العدد 453-454 -

السنة التاسعة والثلاثون، شوال-ذو القعدة 1445هـ الموافق أيار-حزيران 2024م

كيف أثَّرت حرب غزة على الانتخابات في تركيا؟

شهدت تركيا وقفات تضامنية قوية لافتة للنظر مع الشعب الفلسطيني بشكل شبه يومي منذ بدء العدوان على غزة، وألقى العدوان الوحشي الذي يتعرض له قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بظلاله على الانتخابات المحلية التركية التي تم إجراؤها نهاية شهرآذار/مارس؛ حيث سارع السياسيون في المعارضة والحكومة على حد سواء إلى طرح «ورقة غزة» خلال حملاتهم الانتخابية، وسط تراجع ملحوظ في حدة خطاب الكراهية ضد العرب واللاجئين.
هذا وقد واصل الرئيس رجب طيب أردوغان الإدلاء بتصريحات حادة ضد قادة الاحتلال، بينما كانت الأحزاب المحافظة خارج تحالف أردوغان تهاجم بشدة موقف الحكومة الرسمي بسبب تواصل التجارة مع (إسرائيل)”، وبسبب ما تراه «تقاعسًا» في أخذ زمام المبادرة وقطع التجارة المتواصلة مع الاحتلال (الإسرائيلي)، في ظل اتساع رقعة المجاعة التي تفتك بأهالي قطاع غزة جراء الحصار المطبق. وفي شهر شباط/فبراير الماضي، قال داود أوغلو مخاطبًا أردوغان في كلمة أمام الهيئة العامة لحزبه: «سيدي الرئيس، لا يمكننا أن نتسامح مع السفن التجارية المتوجهة إلى إسرائيل من الموانئ التركية»، وأضاف: «بينما كان المسلمون يُذبحون في غزة، سوف يتذكره الناس باعتباره (أردوغان) القائد الذي أرسل الفولاذ والطعام ووقود الطائرات إلى إسرائيل». وكانت الشركات التركية تصدرت قائمة الدول التي استمرت في تصدير الخضار والفواكه إلى دولة الاحتلال خلال الفترة التي تلت العدوان على قطاع غزة، بحسب بيانات رسمية من وزارة زراعة الاحتلال الإسرائيلي. بدوره، وضع فاتح أربكان، نجل السياسي التركي الراحل نجم الدين أربكان، ما وصفه بـ»سوء تعامل الحكومة فيما يتعلق بالأحداث في غزة»، ضمن قائمة أسباب انشقاقه عن «تحالف الجمهور» الذي يقوده أردوغان، معلنًا دخوله الانتخابات المحلية بمفرده دون الانضواء تحت راية التحالفات.

وامتدت آثار العدوان على غزة لتشمل اليسار التركي المعارض الذي يمثله حزب «الشعب الجمهوري»، حيث بدأ أبرز السياسيين بتصدير تصريحات تشدد على تضامنهم مع أهالي قطاع غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال. فقد شدد زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، على أن القضية الفلسطينية هي «قضية حزب الشعب الجمهوري واليسار التركي»، مؤكدًا إدانته للجرائم (الإسرائيلية) بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. كما قام أكرم إمام أوغلو، وهو رئيس بلدية إسطنبول الحالي ومرشح «الشعب الجمهوري» لولاية ثانية، بإطلاق قافلة مساعدات إغاثية إلى قطاع غزة، وشدد على «مواصلة التضامن مع غزة حتى ينتهي الظلم».

الوعي: يمكن القول إن موقف أردوغان المخزي المفضوح من غزة قد أدى إلى هزيمة حزبه في الانتخابات؛ لأن غزة كانت حاضرة في النقاش السياسي الداخلي المرتبط بالانتخابات، ولانها كانت سببًا بانشقاق سياسي مع حلفاء أردوغان، ولأن الشارع التركي كان يغلي مما يحدث… فليعِ المسلمون الذين يؤيدون أردوغان على عماها على مواقفه الاستخذائية بحق دينه قبل كل شيء… إنه أسوأ حاكم من بين حكام السوء اليوم؛ لأنه يستخدم الدين في خدمة أسياده: استخدمه في العراق وفي أفغانستان، واستخدمه وما يزال في سوريا، وفي أفريقيا، وفي أوراسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *