حَسْمُ الصِّراع
2002/01/19م
المقالات
1,405 زيارة
إن المتتبع لما يجري في فلسطين يرى عجباً. فمن جهة تقوم دولة يهود بقصف أهل فلسطين بالصواريخ والطائرات والدبابات وبصنوف الأسلحة الأخرى، تقتل الشيوخ والنساء والأطفال، لا تفرق بين شجر وحجر وبشر، تهدم البيوت وتجرف الأرض وتقطع الأشجار وتعيث في الأرض الفساد.
ومن جهة أخرى يتصدى أهل فلسطين للمجرمين اليهود، بقوة وصلابة وبطولة فائقة، ينفذون إلى أعماق كيان يهود رغم الحصار الخانق والحواجز المكثفة، دون أن يخشوا صواريخه وطائراته ودباباته، ويوقعون في صفوف العدو ومستوطنيه ما يؤلمه ويخزيه.
ومن جهة ثالثة تقدم السلطة رِجلاً في النزال وتؤخر أخرى، عينها الأولى على ما يجري من مقاومة وعينها الثانية على ما تريده من مفاوضة، فتعتقل المقاومين هنا وهناك وتقفل مقارهم وتعتبرهم خارجين على القانون، ويطالب رئيسها اليهود أن يمهلوه قليلاً لينفذ المطلوب منه، ويكون الإمهال من يهود أن يضربوا السلطة بين أقدامها بعيدين عن رأسها، منذرين متوعدين المرة تلو الأخرى.
ومن جهة رابعة تقف الدول الكافرة المستعمرة موقف العداء لأهل فلسطين فتدين الضحية وتبرئ الجلاد، وتتوالى الوفود بين السلطة ويهود لاستمرار التنسيق الأمني وتحريك المفاوضات وتقريب الكراسي من بعضها على حساب فلسطين وأهل فلسطين، ضمن معادلات محسوبة مدروسة.
أما باقي الدول القائمة في بلاد المسلمين، العربية وغير العربية، فهي تتعاون! مع السلطة لتسهيل الدخول في هذه المعادلات المحسوبة المدروسة للوصول إلى (السلام العادل والشامل) الذي يعني تثبيت كيان يهود في معظم فلسطين مقابل سلطة جزئية في جزء من فلسطين.
وهكذا تتشابك الأمور وتتقاطع ضمن معادلات وتداخلات طويلة عريضة، كل ذلك لأن الصراع لم يحسم مع يهود على الأساس الصحيح الذي يوجبه الإسلام، قضاءٍ على كيان يهود في فلسطين وإعادتها كاملة إلى ديار الإسلام، بل إن هذا الصراع تريده السلطة مع يهود مدخلاً للجلوس على مائدة المفاوضات لتمتزج الدماء الطاهرة بحبر المفاوضات الخاسرة وهذا هو الخسران المبين .
2002-01-19