مع القرآن الكريم: بمناسبة 12 من ربيع الأول ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم
1992/09/24م
المقالات
1,361 زيارة
بمناسبة 12 من ربيع الأول ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم
لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتفال بذكرى مولده، ولم يحتفل المسلمون بهذه المناسبة في عصره صلى الله عليه وسلم ولا في عصر الصحابة أو التابعين أو تابعيهم. ولم تدخل هذه العادة إلى بلاد المسلمين إلاّ في عصور متأخرة تأثراً بالنصارى. ولذلك فإن كثيراً من العلماء يعتبرون هذه العادة من البدع المحرمة، ويرى بعضهم أنها من البدع الحسنة. والمتفق عليه عند المسلمين أن العبادات توقيفية فلا نعبد الله إلاّ كما علَّمنا، فإذا عبدناه حسب أهوائنا كنّا من أهل البدع المحرمة.
وقد أمرَنا الشرعُ أن نلتمس العذر للمسلمين وأن نحسن الظن بهم، ولذلك فنحن لا نريد في كلمتنا هذه أن نشنّع على الذين يحتفلون أو يدعون للاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم لعلَّ عندهم شبهة تبرئ ساحتهم أمام الله. وكلمتنا في هذه المناسبة هي تذكير للمسلمين عامة المجيزين لهذا الاحتفال أو المحرمين له، كلمتنا لهم هي أن أفضل تكريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإيمان به وبما جاء به، والالتزام بالدين الذي بلغنا إياه، وإقامة الدولة التي تطبق هذا الدين كاملاً ةتحمل رسالته إلى العالم وفيما يلي آياتا كريمات ترشدنا إلى ما هو المطلوب منا تجاه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾ (النساء: 136).
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب: 56).
قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (الأحزاب: 21).
قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ @قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ (آل عمران:31و 32).
قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الحشر: 7).
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً@ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا @وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ (النساء:59و60و 61).
قال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (النساء: 65).
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ (الأنفال: 24).
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ ِلأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (الأحزاب: 59).
قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (التحريم: 9).
لو اطّلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته في هذه الأيام ووجدها ممزقة إلى 46 دويلة يحكمها حكام كفرة أو فسقه عطلوا الشريعة التي جاءهم بها رحمة لهم وللعالمين، واستوردوا أنظمة الفسق والكفر من الغرب، لو اطلع صلى الله عليه وسلم ورأى ما يسمى بالعلماء والمفتين يتزلفون لهؤلاء الحكام العملاء للكفار؛ لو اطلع ورأى اليهود يدنسون الأقصى، والأميركان يتحكمون ببلاد المسجد الحرام، ورأى الأوروبيين يذبحون المسلمين في يوغوسلافيا، ورأى المسلمين يذبحون المسلمين في حروب خليجية وأفغانية و … يفعلون كل هذا ويكتفون من الدين بالأناشيد والمدائح ورفع التبريكات والتهاني بذكرى المولد الشريف!
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تحرمنا شفاعة رسولنا صلى الله عليه وسلم□
1992-09-24