تقيق الضفادع وسراب يسار الشرق
1999/12/05م
المقالات
1,988 زيارة
يعيش اليساريون في بلاد المسلمين لحظات الاحتضار، وهذا الكلام ليس من قبيل المبالغة والتهويل، وإنما هو وصف لواقعهم البالغ الدقة، فبعد أن ذهب هذا اليسار إلى الشيوعية والاشتراكية والناس راجعون عنها، فقد طلّقها أهلها وداسوها بأقدامهم، لم يصدّق هؤلاء بأن نجمهم ونجم أسيادهم أَفَلَ إلى غير رجعة، فحاولوا التشبث بأهدابها لعل فيها الترياق، وعبثاً يحاولون، فما مضى قد مضى، ولن يُبعث ماركس وستالين ولينين من مرقدهم. لقد صدقوا أنفسهم بأنهم أوصياء على تراث لينين وستالين فإذا بهم يلتصقون بفنان وأغنية لعلها تعيد لهم أمجاد الماضي. إن من يجعل من شخص وأغنية قضية هو أتفه من المبدأ الذي يحمله، وإذا كانوا يحلمون بعودة أمجادهم على صهوة فنان فهم واهمون، فهذه البلاد تعيش حالة نهوض يتنامى يوماً بعد يوم، لكن أبصارهم وبصائرهم عمياء لا ترى الحقيقة لأن الأحلام أسكرتهم. وسيأتي اليوم الذي ينتصب فيه المارد العملاق فتختفي خفافيش الظلام، ويختفي معها نقيق الضفادع في المستنقع الآسن، فهذا المستنقع الذي يعيشون فيه لن يدوم، لأن العمل جارٍ على قدم وساق لتفريغ الماء الآسن، وتجفيف المستنقعات بإذن الله. هذه البلاد لم تعدم الرجال حتى يظن هؤلاء أن الساحة خَلَت لهم ولأمثالهم من الأقلام المأجورة التي تتطاول على المقدسات وعلى الأنبياء، فالصراع طويل والأيام بيننا، ومن يعش سوف يرى، ولو كانوا ينظرون لأبعد من أنوفهم لما اصطدموا بالجبال الشاهقة فهي ليست لهم، ولا هُمْ لها، وعليهـم أن يدركوا حجمهـم الطـبيعي ولا يكـونوا (كالهرّ يحكـي انتفاخاً صولة الأسد). وإذا أرادوا مجرد مثال عن نوعية الرجال الذين سيواجهون الكفر وأعوانه، فهو: فئة قليلة في الشيشان، وقفوا في وجه الدب الروسي الهرم، منذ بداية التسعينيات وما زالوا، فما بالهم بأمة المليار وربع إذا انتفضت كلها في وجه المستكبرين، والانتفاضة قادمة لا محالة بإذن الله الواحد الأحد، وما ذلك على الله بعزيز.
1999-12-05