بسم الله الرحمن الرحيم
رياض الجنة
– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ )قالَ الزُّبَيْرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُكَرَّرُ عَلَيْنَا مَا كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ» قَالَ الزُّبَيْرُ: إِنَّ الْأَمْرَ إِذًا لَشَدِيدٌ.
– وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ حَدَّثَهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللَّهَ قَضَى – أَوْ – إِنَّ اللَّهَ قَالَ: يُؤْتَى بِحَسَنَاتِ الْعَبْدِ وَسَيِّئَاتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقْضَى بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، فَإِنْ بَقِيَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وُسِّعَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ».
– وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْنَا: يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: «إِنَّ اللَّهَ يُكَفِّرُ بِالْحَسَنَةِ الْوَاحِدَةِ أَلْفَ أَلْفِ خَطِيئَةٍ» قَالَ: «نَعَمْ، وَأَلَفَيْ أَلْفِ خَطِيئَةٍ» سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّهُ لَفِي كِتَابِ اللَّهِ: ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ) وَ( إِنَّمَا يُوفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ).
– وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟. قَالَ: “رَجُلَانِ جَثَيَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: خُذْ لِي بِمَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي. قَالَ اللَّهُ: أَعْطِ أَخَاكَ مَظْلَمَتَهُ. قَالَ: يَا رَبِّ، لَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيْءٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلطَّالِبِ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِأَخِيكٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، فَيَحْمِلُ مِنْ أَوْزَارِي “فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ ذَاكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ يَحْتَاجُ فِيهِ النَّاسُ إِلَى أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلطَّالِبِ: ارْفَعْ بَصَرَكَ، فَانْظُرْ فِي الْجِنَانِ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ، وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ، لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا؟ لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا؟ لِأَيِّ شَهِيَدٍ هَذَا؟ قَالَ عزَّ وجَلَّ: هَذَا لِمَنْ أَعْطَانِي الثَّمَنَ. قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ يَمْتَلِكُ ثَمَنَ هَذَا؟ قَالَ: أَنْتَ تَمْلِكُهُ. قَالَ: بِمَ؟ قَالَ: بِعَفْوِكَ عَنْ أَخِيكَ. قَالَ: يَا رَبِّ، فَقَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ « قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»