيرهم بالإرهاب.
– استغلال أي حدث مناسب، غير مخطط له، وتوظيفه ليخدم التعريف الأميركي للإرهاب.
– تأسيس مراكز لمكافحة الإرهاب، وتمويلها وخصوصاً في بلدان العالم الإسلامي.
– إصدار وتطوير قوانين تتعلق بالإرهاب باستمرار، إضافة إلى عقد ندوات ومؤتمرات دولية حول ذلك.
– إخضاع بعض الأحكام الشرعية الإسلامية للنقاش والبحث والتشكيك بها وخاصة الجهاد.
– بث صور ورسومات مسيئة للإسلام والمسلمين بين الحين والآخر من قبل عملاء معينين وتشجيعهم من قبل الآخرين.
– تركيز ساسة العالم بجعل عبارات الإرهاب ومكافحته والحرب عليه لا تخلو من مؤتمر صحفي أو تصريح لرئيس وبشكل مستفز.
– ربط المساعدات المادية لكثير من دول العالم، وخصوصاً الإسلامية منها بما تقدمه من خدمات في الحرب على الإرهاب، فتسارع تلك الدول حتى باختراع إرهاب في مناطقها بغية الحصول على المال.
– منح جوائز دولية لمفكرين عرب ومسلمين ودعمهم بإنشاء مراكز فكرية لهم لولائهم في تبني تعريف أميركا للإرهاب، فيتسابق هؤلاء وباستمرار بالدفاع عن الغرب ومهاجمة الإسلام وربط الإرهاب به، ويصبحون أبواقاً لاميركا في ذلك.
إلى غير ذلك من مثل هذه الأفكار…
فهلاّ تنبه المسلمون إلى ما يخططه الغرب بقيادة أميركا لضرب الإسلام؟ وهلاّ أعلنوها مدوية أن الخلافة هي حامية بيضة المسلمين ومنقذة العالم من إرهاب الرأسمالية المتوحشة؟ وهلاّ أيقن أصحاب القوة والمنعة من جيوش المسلمين أن أميركا هي رأس الإرهاب ومحور الشر فيعلنوا الخلافة ويوقفوا إرهابها؟
قال تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال 30].
2009-09-21