مع القرآن الكريم: سَيُرِيكُمْ آياتهِ
2003/04/20م
المقالات
1,402 زيارة
مع القرآن الكريم:
مع القرآن الكريم: سَيُرِيكُمْ آياتهِ
قال تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر]
أرسل أحد الإخوة القراء ما يلي:
(فـي مقابلة تلفزيونية مع عالم الجيولوجيا المسلم الأستاذ الدكتور/ زغلول النجار، سأله مقدم البرنامج عن هذه الآية (اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر] هل فيها إعجاز قرآني علمي؟ فأجاب الدكتور زغلول قائلاً: هذه الآية لها معي قصة. فمنذ فترة كنت أحاضر في جامعة (كارديف) في غرب بريطانيا، وكان الحضور خليطاً من المسلمين وغير المسلمين، وكان هناك حوار حي للغاية عن الإعجاز العلمي فـي القرآن الكريم، وفـي أثناء هذا الحوار، وقف شاب من المسلمين وقال: سيدي هل ترى فـي قول الحق تبارك وتعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) لمحةً من لمحات الإعجاز العلمي فـي القرآن الكريم؟ فأجابه الدكتور زغلول قائلاً: لا. لأن الإعجاز العلمي يفسره العلم، أما المعجزات فلا يستطيع العلم أن يفسرها، فالمعجزة أمر خارق للعادة فلا تستطيع السنن أن تفسرها. وانشقاق القمر معجزة حدثت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد له بالنبوة والرسالة، والمعجزات الحسية شهادة صدق على من رآها، ولولا ورودها فـي كتاب الله تعالى وفـي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما كان علينا نحن مسلمي هذا العصر أن نؤمن بها ولكننا نؤمن بها لورودها فـي كتاب الله تعالى وفـي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولأن الله تعالى قادر على كل شيء، فهي معجزة نبوية. ثم ساق الدكتور زغلول قصة انشقاق القمر كما وردت فـي كتب السنة فقال: وفـي كتب السنة يُـروى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بخمس سنوات جاءه نفر من قريش وقالوا له: يا محمد إن كنت حقاً نبياً ورسولاً فأتنا بمعجزة تشهد لك بالنبوة والرسالة، فسألهم: ماذا تريدون؟ قالوا: شُـقَّ لنا القمر، على سبيل التعجيز والتحدي. فوقف المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن ينصره فـي هذا الموقف فألهمه ربه تبارك وتعالى أن يشير بإصبعه الشريف إلى القمر، فانشق إلى فلقتين، تباعدتا عن بعضهما البعض لعدة ساعات متصلة، ثم التحمتا. فقال الكفار: سحرنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، لكن بعض العقلاء قالوا إن السحرقد يؤثر على الذين حضروه، لكنه لا يستطيع أن يؤثر على كل الناس، فانتظروا الركبان القادمين من السفر، فسارع الكفار إلى مخارج مكة ينتظرون الركبان القادمين من السفر، فحين قدم أول ركب سألهم الكفار: هل رأيتم شيئاً غريباً حدث لهذا القمر؟ قالوا: نعم، فـي الليلة الفلانية رأينا القمر قد انشق إلى فلقتين تباعدتا عن بعضهما البعض ثم التحمتا. فآمن منهم من آمن وكفر من كفر. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى فـي كتابه العزيز: (اقتربت الساعة وانشق القمر @ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر @ وكذّبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر) [القمر]… إلى آخر الآيات التي نزلت فـي ذلك. فهي قصة واقعية حقيقية ورد ذكرها فـي القرآن الكريم والسنة المطهرة.
يقول الدكتور زغلول: بعد أن أتممت حديثي وقف شاب مسلم بريطاني عرف بنفسه وقال: أنا داوود موسى بيتكوك رئيس الحزب الإسلامي البريطاني، ثم قال: يا سيدي، هل تسمح لي بإضافة؟ قلت له: تفضل.
قال: وأنا أبحث عن الأديان (قبل أن يسلم)، أهداني أحد الطلاب المسلمين ترجمةً لمعاني القرآن الكريم، فشكرته عليها وأخذتها إلى البيت، وحين فتحت هذه الترجمة كانت أول سورة أطلع عليها سورة القمر، وقرأت: (اقتربت الساعة وانشق القمر) ، فقلت: هل يُـعقل هذا الكلام؟ هل يمكن للقمر أن ينشق ثم يلتحم، وأي قوة تستطيع عمل ذلك؟ يقول الرجل: فصدَّتني هذه الآية عن مواصلة القراءة، وانشغلت بأمور الحياة، لكن الله تعالى يعلم مدى إخلاصي فـي البحث عن الحقيقة، فأجلسني ربي أمام التلفاز البريطاني وكان هناك حوار يدور بين معلق بريطاني وثلاثة من علماء الفضاء الأميركيين وكان هذا المذيع يعاتب هؤلاء العلماء على الإنفاق الشديد على رحلات الفضاء، فـي الوقت الذي تمتلئ فيه الأرض بمشكلات الجوع والفقر والمرض والتخلف، وكان يقول: لو أن هذا المال أنفق على عمران الأرض لكان أجدى وأنفع وجلس العلماء الثلاثة يدافعون عن وجهة نظرهم ويقولون: إن هذه التقنية تطبق فـي نواحي كثيرة فـي الحياة، حيث إنها تطبق فـي الطب والصناعة والزراعة، فهذا المال ليس مالاً مهدراً لكنه أعاننا على تطوير تقنيات متقدمة للغاية.
فـي خلال هذا الحوار جاء ذكر رحلة إنزال رجل على سطح القمر باعتبار أنها أكثر رحلات الفضاء كلفةً فقد تكلفت أكثر من مائة ألف مليون دولار؟ فصرخ فيهم المذيع البريطاني وقال: أي سَـفَـهٍ هذا؟
مائة ألف مليون دولار لكي تضعوا العلم الأميركي على سطح القمر؟
فقالوا: لا، لم يكن الهدف وضع العلم الأميركي على سطح القمر. كنا ندرس التركيب الداخلي للقمر، فوجدنا حقيقةً لو أنفقنا أضعاف هذا المال لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد.
فقال لهم: ما هذه الحقيقة؟
قالوا: هذا القمر انشق فـي يوم من الأيام ثم التحم.
قال لهم: كيف عرفتم ذلك؟
قالوا: وجدنا حزاماً من الصخور المتحولة يقطع القمر من سطحه إلى جوفه إلى سطحه، فاستشرنا علماء الأرض وعلماء الجيولوجيا، فقالوا: لا يمكن أن يكون هذا قد حدث إلا إذا كان هذا القمر قد انشق ثم التحم.
يقول الرجل المسلم (رئيس الحزب الإسلامي البريطاني): فقفزت من الكرسي الذي أجلس عليه وقلت: معجزة تحدث لمحمد (صلى الله عليه وسلم) قبل ألف وأربعمائة سنة، يسخر الله تعالى الأميركان لإنفاق أكثر من مائة ألف مليون دولار لإثباتها للمسلمين؟؟؟ لا بد أن يكون هذا الدين حقاً. يقول: فعدت إلى المصحف، وتلوت سورة القمر، وكانت مدخلي لقبول الإسلام ديناً) .
«الــوعــــي»: (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون) [فصلت]، فالحمد لله رب العالمين.
2003-04-20