مع القرآن الكريم
2019/02/26م
المقالات
7,472 زيارة
مع القرآن الكريم
]ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا ئَُودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ ٢٥٥ [.
ذكر الله سبحانه آية عظيمة فيها صفات علية له جلّ شأنه، فهو وحده سبحانه المستحق للعبودية المتفرد في ألوهيته لا إله إلا هو الحي القائم بتدبير شؤون خلقه، الذي لا يعتريه فتور ولا غفلة أو نوم، المالك للسموات والأرض وما فيهن ومن فيهن، صاحب العظمة والجبروت الذي لا يتجاسر أحد على الشفاعة عنده دون إذنه، العليم الخبير بكل مخلوقاته، وما قبلها وما بعدها، والذي لا يطلع على علمه أحد إلا بمشيئته سبحانه، المحيط بكل شيء، الذي لا يعجزه ولا يثقل عليه حفظ السموات والأرض ومن فيهن وما فيهن، العلي في ملكه وسلطانه، العظيم في عزه وجلاله، هو سبحانه كما وصف نفسه المنزه المتعالي عن كلّ وصف لا يليق بعظمته، الكبير المتعال العلي العظيم.
وهي أعظم آية في القرآن، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده من طريق أبي ذر أنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أيما أنزل عليك أعظم قال صلى الله عليه وسلم «آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم» وأخرجه كذلك من طريق أُبَيّ ومن طريق أبي أمامة رضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين. وأخرج نحوه الدارمي في سننه.
ولا يتعارض هذا مع كون الآيات كلها كلام الله، فالقرآن كلام الله سبحانه، وهو من حيث هذا الاعتبار عظمته واحدة، غير أن الله سبحانه شاء أن يجعل أجر بعض آياته أكبر من أجر الآيات الأخرى لحكمة يعلمها سبحانه.
فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه: “لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سورة ] ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ [ …”[1]. وكما ذكرنا في الحديث السابق عن آية الكرسي أعظم آية في القرآن. وهذا يعني أعظم أجرًا، وهو لا يتعارض مع كون آيات القرآن كلها كلام الله. فهي سواء من حيث كونها كلام الله، ولكنها تتفاضل أجرًا كما شاء الله، ولا تعارض بين الحالتين.
وقد جاءت هذه الآية الكريمة بعد ما ذكر في آخر الآية السابقة ]وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ[ تقريعًا للكفار وبيانًا لعظيم ضلالهم وتماديهم في غيهم حيث وضعوا مخلوقات الله في مرتبة خالقهم العظيم الذي ] لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ[ فكيف يكفرون ويعبدون غير الله من مخلوقاته أو يشركون به مخلوقاته فيضعوا الأمور في غير موضعها ويكونوا من الظالمين.
فالله وحده المستحق للعبودية المتفرد في ألوهيته والكافرون هم الظالمون.
] ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ [ أي أن الله سبحانه هو وحده المستحق للعبودية.
و] ٱللَّهُ [ مبتدأ، و] لَآ إِلَٰهَ [ مبتدأ ثان وخبره محذوف تقديره معبود أو موجود، ] لَآ[ نافية للجنس تعمل عمل إن، ]إِلَٰهَ [ اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح وخبرها محذوف تقديره موجود أو معبود وهو مرفوع. والعرب تجعل موضع لا النافية للجنس واسمها (مبتدأ مرفوع) ويكون خبر ] لَآ [ النافية المحذوف هو خبر (لا واسمها) كذلك. و] هُوَ [ في محل رفع بدل من موضع ] لَآ إِلَٰهَ [ وخبر المبتدأ الأول هو ] لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ [ وتكون ] إِلَّا [ هنا أداة استثناء ملغاة (لا عمل لها).
] ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ [ صفتان لـ(هو).
] ٱلۡحَيُّ [ الذي له الحياة الدائمة، أي الذي لا سبيل عليه للفناء، وأصلها (حيو) فقلبت (الواو) المتطرفة المنكسر ما قبلها (ياء) وأدغمتا ولذلك كتبت (الحياة) بواو في رسم المصحف لهذا الأصل، ويؤيده (الحيوان) لظهور هذا الأصل فيه.
] ٱلۡقَيُّومُۚ [ صـيـغـة مبالغـة للقيام، وأصله (قيووم) على (فيعول) فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواء ياء وأدغمت، وهي تعني القائم بتدبير ما خلق.
] لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ [ السنة فتور يسبق النوم وليس النوم أي النعاس، والآية تفيد شمول النفي لكلّ منهما فالله سبحانه لا يعتريه نعاس سواء أكان مؤديًا للنوم أم لم يؤدّ، كما أنه سبحانه لا يعتريه نوم.
