أخي القارئ:
منذ حوالي أربع وستين سنة، وبالتحديد في 3 آذار 1924م، قام الخائن مصطفى كمال أتاتورك بإعلان الغاء الخلافة الإسلامية وإعلان تركيا دولة علمانية لا دينية بالتعاون مع أسياده الإنجليز.
وبهذا الاعلان تم هدم الخلافة وتم تدميرها تدميراً تاماً وتدمير الإسلام كدستور دولة، وتشريع أمة، ونظام حياة. فاستيقظ المسلمون على أكبر فاجعة نزلت بهم، وأخذ المسلم يمسح عينيه ويفتح أذنية وهو غير مصدق ما يرى وما يسمع، فالعالم الإسلامي من حدود الصين إلى حدود الأطلس في مأتم صامت يبكي عزّاً ضائعاً وكرامة مهدورة وذله وإنكساراً وينظر إلى السماء ينتظر الفرج. بينما الغرب كان يقيم الأفراج، في كل العالم، احتفاءً بهذا النصر على المسلمين. بإزالة دولتهم التي كانت سيّدة العالم ودرع المسلمين.
ونحن هنا لسنا في صدد إحياء الذكرى لتجديد الأحزان والندم بل لأخذ العرة والاتعاظ، فمنذ هدم دولة المسلمين أقصى الإسلام عن واقع الحياة، وحكم المسلمون ـ ولا زالوا يحكمون ـ بأنظمة الكفر، وأصبح العالم الإسلامي بمجموعة دار كفر لأنه لا يطبق أحكام الشرع الإسلامي. وجزئت البلاد الإسلامية إلى دويلات كرتونية قسمت وحدتهم وأضعفت قوتهم.
وعلينا أن نعلم، بأن الندم لا يجدي، بل العمل لإعادة حكم الله وإعادة ثقة الأمة الإسلامية بأفكار الإسلام وأحكامه هو السبيل لنهضة هذه الأمة. ودولة الخلافة الإسلامية هي التي تجمع كلمة المسلمين تحت رايتها، وتحمي بيضة الإسلام بسلطانها، وتمكن المسلمين من حمل دعوتهم إلى العالم، وجعلها قوة دولية تؤثر في الموقف الدولي وفي مصائر الأمم، وقد فرضها الله على المسلمين جميعاً. ولذلك يجب على كل مسلم أن يعمل لإعادتها، لأن بإعادتها تنقذ الأمة من الفناء، وتعود خير أمة أخرجت للناس.
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
رئيس التحرير