رياض الجنة: فضل العلم على نوافل العبادات
2018/12/24م
المقالات
6,314 زيارة
رياض الجنة: فضل العلم على نوافل العبادات
قال القرطبي رحمه الله: «فلو كان شَيْءٌ أشرف من العلم لأمر اللَّه تعالى نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم» (تفسير القرطبي 4/41)
-
قال الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله: «طلب الحديث في هذا الزمان أفضل من سائر أنواع التطوع؛ لأجل دروس السنن وخمولها، وظهور البدع واستعلاء أهلها». شرف أصحاب الحديث، ص86.
-
عن زيد بن أسلم، أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يقول: «لأن أجلس في مجلس فقه ساعة أحب إلي من صيام يوم وقيام ليلة». البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى.
-
وعن وكيع بن الجراح، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «لا أعلم شيئًا من الأعمال أفضل من العلم أو الحديث لمن حسنت فيه نيَّتُه». الدارمي في سننه.
-
وَعن قتادة، قال: كان مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير يقول: «فضل العلم أحب إلى الله من فضل العبادة» أحمد في سننه.
-
وَعن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال: «حظٌّ من عِلم أحب إلي من حظ من عبادة». أخرجه عبد الرزاق في مصنفه.
-
وقال قتادة، قال ابن عباس: «تذاكر العلم بعض ليلة أحبُّ إليَّ من إحيائها». البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى.
-
ثم روى ابن عبد البر، عن إسحاق بن منصور، قال: قلت لأحمد بن حنبل: قوله «تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها»؛ أيُّ: عِلم أراد؟ قال: هو العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم، قلت: في الوضوء، والصلاة، والصوم، والحج، والطلاق، ونحو هذا؟ قال: نعم قال إسحاق بن منصور: وقال إسحاق ابن راهويه: هو كما قال أحمد». جامع بيان أهل العلم وفضله.
-
وعن عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر، عن الزهري قال: «ما عُبِدَ الله بمثل الفقه». البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى.
-
وَعن أبي قَطَن، عن أبي حُرَّة، عن الحسن، قال: «العالم خير من الزاهد في الدنيا والمجتهد في العبادة؛ ينشر حكمة الله، فإنْ قُبِلَت حِمَد الله، وإن رُدَّت حَمِد الله». جامع بيان أهل العلم وفضله.
-
وعن الربيع بن سليمان المرادي، قال: سمعت الشافعي رحمه الله يقول: «طلب العلم أفضل من صلاة النافلة». البيهقي في المدخل.
-
وعن الربيع بن سليمان، قال: سمعت الشافعي يقول: «ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم»، قيل له: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل». أخرجه البيهقي في المدخل.
-
وقيل لعبد الله بن المبارك: لو قيل لك: لم يبقَ من عمرك إلا يوم؛ ما كنت صانعًا؟، قال: «كنت أُعَلِّم الناس». البيهقي في المدخل.
-
وقال الإمام البيهقي رحمه الله: «باب فضل العلم خير من فضل العبادة». المدخل إلى السنن الكبرى.
-
وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في جامع بين العلم وفضله:عن سفيان الثوري، قال: «ما أعلم على وجه الأرض من الأعمال أفضل من طلب الحديث لمن أراد به وجه الله». وعن وكيع بن الجراح، قال: «ما عُبِد الله بشيء أفضل من الحديث». عن وكيع أيضًا قال: «لولا أن الحديث أفضل عندي من التسبيح ما حدَّثت». وعن محمد بن عمرو بن عطاء قال: كان موسى بن يسار معنا يحدِّث، فقال له ابن عمرو: «إذا أنت فرغت من حديثك فَسلِّم؛ فإنك في صلاة». وعن أبي ثوبان مِزداد بن جميل البَهْرَاني قال: سأل عمرُ بن سهيل المعافى بن عمران، فقال له: يا أبا عمران، أيُّ شيء أحب إليك؟ أصلي أو أكتب الحديث؟ فقال: «كتابة حديث واحد أحب إليَّ من صلاة ليلة».
-
وقال النووي رحمه الله: «والحاصل أنهم متفقون على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل عبادات البدن؛ ومن دلائله، سوى ما سبق، أن نفع العلم يعم صاحبه والمسلمين، والنوافل المذكورة مختصة به. ولأن العلم مصحِّح؛ فغيره من العبادات مفتقر إليه، ولا ينعكس. ولأن العلماء ورثة الأنبياء، ولا يُوصَف المتعبِّدون بذلك. ولأن العابد تابع للعالم مُقْتدٍ به مُقلِّد له في عبادته. ولأن العلم تبقى فائدته وأثره بعد صاحبه، والنوافل تنقطع بموت صاحبها. ولأن العلم صفةٌ لله تعالى. ولأن العلم فرض كفاية؛ فكان أفضل من النافلة.
2018-12-24