هل حول «تنظيم الدولة» مسار الحرب في سوريا إلى قضية أمنية دولية؟
-
كتبت سارة بيرك، المراسلة الصحافية لمجلة الإيكونوميست والعاملة في مشروع الشرق الأوسط للبحث والمعلومات مقالاً استقصائياً حول تأثير دور تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مسار الحرب في سوريا قالت فيه: «تحدث إلى أي سوري على الحدود السورية-التركية هذه الأيام وفي دقائق قليلة يتحول الحديث إلى تلك المنظمة المثيرة للذعر التي اجتاحت شمال سوريا وقامت بفرض «قوانين الشريعة»، واعتقلت بل وقطعت رؤوس سوريين رفضوا تطبيق نسختها الخاصة من الإسلام، وقامت بشن حرب على منافسيها في الفصائل الأخرى».
لقد غيرت هذه الجماعة (بحسب الكاتبة) منذ ظهورها في نيسان / أبريل الماضي مسار الحرب في سوريا، وأجبرت الفصائل السورية الرئيسية المسلحة للقتال على جبهتين، وقامت بتعويق المساعدات الإغاثية إلى سوريا، ومنعت نقل الأخبار للخارج بعد اعتقالها عدد من الإعلاميين. وأضافت الكاتبة أن صعود هذا التنظيم حفز الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين على إعادة التفكير باستراتيجية الدعم المتقطع الذي تقدمه للمقاتلين «المعتدلين» في سوريا، وكذا إعادة التفكير في خطابها الداعي للإطاحة بالرئيس الأسد، مشيرة بذلك إلى تصريحات الديبلوماسي الأميركي رايان كروكر التي دعا فيها إدارة أوباما لإعادة النظر في دعوتها لتنحي بشار الأسد. ونقلت الكاتبة عن دبلوماسي غربي قوله ‘ يُنظر لسوريا الآن باعتبارها مشكلة أمنية، وليست حول التخلص من الأسد ومساعدة السوريين على تحقيق ما يريدون تحقيقه’.
-
في السياق نفسه كتب السفير الأميركي المختص بمنطقة الشرق الأوسط فريدريك هوف مقالاً في «الأتلانتيك كاونسيل» ذكر فيه أن رؤية إدارة أوباما للحل الأمثل في سوريا تتمثل بانضمام القوات المسلحة الحكومية والمعارضة معاً للقضاء على «التنظيمات المتطرفة» في سورية، وأن السبيل لذلك هو قيام تحالف الإسلاميين (الجبهة الإسلامية) بطرح أو بإعطاء التفويض لآخرين (الائتلاف الوطني) من أجل طرح جدول للحكم الانتقالي من شأنه أن يطمئن ألدّ أعداء الإسلام السياسي في سورية، يكون من شأنه مغادرة عائلة الأسد الحكم وينهي «الحالة المتطرفة» لبعض المنظمات الإسلامية في البلاد!