كلمة أخيرة صراع الحضارات أو حوار الحضارات؟
2004/03/10م
المقالات
1,776 زيارة
كلمة أخيرة
صراع الحضارات أو حوار الحضارات؟
يريد الغرب من المسلمين جواباً واضحاً ونهائياً عن موضوع الحضارات، وهل هم في حالة صراع أم حوار؟ تماماً كما طلب منهم سابقاً جواباً شافياً حول انتشار الإسلام بالجهاد والسيف والإكراه أم لا؟ وهل الجهاد (حرب دفاعية) أم (حرب هجومية)؟ وطلب منهم سابقاً أجوبة عديدة مثل هل يُفصل الدين عن الدنيا والدولة والسياسة أم لا؟ وهل يعترف بالعلمانية والاشتراكية والديمقراطية والحريات أم لا؟ هل يقبل بالتعددية السياسية وتداول السلطة السلمي أم لا؟ فقائمة مطالب الغرب الحاقد طويلة وتكاد لا تنتهي، ويُخطئ من يظن بأن الغرب سيتوقف عن إخراج ما في جعبته من مفاجآت إذا ما أجبناه عن آخر سؤال يسأله لنا جواباً يعجبه ويرضي غروره.
أما عن موضوع صراع الحضارات فهناك ملاحظات رئيسة لا بد من ذكرها سواء رضي الغرب أم سخط وهي:
1- إن من طرح هذه المقولة صمويل هنتنغتون وهو رجلٌ منهم وليس منا، فهم من قال هذه المقولة ولسنا نحن.
2 – إن الصراع يأخذ أشكالاً عدة منها العسكري، ومنها الفكري، والإعلامي، والاقتصادي، والثقافي، وغير ذلك.
3 – إذا كان المسلمون يخوضون صراعاً هذه الأيام فإنه من قبيل الدفاع عن النفس، ومن قبيل ردة الفعل وليس الفعل، بسبب غياب الراعي وغياب من يدير الصراع.
4 – إن الغرب ينظر إلى المسلمين نظرة مصارعين له، حتى لو جلسوا في بيوتهم، وقيدوا أرجلهم، وكموا أفواههم، لأنه يعتبر وجود المسلم الملتزم بدينه المطبق لشرع الله على نفسه، في حالة صراع مادي ومعنوي معه ومع حضارته وفساده، لأنه لا يريد أن يرى على وجه الأرض من يخالفه الرأي، ويخالف عاداته ولباسه ولغته وثقافته، لأن غروره الزائد وغطرسته المتعالية لا تطيق أن يرى النقيض يعيش ويتنفس على وجه الأرض، وهو سيدها والآمر الناهي فيها.
5 – إن المخترعات والأبنية والعمران والعلوم ليست هي المقصودة في الحضارات، وهذا ما يجعل البسطاء يعيشون حالة خلط وضياع تعميهم عن الحقيقة q
2004-03-10