مواقف للصحابة في شدة الاستجابة للنبي (1) صلى الله عليه وسلم
2015/03/30م
المقالات
2,220 زيارة
مواقف للصحابة في شدة الاستجابة للنبي (1) صلى الله عليه وسلم
– التزام قولِه صلى الله عليه وسلم وإن خاف عليه: عن أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- قال: كنتُ أمشي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في حرة المدينة فاستقبَلَنا أُحدٌ، فقال: «يا أبا ذر» فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: «ما يَسرُّني أن عندي مثل أُحد ذهبًا» تمضي علي ثالِثة وعندي منه دينار، إلا شيئًا أرصده لدَين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا، وهكذا، وهكذا» عن يَمينه وعن شماله ومِن خلفه، ثم مشَى فقال: «إن الأكثرين هم الأَقلُّون يوم القيامة، إلا مَن قال هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومِن خلفه، وقليلٌ ما هم»، ثم قال: «مكانك لا تَبرحْ حتى آتيك»، ثم انطلَق في سواد الليل حتى توارى فسمعتُ صوتًا قد ارتفَع فتخوَّفتُ أن يكون قد عرَضَ للنبي -صلى الله عليه وسلم- فأردتُ أن آتيه، فذكرتُ قوله لي: «لا تبرَح حتى آتيك»؛ فلم أبرح حتى أتاني، فقلتُ: يا رسول الله، لقد سمعتُ صوتًا تخوَّفتُ فذكرتُ له، فقال: «وهل سمعتَه؟»، قلت: نعم، قال: «ذلك جبريل أتاني فقال: مَن مات مِن أمتك لا يُشرِك بالله شيئًا، دخل الجنة»، قلت: وإن زنى؟ وإن سرَق؟ قال: «وإن زنى، وإن سرق»
– حبُّ شيء أحبَّه النبي صلى الله عليه وسلم : عن أنس -رضي الله عنه- أن خياطًا دعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنَعه، قال أنس: «فذهبتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك الطعام، فقرَّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزًا ومرقًا فيه دُبَّاء وقديد، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتتبَّع الدباء مِن حوالي القَصعة»، قال: «فلم أزل أُحبُّ الدُّبَّاء مِن يومئذ.
– نالتها دعوة عظيمة لمَّا استجابت للرسول: عن أبي بَرزة الأسلمي رضي الله عنه قال: كانت الأنصار إذا كان لأحدهم أَيِّم لم يُزوِّجها حتى يَعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا؟ فقال رسول الله لرجل من الأنصار: «زوِّجني ابنتك»، فقال: نعم وكرامة يا رسول الله ونُعْم عيني، فقال: «إني لست أريدها لنفسي»، قال: فلِمَن يا رسول الله؟ قال: «لجُليبيب»، قال: يا رسول الله، أشاور أمَّها، فأتى أُمَّها فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك، فقالت: نعم ونُعمة عيني، فقال: إنه ليس يَخطبها لنفسِه؛ إنما يَخطبها لجليبيب، فقالت: أجليبيب إِنِية؟ أجليبيب إِنِية؟ أجليبيب إِنِية؟ فقال: لا لعَمرُ الله، لا تزوَّجُه، فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُخبِره بما قالتْ أُمُّها، قالت الجارية: مَن خطَبني إليكم؟ فأخبرتْها أمُّها، فقالت: أَتردُّون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟! ادفعوني؛ فإنه لم يُضيِّعني، فانطلَق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: شأنك بها، فزوَّجها جليبيبًا، قال: فخَرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة له، قال: فلمَّا أفاء الله عليه، قال لأصحابه: «هل تفقدون أحدًا؟» قالوا: لا، قال: «لكني أَفقِد جليبيبًا»، قال: «فاطلُبوه في القتلى»، فطلبوه فوجدوه إلى جنْب سَبعة قد قتَلهم ثم قتلوه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقام عليه، فقال: «قتل سبعةً وقتلوه؟ هذا مِني وأنا منه، هذا مني وأنا منه» مرَّتين أو ثلاثًا، ثمَّ وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعِدَيه وحفر له، ما له سَرير إلا ساعِدَا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره، ودعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم صبَّ عليها الخير صبًّا، ولا تجعل عيشها كدًّا كدًّا»، فما كان في الأنصار أَيِّمٌ أنفقَ منها.
2015-03-30