والأصل في (سنة) (وسنة) ثم حذفت الواو ولذلك يقال للذي يغالبه النعاس (وسنان) للأصل المذكور.
وتكرار (لا) لإفادة شمول النفي لكل منهما، أي الإحاطة بكليهما مجتمعتين ومنفردتين بخلاف لو كانت (لا تأخذه سنة ونوم) فلا تفيد التنصيص على نفي الاثنتين منفصـلتين، بل قد تنفيهما معًا أي لا تأخذه سنة ونوم في آن، وأما ما في الآية الكريمة ] لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ [ فالنفي شامل للنعاس وحده أو للنوم وحده أو كليهما فلا يعتري الله سبحانه نعاس أدى إلى النوم، أم لم يؤدّ كذلك لا يعتريه سبحانه نوم.
] لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ 3 [ أي أن الله سبحانه مالك كل شيء: السموات والأرض وما فيهن ومن فيهن. فاللام تفيد الملك.
وتكرار (ما) لإزالة الالتباس من كون الله سبحانه يملك السموات وما فيهن والأرض دون ما فيهن فيما لو كانت (له ما في السموات والأرض) إنما بتكرارها يقطع بالمقصود من أن الله سبحانه مالك السموات والأرض وما في السموات وما في الأرض.
وأمـا قولنا إن الآيـة تفيد أن الله مالك السموات والأرض وما فيهن ومن فيهن، أي العاقل وغير العاقل، علمًا بأن الأداة المسـتعـمـلة هي (ما) وهي لغـير العاقل، فإن ذلك لسببين:
الأول: تغليب مكونات الكون المادية غير العاقلة على العقلاء لإبراز قلة حجم العقلاء بالنسبة لغيرهم من مخلوقات الله غير العاقلة.
وأما السبب الثاني فبقرينة ما جاء بعدها ] يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ [ الخاصة بالعقلاء، وهذا لأن ضمير الجمع (هم) خاص بالعقلاء يدلّ على أن ] مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ 3 [ تشمل العقلاء.
والآية تفيد أن كلّ شيء مملوك لله سبحانه، وما كان مملوكًا لغيره لا يستحق أن يعبد، وذلك تقريعًا لهم على عبادتهم الأصنام والكواكب وغير ذلك من المخلوقات.
] مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ [ الاستفهام استنكاري أي لا أحد يجرؤ على الشفاعة عند الله سبحانه دون إذنه، دلالة على عظمة الله وكبريائه سبحانه كما في حديث الشفاعة: “آتي تحت العرش، فأخر له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تُشفَّع. قال: فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة“[2].
والآية تفيد أن هناك شفاعة لكنها بإذن الله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذن له فيشفع كما في الحديث.
] يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ ( [ الضميران عائدان على كلّ من يعقل من قوله سبحانه: ] لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ [ والمعنى أن الله سبحانه يعلم ما كان قبلهم ] مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ [ وما يكون بعدهم ] وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ [.
]وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ [ أي لا يستطيع أحد أن يطلع على شيء مما يعلمه الله إلا أن يشاء الله تعليمه إياه، فما يعلمه الله سبحانه لا يستطيع أن يصل إليه أحد إلا بمشيئة الله سبحانه ] عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ
مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ ٥[ العلق/آية5 ]وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا [ طه/آية114.
]وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ ([ و]كُرۡسِيُّهُ[ من المتشابه، ووفق ما ذكرناه في المقدمة حول طريقة التفسير المعتمَدة، فإننا سنعمد إلى الحقيقة الشرعية أولًا، أي نبحث عن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة الواردة في تفسير (الكرسي)، فإن وجدناها أخذنا بها وإلا عمدنا إلى اللغة العربية، وذلك لأن القرآن الكريم نزل باللغة العربية ]إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ٢[ يوسف، ] نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣ عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ ١٩٥[ الشعراء.
وقد وردت في تفسير الكرسي أحاديث، لو صحت لكانت هي المعتمدة في التفسير، ولكن لا تخلو من مقال، وأقربها إلى الصواب ما يلي:
* أخرج البيهقي في كتابه (الأسماء والصفات) من طريق أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أي ما أنزل عليك أعظم؟ قال صلى الله عليه وسلم: «آية الكرسي». ثم قال: «يا أبا ذر، ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة».
* وأخرجه كذلك ابن حبان في صحيحه. وذكره نقلًا عنه ابنُ حجر في فتح الباري وأضاف (وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير …).
ولو صح هذا الحديث لأخذنا به وكان المعنى أن الكرسي مخلوق عظيم خلقه الله سبحانه أوسع من السموات والأرض وما هي منه إلا كحلقة في فلاة، ولَكُنّا آمنا بهذا المعنى للكرسي ولم نتجاوزه.
