دبلوماسية الشارع
2007/01/30م
المقالات
1,606 زيارة
دبلوماسية الشارع
l شهدت الستينات والسبعينات من القرن العشرين حرباً بين أميركا والاتحاد السوفياتي السابق أُطلق عليها الحرب الباردة، وهناك دبلوماسية الخطوة خطوة التي مارسها هنري كيسنجر، وهناك حرب الستة أيام (حزيران 67)، هذه مجرد أمثلة من الماضي، وهناك مصطلحات أخرى مثل حرب المئة عام، وحرب الثلاثين عاماً، وقد تلحقها دبلوماسية الشوارع فيفتخر من يمارسها بأنه امتلك الشارع مئة يوم.
l هناك قادة يقودون الشارع، وهناك قادة يقودهم الشارع، وهناك زعماء يضربون على وتر الشارع لأسباب سياسية أو انتخابية؛ فيلجأون إلى المهاترات وتحريك الغرائز، ويستعملون اللغة التي تستقطب تعاطف الشارع لكي يرفعوا شعبيتهم، ولو كان ذلك على حساب وحدة الأمة وأمنها السياسي وأمنها الديني.
l إن القائد الحقيقي الواثق من صواب عمله، وصدقية تأييد الناس له، لا يلجأ إلى الأساليب الملتوية لكي يحافظ على مستوى معين من التأييد «الشارعي» له، فقد تفرض عليه بعض الظروف التمسك بالحق ولو انفضَّ عنه كل الناس، وإن التمسك بوحدة الأمة أهم من كل المهرجانات التحريضية، وأهم من كل الصراخ والضجيج و(الميكيافيللية).
l إن الخطاب المتأزم الذي يتراشق به بعض الأطراف المتصارعة في لبنان لا يجوز أن يُمارس مهما كانت ذرائع المتراشقين، وهو جريمة تُرتكب في حق الأمة بحيث يمزقها ويعيق مساعي توحيدها، وإن من يدّعي الغَيرة على الأمة لا تصدّقه الأمة ولا تلتفّ حوله إذا لمست أنه ضحّى بوحدتها لأجل الحفاظ على بعض الأصوات الانتخابية، أو بعض الهتّافين في مظاهرة أو مسيرة استعراضية.
l كيف يتصرف الناس إذا ما اكتشفوا أنهم ضحية صراع دولي يسخّر كل الفرقاء لخدمته؟ وكيف ينقذون أنفسهم من حساب يوم الحساب إذا كانت الدوافع لأعمالهم دوافع جاهلية بعيدة كل البعد عن الحكم الشرعي؟
2007-01-30