نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية في 17/02/1994 مقالاً عن «حزب التحرير» في بريطانيا تحذر فيه من النمو المتزايد لهذا الحزب. وقالت أنه يدعو إلى كراهية اليهود، والغرب، والحكومات الغربية، والديمقراطية، وكل أشكال الكفر.
وقد احتل المقال حوالي صفحة من الجريدة. وأبرزوا فيه العناوين التالية المملوءة بالخبث والتحريض ضد الحزب.
l الإسلام البريطاني يشكل قنبلة أصولية موقوتة.
l المسلمون المتحرّرون يقولون إن جواً من الخوف يزداد في مساجد بريطانيا التي تقدر بألف مسجد.
l الأئمة والرسميون يقولون بأنهم يشعرون بالمحاصرة.
l تقرير كاثي ايفانز (كاتبة المقال) عن التصاعد المقلق لحزب التحرير الذي يدعو إلى الانفصال عن المجتمع الغربي، ويدعو إلى كراهية اليهود.
l أنه يمنحهم هوية غير موجودة في المجتمع البريطاني.
l أنهم يقولون: طهروا كل شبر (بوصة) من رجس اليهود.
وذكرت الصحيفة أن أحد أئمة المساجد في غرب لندن (لم تذكر اسمه بناء على رغبته) قال للكاتبة أنه رغم معارضته لحزب التحرير فإنه لا يستطيع أن يظهر ذلك علناً، وقال: «إني ذاهب إلى المحاضرة كي أرى هناك. أنا لا أوافق على آرائهم التي فيها كثير من الكراهية، ولكن لا يمكن مقاومتهم».
وقالت الصحيفة أن الحزب قد سيطر تقريباً على كل الجمعيات الطلابية في الجامعات والكليات في لندن والأقسام الأخرى التي يوجد فيها جاليات إسلامية.
وذكرت أن مسؤولاً حكومياً أردنياً صرح للجريدة في لندن بقوله: «إذا كان حزب التحرير يعمل في بلدك فإن ذلك يعني حصول المشاكل».
وقالت إن الحزب يؤثر في الشباب ويجذبهم، وأن أهل الشباب والمسؤولين الرسميين يخافون تأثيره على حديثي السن في بريطانيا التي يجتاح الحزب عاصمتها بالمنشورات. وأن عدداً كبيراً من أبناء الإنجليز يدخلون في الإسلام وفي حزب التحرير. وقد سأل مسلم إنجليزي المحاضر الإنجليزي (من حزب التحرير): كيف يكون ولاؤنا نحن المسلمين الإنجليز؟ وكان جوابه: لا يوجد مسلمون إنجليز. المسلمون كلهم أمة إسلامية واحدة، وولاؤهم هو لله ورسوله، وحين تقوم الخلافة يكون ولاؤهم لها.
وقالت كاتبة المقال بأنها ذهبت إلى اجتماع دعا إليه الحزب لمناقشة اتفاق السلام العربي ـ الإسرائيلي برفقة أحد الأئمة الذي «توسل إليها أن لا تتحدث معه في الاجتماع».
وقد نشرت مقتطفات من أفكار الحزب التي تصور الحزب في نظر الغرب بأنه شديد التطرف وشديد الخطر. وذكرت حكاية محاولة الحزب اغتيال الملك حسين.
نحن في مجلة «الوعي» نريد أن نذّكر المسلمين بقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وأن نذكرهم بأن أسلافهم نشروا الهدى والنور في العالم، حتى أن تجار المسلمين نشروا الإسلام في بلاد إندونيسيا عن طريق الحجة والفكر، دون سلاح أو قتال. وما ذلك إلا لأن العقيدة الإسلامية هي العقيدة الصحيحة الموافقة للفطرة والمقنعة للعقل ببساطة وبقوة.
وكما كانت العقيدة الإسلامية والأفكار الإسلامية مقبول وفعّاله بالأمس هي مقبولة وفعّالة اليوم. فما على باب المسلمين إلا أن يحملوها قيادة فكرية للعالم، وخاصة أولئك المسلمين المنتشرين في البلاد غير الإسلامية، عليهم أن يبادروا فوراً حتى قبل قيام دولة الخلافة الإسلامية، فالفتح بالفكر يسبق الفتح بالسلاح.
وليتذكر كل مسلم قول الرسول -صلى الله عليه وسلم: «لئن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حُمْرِ النّعَم»، وقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ}.