كلمة أخيرة:
حينما تختبئ الأنظمة وراء البلطجية
بدأت الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي بتكثيف استخدام البلطجية في مقارعتها لأبناء الأمة الإسلامية، وفي بلدان أخرى تستعين بقطعان الميلشيات القذرة تحت ذريعة أن الحكام الجدد القادمين على متن دبابات الاحتلال لا يدرون، أو لا حول لها ولا قوة، في مسرحية مفضوحة عجزت أجهزة الأنظمة عن إخفاء معالمها.
الأنظمة المستنسخة تتشابه في الأساليب القمعية والترهيب والإجرام وكأنها صورة طبق الأصل. فمن بلطجية النظام التركي، إلى بلطجية النظام المصري، والتونسي، والليـبـي، والجزائري، تتشابه الأساليب والضحايا وهذا دليل ضعف النظام؛ لأنه يتقنّع بقناع يخفي بشاعة وجهه القذر. والرأي العام في هذه البلدان وغيرها يعرف كل الأحداث التي ترتكبها أجهزة النظام باسم البلطجية.
لم تكتف هذه الأنظمة بأجهزة القمع الرسمية من مخابرات، وأجهزة قمع، وأمن عام، وأمن دولة، وأمن مركزي، وأحكام طوارئ، بل استعانت بأشخاص من زمرة النظام يلبسون لباساً مدنياً، ويحملون السواطير والسكاكين وعدة الشغل الأخرى التي يحملها المجرمون وقطاع الطرق؛ لكي يرعبوا الناس دون أن يتعرض النظام لشيء من اللوم، فلا يوجد دليل لدى المراسلين المحليين والدوليين، ومنظمات حقوق الإنسان، أن هؤلاء الذين يحملون السواطير والبلطجيات هم من أتباع النظام، فهم لا يلبسون اللباس الرسمي الذي يكشف هويتهم الحقيقية.
ما أبشع هذه الأنظمة! وما أسوأ ما تلجأ إليه من وسائل جبانة تجاه أبناء الأمة. وإنه لمن دلائل الإفلاس أن يضع النظام متاريس له من أبناء الأمة لمواجهة فريق آخر من أبناء الأمة.