رَمَضانُ البَاكِي
2001/01/11م
المقالات
1,813 زيارة
فَلْتَزْهُ، ولْيتجدَّدِ الإيمانُ
فإذا أطلَّ أضاءَتِ الأكوانُ
أمْ كوكبٌ متألِّقٌ مُزْدانُ ؟
فتصفَّدَتْ يُسْرَاكَ يا شَيْطانُ
وتفتَّحتْ للتائبينَ جِنانُ
للنّاسكينَ، ورُتِّلَ الفُرْقانُ
وبجوفِه للسّاجدِ الغُفْرانُ
مِن إِثْمِهمْ، واسْتُغْفِرَ الدَّيّانُ
يا جُنَّةً في ظِلِّها اطمئنانُ
مِن مقلتيَّ، فتُغْسَلَ الأَدرانُ
في جوفِ مُعْتَكِفٍ عليه أمانُ
أَنسى الوجودَ ويستفيقُ جَنَانُ
زَحَفَتْ، وكلُّ جنودِها نِيرانُ
وتَقَهْقَرَ السِلْوانُ والنِسْيانُ
والمسلمون جميعُهمْ فِئرانُ
تحت الترابِ ودمعُهمْ هَتّانُ
والمسلمون كأنهمْ عميانُ
عفواً … فبالأمس انْتَدَوْا وأدانُوا
والمسلمون قصيدةٌ وبيانُ
وإذا البيانُ مُعَثَّرٌ خجلانُ
والمسلمون فحولُهمْ خِصْيانُ
دَفنوا السلاحَ، وأُعْلِنَ الخِذْلانُ
والمسلمونَ عليهمُ الأَكفانُ
والحقُّ أَنْ لا يَسْكُنَ الغَلَيانُ
أين الخيولُ تقودُها الفُرْسانُ ؟
فوقَ الطغاةِ، لواؤُكِ القرآنُ ؟
ويُذَبَّحوا فيزلزلَ الطغيانُ
إلاّ الصَّدَى … ضجَّتْ به الجدرانُ
تَعْساً لكمْ إِنْ أُخْمِدَ البُرْكانُ
بئسَ القطيعُ تَسُوقُهُ الغِرْبانُ !
فلقد طواها في الترابِ زمانُ
بجميعِ حكّامي الأُولى قد هانُوا
ما دامَ بالشتمِ استطالَ لِسانُ
باعُوا الشعوبَ، وبِئْسَتِ الأَثمانُ
وتتبَّعوا ما سَنَّتِ الصُّلبانُ
أَنْ تَحْطِمُوها … هذه الأَوثانُ
تَهْوِ العروشُ، وتَسْقُطِ التِّيجانُ
جيشُ التحدّي قادمٌ ظمآنُ
وَسْطَ النيامِ مجاهدٌ يقظانُ
فلقد تحرَّكَ في الثَّرى الْجُثْمانُ
وغداً يَضِجُّ بنَصِّهِ الدِّيوانُ
وبإذنِ ربّي، تَثْأَرُ (العِقْبانُ)
قُدْسِ الشآمِ، وتُكْسَرُ القُضْبانُ
أَنْ تُنْصَرِي ويُجَنْدَلَ السَّجّانُ
|
|
بشراكَ يا قلبي أتى رمضانُ
مِن خالصِ الأنوارِ صِيغَ بهاؤُه
أَسْتَنْطِقُ النسماتِ: أهْو هلالُه ؟
أم شمسُ حقٍّ فَجَّرَتْ إشعاعَها
النارُ كُفَّتْ، أُوصِدَتْ أبوابُها
وتدفَّقَتْ لُجَجُ الْهُدى مشتاقةً
طرفاهُ مَرْحَمَةٌ وعتقٌ مِن لظىً
رمضانُ يا كهفَ العُصاةِ تَوَدَّعُوا
يا واحةَ الحرَّانِ، يا رَمَضَ الورى
كمْ كنتُ أرجو فيكَ دمعاً خالصاً
دمعاً يَفيضُ مهابةً وتدبُّراً
دمعاً يعانِقُ توبتي، فلعلَّني
لكنْ … دُموعي هَيَّجَتْها لوعةٌ
حتى أطاحتْ بالسكينةِ في دمي
مسرى النبيِّ، حُثالةٌ تلهو به
يَتَخَبَّؤُون، كما النَّعامِ، رؤوسُهم
تُغْزَى الديارُ وكلُّ عِرْضٍ يُسْتَبَى
لَمْ يُبصِروا، لم يسمعوا، لم ينطقوا
تتساقطُ الأكواخُ فوق نسائِها
وإذا القصيدةُ ذاتُ (وزنٍ) ساقطٍ
يُصطادُ أطفالُ الحجارةِ جَهْرَة
حَلَقُوا اللِّحى، نزعُوا الأظافرَ ذِلَّةً
يُسْتَأْصَلُ الإسلامُ مِن أعماقِه
تاهتْ كرامتُهم، فما مِن غضبةٍ
أين الجيوشُ تَصُوغُ ثَأْراً صادقاً ؟
أَوَ لَمْ يَئِنْ يا أُمتي أنْ تزحفي
أَوَ لَمْ يَئِنْ ليهودَ أنْ يتشرَّدوا
المسجدُ الأقصى استغاثَ ولم يُجِبْ
سُلُّوا السيوفَ وقَطِّعُوا أغلالَكمْ
لا تُنْصِتُوا للنُّصْحِ مِن حُكَّامِكُمْ
شهرانِ ما هزّا مُروءةَ حاكمٍ
أفسحْ أبا جهلٍ، فقبرُكَ لائقٌ
وَيْحِي … أرى نَفْسي سأُفْطِرُ عامِداً
لكنْ … أليس تقرُّباً كُفري بمنْ
سُحْقاً لهمْ مِن مجرمينَ تَجبّروا
هذي الطواغيتُ التي في دِينكمْ
يا أيها الْجُنْدُ انهضوا وتحرَّكوا
لن تَخْلُدوا في قُدْسِنا، لن تخلدوا
وَسْطَ الضباب بصيصُ نورٍ واعدٌ
أيهودُ، لا تَسْتَرْسِلُوا في غَيِّكمْ
آثامُكمْ محفورةٌ بصدورِنا
حِطِّينُ تُنْذِرُكمْ، وبَدْرُ تَوَعَّدَتْ
ولَسوف تُهدي مكّةٌ فَتْحاً إلى
ليستْ مِن الأوهامِ رغبةُ عاشقٍ
|
أيمن القادري
2001-01-11