فريدمان: الشرق الأوسط القديم ينهار.. فما بديله؟
2019/05/20م
المقالات
7,504 زيارة
فريدمان: الشرق الأوسط القديم ينهار.. فما بديله؟
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالًا ترجمته «عربي21” للمعلق الأميركي المعروف توماس فريدمان، يتحدث فيه عن انهيار الدعائم الرئيسية التي قامت عليها السياسة في الشرق الأوسط، وتحكمت في مساره خلال نصف قرن أو يزيد، ويشير فيه إلى أن «شرق أوسط جديدًا يظهر، لكنه لا يشبه ما تصوره البعض في التسعينات من القرن الماضي». ويقول الكاتب إن «هذا الشرق الأوسط الجديد يتشكل نتيجة لما يجري على تويتر والميمات لا جهود الدبلوماسيين، وبسبب البطالة لا الإرهاب، وبسبب الاضطرابات في الشوارع لا القصور، وتدفع بولادته النساء أكثر من الرجال، ولا يعلم أحد عما سيخرج من هذا كله عندما تنجلي الغبار».
وفي هذا السياق، يدعو فريدمان إلى الحذر من انهيار ما يقول إنها خمسة أركان رئيسية للسياسة في الشرق الأوسط:
الركن الأول المنهار هو تراجع دور الولايات المتحدة التي طالما أدت دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل المنطقة…
الركن الثاني هو العملية السلمية تقوم اليوم على جهد أميركي إسرائيلي لتحقيق أفضل حل متوفر للدولة الواحدة…
الركن الثالث يتعلق بالحكومات العربية التي كانت تضمن دائمًا وظائف لسكانها لم تعد قادرة على ذلك اليوم…
الركن الرابع الذي انهار هو فقدان الحكومات السيطرة على تدفق المعلومات…
الركن الخامس الذي انهار هو دور الرجل المتسيِّد للمرأة أو النظام الأبوي، الذي كان فيه الرجل يتحكم في المرأة.
ويقول فريدمان «إن المرأة لن تستطيع اكتشاف إمكانياتها في سوق العمل، والاستفادة منها طالما لم تتغير قوانين الزواج والميراث والطلاق وحضانة الأطفال…» ويخلص قائلًا: « يجب أن تكون هناك عملية تشارك في السلطة بين الحكومات والشعب ومؤسسات المجتمع المدني، فلا يمكنك مواصلة الطلب من السكان التضحية من غير أن يكون لهم صوت في طريقة حكم أنفسهم. والصورة التي يراد الوصول إليها هي أن «الشرق الأوسط الجديد لا يواجه مصير الاضطرابات المستمرة». ويختم فريدمان مقاله بالقول: «المشكلة هي أن ما يجري متأخر، فقد تم تأجيل الإصلاح السياسي ولوقت طويل، فيما لا تزال الأعراف الثقافية القديمة متجذرة بعمق». وينوه الكاتب إلى أن هذا هو الشرق الأوسط الجديد.
الوعي: مهما حاول الكاتب أن يبعد ما يحدث عن السياسة الأميركية، فإنه في هذا المقال يتكلم عن شرق أوسط أميركي جديد يسير باتجاه إقامة نظام إقليمي مسيطر عليه أميركيًا، وسالم من الاضطرابات، وسيكون للمرأة ولمنظمات المجتمع الأميركي دورهما الأميركي فيه، وهو يقتضي «تغيير الأعراف الثقافية القديمة المتجذرة» والمقصود بذلك هو تبديل دين المسلمين، وإلغاء الإسلام السياسي… إنها تريد أن تحول المسلمين إلى قطيع من الغنم همه مرعاه… هذه هي جريمتها، ولكن الجريمة الأكبر أن تجد من المسلمين (حركات وعلماء) من يتبنى هذا النهجَ الكفريَّ البيِّنَ ويسير في ركابه، ولكن الله لها ولهم بالمرصاد قال تعالى: ( وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوٓاْۚ إِنَّهُمۡ لَا يُعۡجِزُونَ ).
2019-05-20