ولكن البيهقي ذكر الحديث بسندين: الأول فيه يحيى بن سعيد السعدي البصري، قال العقيلي لا يتابع عليه، وقال ابن حبان يروي المقلوبات والملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، «وقد انفرد عن ابن جريج» وقال ابن عدي يعرف بهذا الحديث وهو منكر من هذا الطريق. (انظر لسان الميزان ج6 ص316 رقم 70/9144 دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع).
والسند الثاني فيه إبراهيم بن هشام وهو كذلك لا يُحتج به كما ورد عند أبي زرعة وأبي حاتم والذهبي. (انظر لسان الميزان ج1 ص124 رقم 373 دار الفكر للطباعة والنشر).
وأما ابن حبان فقد ذكر في حديثه إبراهيم بن هشام كذلك، وهو لا يُحتج به كما ذكرنا أعلاه.
أما سعيد بن منصور فقد ورد الحديث في سننه قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد قال (ما السموات والأرض في الكرسي إلا بمنزلة حلقة ملقاة في أرض فلاة). وهذا السند ضعيف. قال أبو حاتم الرازي رحمه الله «إن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس». (انظر علل الحديث لابن أبي حاتم ج2 ص210 رقم 2119، وانظر سنن سعيد بن منصور المجلد 3 ص952 رقم 425، الهامش تحقيق الدكتور سعد آل حُميِّد دار الصُّمَيعي للنشر والتوزيع).
وعليه فلا تخلو الأحايث الواردة في تفسير الكرسي من مقال. وإذن فسنعمد إلى اللغة في تفسير (الكرسي):
إن العرب تطلق الكرسي على العلم كما جاء في القاموس على اعتبار أن الذين يجلسون على الكرسي هم العلماء من باب العلاقة المحلية، فيطلَق الكرسي ويراد به الحالّ فيه مجازًا، ومنه الكراسة لأنها تضم العلم.
ويكون معنى ] وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ ( [ أي (وسـع علمه السـمـوات والأرض). وبخـاصـة وأن قـوله تعالى قبلها هو: ] يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ [، فالكلام بدأ عن علم الله وعدم الإحاطة بعلمه سبحانه. وهكذا يكون معنى أجزاء الآية متتابعةً: أن الله سبحانه يعلم كل شيء عن مخلوقاته وهم لا يحيطون بعلم الله سبحانه، فعلم الله قد وسع السموات والأرض، وهذا للدلالة على سعة علم الله وعدم الإحاطة به. وعليه فإن تفسير الكرسي بالعلم له وجه صحيح مستقيم.
وهذا ما نرجحه في تفسير (الكرسي) أي أنه (العلم)، ونقول نرجحه لأن المتشابه يرجَّح معناه ولا يقطع به لأنه متشابه.
وقد نقل عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه (العلم) أي أن كرسيه يعني علمه سبحانه.
] وَلَا ئَُودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ[ أي أن من يخلق هذا المخلوق العظيم (الكرسي) الذي يسع السموات والأرض لا يعجزه ولا يثقل عليه حفظ السموات والأرض وما فيهن ومن فيهن.
] ئَُودُهُۥ [ أي يثقله، يقال: آدني الشيء بمعنى أثقلني، وتحملت منه المشقة.
] وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ [ أي في القدرة والمنزلة.
] ٱلۡعَلِيُّ [ القاهر الغالب للأشياء. تقول العرب: علا فلان فلانًا أي غلبه وقهره.
] ٱلۡعَظِيمُ [ ذو العظمة، وكلّ شيء بالإضافة إليه حقير، فهو سبحانه العلي في ملكه وسلطانه العظيم في عزه وجلاله.
وكلمة أخيرة نقولها: إن المتدبر لهذا القرآن العظيم يجد أن إعجازه يأخذ بالألباب، ففي هذه الآية الكريمة خمس جمل مستقلة متتابعة دون استعمال حرف عطف ] ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ [ والآية قوية عظيمة.
ونقرأ في آية أخرى ست واوات ]وَقِيلَ يَٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ٤٤[ هود، كذلك قوية عظيمة، وهذا ما لا تستطيعه العرب، فهم إذا أكثروا استعمال حروف العطف في الجملة ضعفت وأصبحت ركيكة في ألفاظها، وإذا وضعوا جملًا مستقلةً متتابعةً وراء بعضها مصفوفة دون ربط بأحرف العطف أصبحت ضعيفة من حيث المعنى.
إلا أن هذا القرآن العظيم معجز في أسلوبه لفظًا ومعنىً، حجة على الناس ينطق بالحق ] لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ ٤٢[ فصلت/آية42، فسبحان الله!! سبحان الله!!
-
وتستمر الآيات في السياق نفسه الذي بدئ بالآية الأولى
[1] البخاري: 4280، 4334
[2] البخاري: 6861
2019-02-26