مؤرخ فرنسي: هذ هو سر التحالف الغريب بين إسرائيل والسعودية
نشرت مجلة “لوبوان” الفرنسية مدونة للكاتب والمؤرخ أنطوان كوبولاني، تطرق فيها إلى التفاصيل المتعلقة بالتطور المفاجئ الذي شهدته العلاقات الدبلوماسية بين (إسرائيل) والسعودية خلال السنوات الأخيرة. وقال الكاتب، في مدونته التي ترجمتها “عربي21″، إنه بفضل الاتفاق النووي الإيراني الذي يعود تاريخه إلى شهر تموز/يوليو 2015، تمكن باراك أوباما من إرساء سلام نسبي بين (إسرائيل) ودول الخليج السنية. وعمومًا، لا يتمثل السبب الذي جعل أوباما أهلًا للحصول على جائزة نوبل للسلام في إبرامه لهذا الاتفاق الذي تعرض لانتقادات لاذعة بسبب آثاره الضارة على كل من القدس والرياض، وإنما في نجاحه في التقريب بين (إسرائيل) والسعودية. وبيّن الكاتب أن (إسرائيل) اليوم باتت أقل إثارة للجدل في العالم العربي من أي وقت مضى. وإذا لم تصح هذه الملاحظة في الشارع العربي، فإنها جلية ومثبتة في القنصليات. وقال: في الواقع، تساعد تطورات رئيسية على تفسير هذه الظاهرة. منها شروع (إسرائيل) في تطبيق سياسة تعاون مع الأعضاء العرب في مجلس التعاون الخليجي في مجال الأمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وهذا ما أكده رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنفسه أن (إسرائيل) لديها علاقات مع “جميع الدول التي لا تعترف بها”، وهذا بسبب احتياجاتها في القطاعات الاقتصادية وخاصة في الخبرة في المجال الأمني”.
وأورد الكاتب أن آثار هذا الوفاق النسبي بدت محسوسة، ذلك أن غياب المواجهات أو حتى الاحتجاجات التي كانت (إسرائيل) تخشاها من نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس لم يكن أمرًا اعتباطيًا. إلى جانب ذلك، تغير التعامل مع الصراع (الإسرائيلي) الفلسطيني. وفي الحقيقة، لا تبحث إدارة ترامب عن خطوة تطبيق “صفقة القرن”، التي تم الإعلان عنها وسط ضجة هائلة، وإنما تبحث عن تهميش هذا الصراع الذي لم يعد من الضروري أن يظل مصدر إزعاج يحول دون تحقيق أغراض استراتيجية. وأشار الكاتب إلى أن أهداف هذه الخطوة تتمحور أساسًا حول إضعاف إيران، وهذه الغاية تندرج ضمن أبرز أركان الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط. ومن خلال الاستفادة من “الحرب الباردة الجديدة” بين المملكة العربية السعودية وإيران، يسعى دونالد ترامب إلى تشكيل تحالف غير رسمي بين دول الخليج السنية و(إسرائيل) وتحالف آخر غير رسمي بين دول الخليج السنية، ويتعلق الأمر بمشروع إنشاء تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط. ونوه الكاتب بأن القضية الفلسطينية تعدُّ عامل وحدة داخل العالم الشيعي… ويظل هذا الملف عنصرًا رئيسيًا في الحرب الباردة الجديدة التي تدور في الخليج بين الدول السنية وإيران. وأشار الكاتب إلى أن التواجد الإيراني في سوريا، المدعوم من روسيا، يزعج (الإسرائيليين) كما يزعج السعوديين، خوفًا من أن تحاصرهم “إمبراطورية فارسية جديدة”، خاصة في ظل تواجد “محور المقاومة الشيعية” في الشمال، وفي حرب اليمن في الجنوب.
الوعي: ترتيب المسرح في المنطقة على هذه الصورة تتحكم به أميركا، فدولة إيران (الشيعية) عميلة لأميركا، وهي تشكل فزاعة لدول الخليج (السنية) وعلى رأسها سعودية سلمان وابنه؛ ما يدفعها للارتماء في أحضان اليهود للدفاع عن عروشهم المتهاوية، وهكذا تمسك أميركا بالمنطقة عن طريق تحالفين هي تسيرهما بالأصل، ويبقى المقصود الأول والأخير هم المسلمون في دينهم. والمفرِّج هو الله وحده سبحانه.